ترأس الخورأسقف نبيه معوض قداس عيد الميلاد في كنيسة مار مارون في طرابلس، بحضور حشد كبير من المؤمنين.
بعد الانجيل ألقى عظة قال فيها: “قصة الميلاد يرويها لنا القديس لوقا من خلال ثلاثة مشاهد متكاملة تركز كلها على الحدث الأهم وهو ولادة المخلص المسيح الرب ومشاركة الأرض والسماء بالفرح النابع من هذا الحدث محور الكون والتاريخ. حدث ولادة الرب ليس فقط حدثاً تاريخياً، بل أنه حدث يطبع التاريخ في ماضيه وحاضره ومستقبله. فالمسيح الذي ولد منذ أكثر من ألفي سنة ما زال يولد في الكنيسة وما زال يومه يوم الرب أي يوم التدخل من قبل الرب في حياة الشعوب وفي مسيرة التاريخ. لذا لا يمكن قراءة أحداث العالم خارجاً عن إطار الخلاص تماماً كما لا يمكن قراءة حدث الاحصاء وسيطرة الامبراطورية الرومانية على العالم من دون أن نرى كيف وبأية طرق حضر الله مجيء ابنه إلى العالم بأشياء شتى، يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين كلم الله آباءنا من قديم هذا الكلام وهذه الأشياء لم تكن لهم فقط بل هي لنا نحن أيضاً. المهم أن لا نتوقف عند الأشياء، بل نتخطاها لنصل إلى المسيح كلمة الله المتأنس علينا أن نتخطى هذه الأزمنة لنرى كيف يولد من خلالها إنسانناً متجدداً وواعياً لحضور الرب. فولادة ابن الله أدخلت على البشرية عنصراً جديداً، عنصر الألوهية، هل تعي البشرية هذا ” الجديد”؟”
وتابع: “ان أنساناً من دون المسيح يبقى دون مستوى الإنسان العادي، فقط مع المسيح نبلغ مستوانا الإنساني العادي، لأن الإنسان خلق منذ البدء ليكون على علاقة حميمة مع الله. من دون هذه العلاقة يفقد الإنسان شيئاً مهماً من أنسنته بالمسيح تثبت هذه العلاقة بوحدة لا تنفصم. هل نحافظ نحن عليها في حياتنا العادية؟”
وختم: “الفرح الحقيقي النابع من هذه العلاقة يعطينا الجواب الحقيقي من دون الفرح نحن بعيدون عن المسيح ولا نقدر أن ننشر مع الرعاة والملائكة تسابيح الفرح والمجد. نشكرك اللهم لأنك أرسلت إبنك الوحيد فصار أخا لنا في البشرية وعرفنا أننا جميعاً إخوة لبعضنا البعض وأبناء لك بالتبني. نشكرك لأنك لم تتركنا غريبين عنك، بل أقمت بيننا وبينك شركة حياة أبدية، بيسوع المسيح ربنا به نعي أبعاد إنسانيتنا وغناها ومعه نسير من مذود بيت لحم إلى جميع أنحاء الأرض حاملين بشرى الخلاص، ومنشدين لك التسبيح والمجد”.