خاص – Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لم يعد خافياً على أحد أنّ المبادرة الفرنسيّة السابقة (فرنجيه وسلام) قد وصلت إلى حائط مسدود، جرى التعبير عنه بوضوح من خلال ما سمّي “التقاطع” بين التيّار الوطني الحر وبين أطياف المعارضة، وأسفر في الجلسة النيابيّة الأخيرة عن 59 صوتاً للمرشّح جهاد أزعور مقابل 51 صوتاً للمرشّح سليمان فرنجيه!
حزب الله، والذي كان يتّكئ على الدور الفرنسي، ورغم كلّ ادعاءات النصر، يدرك أنّه قد خسر ورقتين مهمّتين في معركته الرئاسيّة:الدعم الفرنسي..وتقاطع جبران باسيل مع المعارضة!
فما الذي يمكن أن يفعله؟
لقد اعتقد بعض الأطراف أنّ الحزب لا بدّ أن يتحلّى بشيء من الحكمة والواقعيّة، فينتقل الى “الخطّة ب”، أي ينتقل من نظريّة “فرنجيه أو الفوضى” الى البحث في “إسم ثالث”يكون مشتركاً بين الممانعة والمعارضة.ولكنّ هؤلاء المراهنين قد اصطدموا بتصعيد جديد، جاء اليوم على لسان أحد مسؤولي الحزب الشيخ صادق النابلسي الذي طرح، من على محطّة نيو تي في، معادلة جديدة “فرنجيه..أو الحرب مع إسرائيل”:فهل هذا الشعار قابل للتطبيق، وإلى أين يمكن للحزب أن يجرّ البلد الغارق في معضلة إقتصاديّة مستعصية؟
غالباً ما استعمل الحزب ورقة إسرائيل كلّما سدّت أمامه المنافذ الداخلية لتحقيق ما يريد، ومنها إيصال مرشّحه الى الرئاسة، ومنها تعديلات جذريّة في طبيعة الطائف وفي طبيعة النظام اللبناني القائم.
ولكنّ التهويل بالحرب شيء، والقدرة على خوض الحرب شيء آخر تماماً، ليس من السهل تحمّل أوزاره، لا في بيئة الحزب نفسه، ولا في الواقع الإقتصادي – الإجتماعي اللبناني القائم..عدا عن أنّ الأجواء السياسية الخارجية (التقارب السعودي – الإيراني، التعثّر الروسي في الحرب على أوكرانيا، إنشغال العالم عن لبنان والشرق الأوسط..) لا تسهّل القيام بهكذا مغامرة.فنتائج حرب تمّوز 2006، والتي رأى فيها الحزب آنذاك نصراً إلهيّاً، ليس بالضرورة أن تتكرّر.فلا “شكراً قطر” جاهزة، ولا الخليج العربي بمهتمّ، ولا الدول الكبرى في وارد السماح بحرب إضافيّة في الشرق الأوسط!
ما يقوله الحزب مجرّد تهويل، لن يؤتي ثماره في اللعبة الرئاسيّة المحمومة، لأنّ كلّ الأطراف تدرك أنّها نوع من الإبتزاز الذي لن يؤدّي سوى الى مزيد من هدر الوقت، ومزيد من الفراغ، ومزيد من الإنهيار الإقتصادي المالي!
..وسؤال أخير الى فرنجيه:هل يرضى بحرب تدمّر البلد حتى يدخل الى قصر بعبدا..وهل هكذا يكون الوفاء والإخلاص، وتكون العروبة والوطنيّة؟