خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
تكاد “واقعة” وليام نون، في شقّها القضائي – الأمني، تشبه إلى حدّ بعيد “واقعة” وفيق صفا في قصر العدل في بيروت.الواقعتان تتشاركان في ملفّ إنفجار المرفأ، وكلتاهما تحملان التهديد والوعيد لإقفال هذا الملفّ، في مواجهة الجهتين العصيّتين على الرضوخ والتدجين:قاضي التحقيق عصام بيطار، ولجنة أهالي الشهداء.
وما استجدّ في النقلة النوعيّة في أسلوب التهديد (التوقيف الإعتباطي للشاب نون من قبل أمن الدولة، واستدعاء 12 من الأهالي للمثول أمام مفرزة التحري) هو أنّ تصعيد الأهالي، والذي طاول قصر العدل، إنّما يأتي في سياق معطيين دوليين:الأوّل، تحرّك السفارة الأميركية لإطلاق سراح موقوف في قضيّة المرفأ يحمل الجنسيّة الأميركية..والثاني، تواجد محققين أوروبيين في بيروت لفتح ملفّات تخصّ تبييض الأموال وهي تحقيقات لن تكون بعيدة عن الفساد وعن دخول وخروج النيترات من المرفأ، وصولاً الى الإنفجار الكبير الثالث من نوعه في تاريخ البشريّة!
لا شكّ أنّ حزب الله فد تحرّك لمحاولة لجم اندفاعة الأهالي، أو على الأقل تجميد تحرّكاتهم إلى حين مرور العاصفة الدولية، وهو ما يفسّر تحرّك القاضي “الممانع” لاستنباط مواد قانونية تتيح التحرّك للجهاز الأمني المحسوب على “جمهورية عون – باسيل”..وفي المقابل فإنّ باسيل والأجهزة التي لا تزال تدور في فلكه قد حاولوا الإستفادة من نزول الناس الى الشارع لخلق نوع من التصادم مع الجيش، ما يجعل رئاسة قائد الجيش جوزيف عون في مهبّ المواجهة مع البيئة المسيحية، خاصة وأنّ القوات اللبنانية كما الكنيسة كانتا في طليعة التحرّك، من خلال تواجد النواب والكهنة على الطرقات وفي الشوارع وعلى محطّات الإعلام، وهو أمر طارئ يدلّ على مدى إستشعار بكركي والكنيسة (ولو متأخّرين) بالخطر الداهم على الوطن والحرّيات!
لقد سجّل “نون وأخواته” (ومعهم أطياف المعارضة والنواب التغييريون وبكركي) نصراً موضعيّاً في معركة المرفأ الطويلة، بانتظار يوم الإثنين القادم ومصير الإستدعاءات..والأخطر بانتظار:كيف سيردّ حزب الله على خسارته ولو المحدودة، فهل سيعود الى الخطّة (A) الأصليّة في استعمال أساليب الترهيب القاتلة؟