وعبر التاريخ ظلت الحمير تعمل للإنسان بشكل مفرط دون أن تُبدي أي استياء أو تذمر، ويأتي هذا اليوم ليذكر بحقوقها، وأن تعامل بالشكل الذي يليق بما تقوم به من عمل مضنٍ.
وهذا اليوم بمثابة تذكير بما يلعبه الحمار في حياة الإنسان، حتى لو أن بعض الناس يظن أن هذا الدور قد انتهى في الوقت الحاضر، حيث يعيشون في المدن المكتظة بالوسائل الحديثة للنقل، وبالتالي ربما لا يشعرون بأية أهمية للحمير.
طبيعة الاحتفال بهذا اليوم قائمة في بعض الدول مثل المكسيك، حيث تقام مسابقات لاختيار الحمارالأجمل، ويتدفق الناس من القرى لمشاهدة منافسات عديدة يكون محورها الحمير.
وفي بعض الدول وإلى اليوم تشكل الحمير محوراً في الاقتصاد، ففي كينيا مثلا فإن عدد الحمير أكثر من 1.8 مليون، وتؤدي دوراً في النقل والزراعة وتساهم بالتالي في اقتصاديات البلاد.
لهذا فإن الكينيين يولون عناية خاصة بالحمير ويحتفلون بهذا اليوم العالمي وعلى مدار ما يصل أسبوعين من شهر مايو.
حليب ولحوم الحمير
معروف أن حليب الحمير يشكل أغلى أنواع الجبن في العالم التي يصل سعر الكيلو الواحد منها مئات الدولارات، وهي قليلة الإنتاج بشكل عام، ويستخدم الحليب كدواء لبعض الأمراض مثل التنفسية في بعض المجتمعات الرعوية.
كذلك يدخل حليب الحمير في صناعات الصابون ومستحضرات التجميل، وعموما فإن أسعاره ليست بالهينة، حيث وصل سعر اللتر في إيطاليا إلى أكثر من 15 يورو، أما جلود الحمير فقد كانت لها استخدامات في الماضي ومازالت.
وهناك شعوب تتناول لحم الحمير بكميات متفاوتة، ففي إيطاليا مثلا تم ذبح ألف حمار في عام 2010 بهدف تناول لحومها، وحيث تشكل إيطاليا أعلى دولة أوروبية في معدل استهلاك لحوم الحمير، ويقدر الاستهلاك السنوي بمئة طن.
وفي الصين يعتبر لحم الحمير وجبة شهية تقدم في بعض المطاعم المتخصصة، وبعضها يقدم الأعضاء التناسلية للحمير في الأطباق، كذلك تشتهر الصين بجلاتين الحمير الذي يستخدم كمنتج صيني تقليدي للعلاج.
توزيع الحمير في الأرض
تاريخيا تم تدجين الحمار لأول مرة قبل 3000 قبل الميلاد في مصر وبلاد ما بين النهرين، حيث أصبحت الحمير تعيش مع البشر وتقوم على خدمتهم بدلا من توحشها السابق.
لكن الخبراء يعتقدون أن عملية إحصاء الحمير في العالم مسألة معقدة وغير دقيقة، وأن الأعداد الحقيقية هي دائما أكثر من المنشور رسمياً، لأنه من الصعب تأكيد العدد.
وقد استخدمت الحمير عبر التاريخ في الحروب، بما في ذلك في العصر الحديث حيث استعين بها في نقل الجرحى، وقد استخدمت الحمير أيضا لنقل المتفجرات في النزاعات كما في الحرب الأفغانية.
وعلي أي حال يظل الحمار محتفياً به في النصوص منذ القدم، وسجلت له رسومات في الكهوف وفي الحضارات، حتى لو أنها لم تتم إضاءتها بالشكل الكافي كما جرى الاحتفال بالمقابل بالحصان ربما لأنه أكثر بهاء ونخوة كما يعتقد.