تبلغ القيمة السوقية لموقع “أير بي إن بي Airbnb” اليوم أكثر من 30 مليار دولار ، بعد أن أصبح ملايين السياح والمسافرين لا يستغنون عن خدماته.
وتقوم فكرة الموقع بشكل أساسي على قيام أشخاص عاديين من مختلف أنحاء العالم عن تأجير غرف في منازلهم للزوار والسياح بأسعار أرخص من الفنادق والنزل ما يساعد السياح على توفير كثير من النفقات.
ولكن وراء هذا العملاق في عالم الإنترنت قصة نجاح مذهلة بدأت قبل 10 سنوات، عندما تأسست الشركة في سان فرانسيسكو علي يد ثلاثة أشخاص كانا يكافحون لدفع أقساط شقتهم، قبل أن يتوصلوا إلى فكرة غيرت حياتهما في أغسسطس من عام 2007.
ولكي يجمعوا المال اللازم لسداد أقساط شقتهما، قام برايان تشيسكي وناثان بليكارسزيك وجو جيبيا بشراء بعض أسرة نوم بلاستيكية تنفخ بالهواء، وكان أول المستأجرين ثلاثة ضيوف هم سائح هندي عمره 30 عاما، وسيدة من بوسطن، وأميركي من ولاية يوتا، ودفعوا كلهم 80 دولارا في الليلة الواحدة.
وكانت تلك النقود هي أول ما تحصل عليه الشركة الناشئة التي أصبح اسمها Air Bed and Breakfast حيث أرست جذورها في العام التالي.
لكن الأمور لم تسر بالسهولة التي خطط لها الثلاثي، وكانوا بحاجة ماسة للتمويل للتعريف بالشركة الناشئة، ولكنهم تمكنوا من خلال أول جولة تسويقية من جمع 30 ألف دولار.
وبعد عام من التأسيس أي في سنة 2009 واجهت الشركة الصغيرة في عالم التأجير و عرض الإعلانات في هذا المجال، إلى خطر الإفلاس حيث إنخفضت المداخيل إلى 200 دولار للأسبوع، الربح الذي لا يمكن توفير معيشة المؤسسين الثلاثة ومن معهم من بعضة موظفين.
وبعد أن تم تحليل الموقع تحليلا كاملا تبين أن المشكل كان في أن إلتقاط الصور يتم من طرف أصحاب المنازل أو الشقق، بالتالي أغلبها يكون باهتا و غير قابل للعرض.
فسارعت الشركة الصغيرة بإعادة تصوير الأماكن وتبديل الصور بصور أعلى دقة وأكثر بهجة، ففي نهاية الأمر ستؤدي هذه الخطوة إلى تصوير وزيارة شخصية لكل الشقق المعروضة في الموقع والتي تنتمي لمدينة نيويورك الأميركية.
ومع الاستمرار والدأب توالت الاستثمارات في الشركة الناشئة، وبين عامي 2016 و 2018 ارتفع التقييم الخاص للشركة إلى 31 مليار دولار، ولدى الموقع مؤجرين في أكثر من 34 ألف مدينة بمختلف أنحاء المعمورة.
وكان نمو الشركة قد أصبح سريعا ومضطردا، ولكن مع استمرار بعض التحديات الخطيرة، ففي عام 2011 ، واجهت الشركة ردود فعل عنيف من مجتمع السفر عندما كتب إحدى المضفيات على مدونتها أن أثاث وديكور منزلها تعرض للتخريب بشكل عنيف.
وهنا لجأت الشركة إلى سياسة التأمين لحل هذه المعضلة، إذ قاموا بتطبيق سياسة تأمين مبدئية تغطي منازل المضيفين لحماية من الأضرار بقيمة تصل إلى نصف مليون دولار من الأضرار، ووصلت قيمة التأمين الآن إلى نحو مليون دولار.