أقام مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني احتفالا، مساء اليوم، في النادي المركزي – المنارة، تخلله توزيع كتاب المؤتمر الإقليمي السابع في لبنان بعنوان “تناقضات الصراع والتحول في العالم العربي”، برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بعضو المجلس العسكري اللواء الركن جورج شريم، وحضور شخصيات رسمية وروحية وديبلوماسية واقتصادية واكاديمية واجتماعية واعلامية.
ابي فراج
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة لمدير المركز فادي أبي فراج قال فيها: “من أهداف مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني إقامة مؤتمرات إقليمية سنويا، وكان منها في هذا العام المؤتمر الاقليمي السابع، ذو البعد الاستراتيجي، وتحت عنوان: تناقضات الصراع والتحول في العالم العربي، الذي تناول أبرز المعضلات والمشكلات التي تعانيها المنطقة، وذلك من خلال ولوج طريق النقاش المسؤول والتحليل المعمق من قبل النخب المشاركة، من باحثين، أكاديميين، سياسيين، ديبلوماسيين، عسكريين، خبراء، اقتصاديين وإعلاميين، وصولا الى التوصيات الهادفة الى استشراف الحلول المستقبلية الممكنة لتلك المعضلات والمشكلات”.
وأشار إلى أن “تنظيم مؤتمرات كهذه لهو خير دليل على الشعور بالمسؤولية لدى قيادة الجيش اللبناني تجاه قضايا المنطقة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من مسؤولية لبنان الرسالة، في نشر التنوع والانفتاح والحوار المجدي”، وقال: “بناء عليه، عملنا جاهدين على نقل الأمانة العلمية، وترجمنا ذلك بكل ما هو مدرج في صفحات كتاب أعمال المؤتمر الاقليمي السابع باللغتين العربية والانكليزية، والذي كان له الصدى الايجابي لدى كل من شارك فيه أو اطلع على وقائع جلساته أو تابعه بشكل وبآخر. وذلك كله، حتم علينا العمل على نقل هذه الاقتراحات والتوصيات بكل الوسائل المتاحة لدينا الى المعنيين في دوائر القرار، علنا نساهم في بناء مدماك من عمارة المعرفة المطلوبة التي تضيء الطريق الى الحلول المنشودة”.
وختم: “أثمن عاليا حضوركم الكريم. كما أتقدم بخالص الشكر الى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على رعاية المؤتمر، وهي رعاية أكسبت مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش ثقة عالية نعتز بها. وأخص بالشكر قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي سهر ولا يزال، على تطوير أداء المركز وتأمين حاجاته المختلفة، وأبدى كل الحرص على إنجاح المؤتمر، لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على الصعيدين العسكري والوطني. كما أتقدم بالتقدير الى كل من شارك في المؤتمر وساهم في إعداده وتنظيمه”.
شريم
ثم ألقى ممثل قائد الجيش اللواء شريم كلمة ،فطلب الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء الذين سقطوا في معركة فجر الجرود، و قال : “أريد أن اطمئنكم إلى أن قائد عملية فجر الجرود العميد المغوار فادي داوود لم يستقل”.
أضاف: “نلتقي اليوم في حفل توزيع كتاب المؤتمر الاقليمي السابع على وقع الانتصار الحاسم الذي حققه الجيش ضد الارهاب في عملية فجر الجرود. إن هذا الانجاز المشرق في مسيرة الجيش والمعتمد بدماء شهدائه وجرحاه الابطال، لا يمكن ان تقتصر اثاره وانعكاساته الايجابية على الواقع اللبناني فحسب، بل لا بد ان تمتد هذه الاثار والانعكاسات لتطال الواقع العربي والدولي برمته، فالارهاب كما تعلمون بمختلف مسمياته واسالبيه وافكاره الهدامة، هو الخطر الاكبر الذي يلف العالم بأسره في هذه الحقبة من الزمن، خصوصا منطقة الشرق الاوسط، سواء أكان من العوامل التي فجرت ازمات المنطقة، ام كان من الافرازات المتعددة لهذه الازمات. وبالتالي، إن أي انتصار عليه في بلد او مجتمع ما سيرخي بظلاله حكما على البلدان والمجتمعات الاخرى”.
أضاف: “ان رسالة لبنان في هذا الشرق وفي العالم اجمع كملتقى للثقافات والحضارات، ومساحات للعيش المشترك بين اتباع الاديان السماوية كلها، تحت مظلة الوطنية الجامعة، قد دفعت بالجيش، وهو حامي هذه الرسالة، الى تنظيم مؤتمرات اقليمية سنوية بإشراف مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، وذلك شعورا بالمسؤولية التي حتمها اندلاع الاحداث العسكرية والامنية المأسوية في اكثر من بلد عربي مع نهايات عام 2011، والغاية من هذه المؤتمرات التي شاركت فيها قامات اكاديمية وفكرية وعلمية من لبنان ومختلف الدول الصديقة هي الاحاطة بالاسباب الحقيقية التي تقف خلف تلك الاحداث، لا الاكتفاء بتوصيف اعراضها وتفاصيلها ونتائجها، وبالتالي المساهمة قدر الامكان في تحديد الاطر النظرية الشاملة للمعالجات والحلول الممكنة، بما يساعد صانعي القرار على وضعها قيد التطبيق العلمي لدى توافر الظروف المناسبة”.
وتابع: “ان المشكلات البنيوية التي تعانيها المنطقة، وتشابك المصالح الاقليمية والدولية على ارضها، أفرزت ظاهرة الارهاب على نطاق واسع، الأمر الذي ادى الى اشتعال الحروب وتفاقم المآسي والويلات التي نعيشها اليوم. ورغم أن القضاء نهائيا على خطر الارهاب بشكل دائم وثابت يكون على المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية، فهذا لا يلغي او يخفف في اي حال من الاحوال اهمية ردعه عسكريا وامنيا، لان في هذا الردع ما يحطم ارادة اصحاب الافكار الظلامية الالغائية ومن يقف خلفهم ويجعلهم على يقين في نهاية المطاف بأن مشروعهم العبثي هو مشروع غير قابل للحياة. واننا من على هذا المنبر الكريم نجدد التأكيد أن لا موطئ قدم للارهاب في لبنان بعد اليوم، فلبنان قوي بوحدته وبقدرات جيشه وايمان ابنائه بثقافة الحرية والديمقراطية والانفتاح”.
وأردف: “ختاما باسم قائد الجيش العماد حوزاف عون، اتوجه بخالص التقدير الى مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، وبالشكر الى فاعليات المؤتمر على ما بذلته من جهود جبارة في سبيل انجاحه، فليكن هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه خلاصة ما توصلتم اليه من دراسات وابحاث ونقاشات، بمنزلة انطلاقة جديدة لاقامة المزيد من المؤتمرات اللاحقة. دمتم منارة الفكر والابداع وجنودا في خدمة الوطن والانسان”.
وفي الختام، جرى توزيع الكتاب على الحضور.