بين الامتناع عن الاقتراع ووضع ورقة بيضاء، رفض واحد من كل ثلاثة فرنسيين الاختيار، الأحد، بين المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، في معدل قياسي منذ 1969.
وفي 1969 تنافس في الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية كل من آلان بوهير وجورج بونبيدو، وفاز هذا الأخير بسنبة 58.22%.
وأفادت نتائج نشرتها وزارة الداخلية مساء الأحد، وتتعلق بأكثر من 80% من الناخبين، أن نسبة الامتناع بلغت 24.52%، وهي نسبة أعلى من تلك التي سجلت في الدورة الأولى (22.63%) والأعلى التي تسجل منذ الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت في 1969 (31.44%).
وإلى جانب نسبة عدم المشاركة هذه، أحصت الوزارة عدداً قياسياً من الأوراق البيضاء واللاغية تقترب من 12% من الذين صوتوا (مقابل 6.4% في 1969 النسبة القياسية السابقة) و99% من الناخبين المسجلين.
وقالت آن جادو أستاذة العلوم السياسية في جامعة لورين (شرقاً) لوكالة “فرانس برس” إن “هذا يعني أن واحداً من كل ثلاثة فرنسيين فضلوا عدم الاختيار بين المرشحين. هذا معدل كبير لانتخابات رئاسية”.
وهي المرة الأولى منذ 1969 التي تكون فيها نسبة المشاركة في الدورة الثانية أقل من الدورة الأولى.
وقالت جادو إن “وجود اليمين المتطرف في الدورة الثانية لم يؤدِ إلى تعبئة مبالغ فيها بالمقارنة مع الدورة الأولى، خلافاً لما حدث في 20022. لم يحدث وجوده صدمة لأنه كان متوقعاً”.
في 2002، بلغ عدد الذين لم يدلوا بأصواتهم 28.4% في الدورة الأولى وهي نسبة قياسية. لكن انتقال جان ماري لوبان والد مارين لوبان ومؤسس حزب الجبهة الوطنية إلى الدورة الثانية أدى إلى تعبئة كثيفة للناخبين، ما سمح بخفض نسبة الذين لم يشاركوا في الاقتراع إلى 20.3%.
أما البطاقات البيضاء أو اللاغية، فارتفاع عددها بين الدورتين أمر طبيعي. ولكن هذه المرة ارتفع أربعة أضعاف في الاقتراع، الذي تغيب عنه الحزبان التقليديان الرئيسيان في الحكومة.
وقالت جادو إن “الورقة البيضاء تعتبر امتناعاً مدنياً عن التصويت، لأنه يعكس تمسكاً بحق الانتخاب مع رفض المرشحين”.