وصف رئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد، في اتصال مع “السياسة”، زيارة البطريرك بشارة الراعي، إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة الديوان الملكي السعودي بـ”التاريخية”، بكل معنى الكلمة التي لم يحصل مثيل لها، لا في الماضي ولا في الحاضر، معتبراً أنها بداية وليست نهاية وتؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين المسيحية والإسلام وتحمل رسائل عدة.
وقال إن أولى الرسائل تتمثل في أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قام بخطوة شجاعة باعتبار الإسلام دين السلام والانفتاح على الآخر على عكس ما يجري تصويرهن مضيفاً إن الكنيسة المارونية بصفتها خبيرة بالعيش المشترك، قدمت نفسها على أنها جسراً للعبور بين العالم الإسلامي والعالم الغربي المسيحي.
وأضاف إن “هناك رئيس جمهورية ماروني يقول إن ضمانة المسيحيين رهن بتحالف الأقليات، وبالمقابل توجد كنيسة مارونية تقول إن ضمانة المسيحيين هي بالشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين”.
وعن أهداف الزيارة التي تزامنت مع قضية استقالة الرئيس سعد الحريري في السعودية وما يحاك بشأنها من إشاعات، اعتبر أن الهدف من الزيارة لم يكن حل قضية الحريري، لكنها تهدف إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الإسلامية – المسيحية.
وقال “شرف كبير لنا ككنيسة مارونية لرعاية هذه العلاقات بعد السوء في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين امتد لمئات السنين”.
وفي الشق المتعلق بقضية الرئيس الحريري والكلام العالي النبرة الذي أطلقه رئيس الجمهورية ميشال عون، ووصل إلى حد اتهام المملكة باحتجاز رئيس الحكومة، أشار إلى أنه صحيح أن الزيارة أتت بلحظة أزمة سياسية مع وجود الرئيس الحريري في المملكة، وأن الراعي زار الحريري وقال ما قاله بأنه يتبنى الأسباب الموجبة لهذه الاستقالة، إلا أن التصعيد من قبل عون لا يخدم لبنان، بحيث أنه هذه المرة وهي الأولى التي يقوم فيها رئيس ماروني بمهاجمة العالم العربي.
وأشار إلى أن الخطأ الكبير حصل، عندما استسلم الجميع إلى شروط حزب الله بانتخاب عون رئيساً للجمهورية، وتشكيل حكومة بشروط “حزب الله”، وإقرار قانون انتخابات بشروطه، وترتيب مالي بشروط “حزب الله”.
وأضاف “خطأ رئيس جمهورية لبنان، أنه بدل أن يتعاطى مع “حزب الله” كأمر واقع يجب معالجته ومعالجة سلاحه، بات يتعاطى معه بالتبني، بحيث أنه يجب أن يكون موجوداً ويقتضي التعايش معه”.
(السياسة)