خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام:
بعد سلسلة كبيرة ومتواصلة من الكوارث والطامّات في لبنان، والتي ما إن يخمد لهيب واحدة إلا ويشتعل فتيل الأخرى، تطلّ علينا اليوم فضيحة من العيار الثقيل، شكّلت قنبلة مدوّية في الأوساط الإعلامية والسياسية والاجتماعية، وخلقت حالة من البلبلة في صفوف المواطنين بعد سماع الخبر، وهو ما صرّح به وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام بخصوص المبادرة القطرية التي أطلقتها دولة قطر منذ أشهر، باستعدادها لإنشاء ثلاثة معامل كهرباء على الطاقة الشمسية في لبنان بقوة ١٥٠ ميغاوات للمعمل الواحد بتكلفة صفر، فيما لم تتلقَ قطر أي إجابة من الدولة اللبنانية حول هذا الموضوع الفائق الأهمية رغم حاجتها الكبيرة له، ثمّ أعادت قطر المبادرة في المرة الثانية وبالصدفة بعد أربعة أشهر بواسطة وزير الاقتصاد وأيضا لم تتلقَ ردّ، ثم أعادت التساؤل في الثالثة بصيغة استنكارية عجيبة ولكن بدون سامع أو مجيب!
وبحسب تصريح وزير الاقتصاد أنه تم عرقلة الموضوع داخل الدولة اللبنانية ولحسابات شخصية ومناكفات ضيّقة، وهذا ما يكشف عن حقيقة الوضع المزري الذي نعيشه اليوم في ظلّ مسؤولين هم في الأصل أعداء للبنان وللشعب وللأمة وللأمل وللطموح وللنهوض وحتى أعداء للإنسانية، مما يُظهر بلا أي مجال للريبة أن الطبقة الحاكمة في لبنان هي مَنْ يخلق الأزمات، وهي مَنْ لا يريد للبلد أن ينهض، ولا للشعب أن يخرج من ضائقته، بعد سنين طويلة من الفقر والحرمان والانهيار في كافة المجالات والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، وانا أقول وبكلّ صراحة ووضوح، أن هذه القضية يجب أن لا تمرَّ مرور الكرام، بل يجب فتح تحقيق عاجل وعلني أمام الشعب اللبناني، ومحاكمة معرقلي هذا الملف بتهمة الخيانة العظمى، خيانة الوطن والشعب والأمة والعامل والفقير والعسكري والطبيب والمعلّم والطالب والمريض والمعوّق وكل أطياف المجتمع، ولو ثمة دولة في لبنان ومسؤولون لديهم ذرة كرامة ووطنية يجب أن لا يُلفلف هذا الموضوع كما يحدث في العادة، لأن السبب في عدم تنفيذ هذا المشروع لا يمكن أن يعيش بيننا وأن يُستأمن على دولة وشعب ومؤسسات وأطفال ونساء وشباب وشيوخ بعد اليوم!