ومنذ عام 2011، أطلق الرجل البالغ من العمر 50 عاما، ما يقرب من ألفين بومة من بوم الحظائر المشتركة التي يربيها كجزء من برنامج طبيعي يصوغ هذا النوع من الطيور لمكافحة خطر آفات القوارض، مثل الجرذان التي تسبب أضرارا للمحاصيل.
بومة الحظيرة المشتركة التي تتميز بوجه على شكل قلب وسيقان طويلة ومخالب قوية وهي أحد أنواع عائلة بوم الحظائر، تضع ما بين 3 إلى 12 بيضة في البرية، ولكن واحدة فقط منها تميل إلى البقاء على قيد الحياة.
ولذلك يجلب “أرتو” البيض بعد أن يتم وضعها ويعيدها إلى المرفق لزيادة معدل البقاء على قيد الحياة، وفي عمر 4 أشهر، يتم إطلاقها للعمل في وظيفتها.
وأقام أرتو حتى الآن 140 صندوقا كأعشاش عبر القرية للطيور الليلية لوضع بيضها، فالأراضي التي تم إزالتها من أجل الزراعة تقلل من فرص البوم في العثور على أماكن للتعشيش، وبالتالي فإن الصناديق أو الأعشاش توفر حافزا لهم للبقاء والتكاثر.
وبفضل مبادرة أرتو، أصبحت قرية تلوغويرو الآن مقصدًا شعبيًا للسياح المحليين والمهتمين بعلم البيئة، مثل هيرلينا فون توغو، التي تتطلع إلى معرفة أهمية الحفاظ على نظام بيئي متوازن.
وجاء فكرة برنامج أرتو مع تخوفات مزارعو القرية بشكل متزايد بشأن كيفية التخلص من الآفات المنتشرة بالحقول، وكانوا يحاولون حرقهم أو صيدهم، ولكن لا نتيجة، وكان الملاذ الأخير في استخدام المبيدات، ولكن القرويين كانوا مترددين كونها موادًا كيميائية وهناك قلق من تسبيب أضرارا طويلة الأجل للبيئة المحلية.
وقال أرتو إن البوم الحظائر المشتركة، بسبب حجمها واتباع نظام غذائي، هي الأكثر ملاءمة لهذا المنصب وتلك المهمة.
والبوم ليس مدرجا في أي قائمة لحماية الحياة البرية، ما يجعل التجارة في الطيور قانونية من الناحية الفنية.
وقالت ماريسون جوتشيانو، وهى باحثة في مجموعة سكوربيون للحياة البرية، وهى منظمة غير حكومية إندونيسية رائدة تتعامل مع ملف التجارة غير القانونية في الحياة البرية، إن حماية الحياة البرية في البلاد تحتاج إلى أن تشمل جميع الأنواع وليس فقط الأنواع المهددة بالانقراض، ما يعني أنه يجب على الذين يصطادون بدون إذن أن يواجهوا العقاب الجنائي.
وفي الأسواق المحلية، ازداد عدد البوم المعروضة للبيع زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
وقد أشار الباحثون وعلماء حماية الطبيعة، إلى سلسلة هاري بوتر الشهيرة والتي لفتت النظر إلى البومة الثلجية وهي من أشهر الحيوانات الأليفة من فصيلة “هيدويغ” ذات اللون الأبيض الثلجي، والتي سحرت البلاد وصاحبت هاري بوتر طوال غالبة أجزاء سلسلة الأفلام الخاصة بالساحر الصغير حتى أصبح يشار إليها باسم “هاري بوتر الطيور”.
وتباع بومة جافان سكوبس النادرة بسعر يتراوح ما بين 150 ألف و200 ألف روبية إندونيسية (11-15 دولارًا).
وعلى الرغم من اسمها “بومة الحظيرة المشتركة” إلا أنها أكثر تكلفة وتعد واحدة من أفضل الأنواع المعروفة في العالم، وعادة ما تتراوح ما بين مليون ومليون ونصف المليون روبية إندونيسية (74-111 دولار).
وفي أحد الأسواق الليلية في جاكرتا، قال أحد الأبوين الذي اشترى بومة من الحيوانات الأليفة لابنتيه، إنه كان على علم بأن تلك الطيور برية بطبيعتها، ولكن ذلك لم يمنعه من شراء واحدة، وقال إن ابنتيه طلبتا منه ذلك بسبب حبهما للبومة الثلجية في سلسلة هاري بوتر والتي انتشرت بشكل واسع على شبكة الإنترنت.
هذا هو بالضبط اتجاه أرتو الذي يحاول فعل العكس، ويقول إنه يأمل أن ينتشر برنامجه بعض الشيء لتذكير السكان المحليين أن البوم تقدم خدمة أفضل بكثير من بين الحيوانات البرية والأليفة المحلية.
وتسعى سلطات المقاطعة لوضع قانون يعتبر إطلاق النار أو إزعاج جميع الطيور في القرية “جريمة”.