وجه قائد الجيش العماد جوزاف عون، أمر اليوم إلى العسكريين لمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، وقال “أيّها العسكريون، يطلّ علينا عيد الاستقلال التاسع والسبعين فيما وطننا يمر بظروفٍ استثنائيةٍ تتطلّب من الجميع، مسؤولين ومواطنين، الوعي والحكمة والتحلّي بالمسؤولية والتعاون من أجل المصلحة الوطنية العليا، في انتظار استقامة الوضع السياسيّ واستعادة انتظام المؤسّسات. فالاستقلال هو ثمرة النضال المشرّف الذي خاضه اللبنانيون، كما أنّه ثمرة التحدّيات المصيرية التي واجهوها وتغلّبوا عليها بوحدتهم وعزيمتهم وصولا إلى بناء وطنٍ على أسسٍ متينةٍ، لذا يجب علينا أن نحافظ عليه ونحْميه”.
وتابع، “أيّها العسكريون، يمثّل إنجاز ملفّ ترسيم الحدود البحرية بارقة أملٍ لبلدنا، وخطوة مهمة على طريق تعافيه من أزمته الحالية عبر استثمار جزءٍ أساسيٍّ من ثروته الطبيعية. هذا الإنجاز يحتاج إلى مؤسسات الدولة لتحميه وتواكبه لما في ذلك من مصلحةٍ للوطن واللبنانيين. بانتظار ذلك، ومع دخول البلاد مرحلة الشغور الرئاسيّ وارتفاع سقف التجاذبات السياسية، يبقى حفظ الأمن والاستقرار على رأس أولويّاتنا. لن نسمح بأيّ مسٍّ بالسلم الأهليّ ولا بزعزعة الوضع لأيّ أهداف. مهمّتنا كانت وستبقى المحافظة على لبنان وشعبه وأرضه”.
وتابع، “أيّها العسكريون، تثبتون يوما بعد يومٍ أنكم نموذجٌ نادرٌ بين جيوش العالم، فقلّما يواجه جيشٌ هذا القدْر من التحديات في غضون سنواتٍ معدودةٍ ويبقى في أعلى درجات الجهوزية والانضباط والتفاني والالتزام. واجهتم بشجاعةٍ وصمتٍ كلّ حملات التجني رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمرّون بها، وبقيتم على مناقبيتكم في التعاطي مع كل الأحداث والحوادث التي شهدها وطننا. بقسمكم ويقظتكم حميتم لبنان وتستمرون في حمايته حتى آخر قطرة دمٍ في عروقكم. كلّ ذلك بالتوازي مع مهمّتكم الأساسية في التصدي للعدوّ الإسرائيليّ وأطماعه من جهة، كما للإرهاب ومخطّطاته التخريبية من جهةٍ أخرى. عيونكم على الحدود كما على الداخل، وتتابعون تنفيذ مهمّاتكم بالتعاون والتنسيق مع قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، للمحافظة على الاستقرار في الجنوب”.
وأردف، “أيّها العسكريون، إنّ الجيوش تبنى للأوقات العصيبة. قوة لبنان ووحْدته منْ قوّتكم. اعْلموا أنّ ثقة اللبنانيين والمجتمع الدوليّ بكمْ هي أسطع برهانٍ على أهمية دوركم، فلا تضعفوا أمام الأخطار، ولا تعبؤوا بحملات التجنّي والاتهامات الباطلة. في ذكرى استقلال وطننا، نجدّد التزامنا بقسمنا لحمايته والدفاع عنه. هذا الوطن الذي عانى من تحدياتٍ وحروبٍ كثيرةٍ في تاريخه ينهض دوما، لأنّ أبناءه على اختلاف أطيافهم يرفضون الاستسلام، ولأنّ جيشه متمسّكٌ بقيم الشرف والتضحية والوفاء، فبالإرادة تنجلي الصعاب وينتصر الوطن”.