تشهد البورصة الحكومية انخفاضا ملحوظا في منسوب التفاؤل، فمع حلول الشهر الثالث على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، لا يبدو أن اللقاءات والاتصالات قد استطاعت إحداث خرق في جدار العقد المطروحة، لا بل تشي بتصريف أعمال طويل الامد، بعكس كل التوقعات التي رسمت لـ”حكومة العهد الاولى”.
أمس رمى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، طابة العقدة المسيحية في ملعب الرئيس المكلف، عندما رد على مطلب القوات بالحصول على حقيبة سيادية بعد تنازلها عن منصب نائب رئيس الحكومة بدعوة وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الى بحث الموضوع مع الرئيس المكلف. يأتي ذلك في ظل اصرار متواصل ومتكرر من قبل “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” باعتماد معيار موحد للتشكيل، يحترم نتائج الانتخابات النيابية.
عضو كتلة “المستقبل” النائب سامي فتفت اعتبر عبر “المركزية” أن “تحديد معيار للرئيس المكلف، بدعة جديدة ومس بصلاحياته، فالحكومات في لبنان لم تشكل يوما استنادا الى معيار، بل في السياسة”، معتبرا أن “بعد انتخابات 2009 ورغم أن الاغلبية كانت لصالح “14 آذار”، إلا أن الرئيس الحريري شكل حكومة وفاق وطني ولم يضع معايير، أو يفرض حكومة أكثرية تحكم خلالها 14 آذار منفردة”، مشيرا الى أن “المعيار الموحد، ليس مطلبا تحركه نتائج الانتخابات، فإذا انتصر فريق معين يطالب به، وإذا خسر يسقطه”.
وأضاف “نتمنى تشكيل حكومة أكثرية تخضع لرقابة مجلس نواب، وبذلك نكون وضعنا الدولة على السكة الصحيحة في محاربة الفساد، ولكن في ظل الوضع الحالي، لا إمكانية إلا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنتشل البلد من المأزق الواقع فيه”. ولفت الى أن “الرئيس الحريري لا يوفر جهدا إلا ويوظفه لتسريع عملية التشكيل، ولكن العقدة ليست عنده، بل عند من يطالب بحصة أكبر من حجمه”.
وعن موقف الرئيس المكلف من إسناد حقيبة سيادية الى القوات، بعد أن وضع الرئيس عون الطابة في ملعبه أمس، قال “في حال وضع الرئيس المكلف صيغة تتضمن وزارة سيادية للقوات، وأرسلها الى الرئيس هل يقبل بها؟”، معتبرا أن “الشروط المسبقة والنبرة العالية تؤخران التشكيل”.
وتابع “لأول مرة منذ زمن نشهد عهدا، فيه وئام بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، الامر الذي يجب أن ينعكس إيجابا على تشكيل الحكومة”. وعن انعكاس التقارب المستقبلي-القواتي- الاشتراكي على العلاقة مع الرئيس والتيار، قال “التحالف مع مكون لا يجب أن ينعكس سلبا على العلاقة مع مكون آخر”، مضيفا أن “العلاقة مع التيار جيدة، والمطبات التي تشهدها طبيعية في ظل مرحلة المفاوضات الحكومية، ولكن في النهاية كما نحن منفتحون على القوات، فالامر سيان بالنسبة للتيار”، مؤكدا أن “الرئيس الحريري يفاوض من موقعه كرئيس مكلف وليس رئيس تيار، ويمد يده الى الجميع ومتفائل بقرب التشكيل”.
وحول التطبيع مع سوريا، أشار الى أن “موقف “المستقبل” واضح من العلاقة مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد، ولكن الموضوع يترك للنقاش على طاولة الحكومة بعد تشكيلها، أما الآن فنحرص على الابتعاد عن المواضيع السجالية إتاحة للتشكيل خصوصا وأننا في عز المفاوضات”.
المركزية