دعا الى دولة «ليس لها رؤية طائفية في تكوينها» والى «إصلاح عميق»
رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «النظام التقليدي» للحكومة في لبنان «لم يعد يتوافق» مع رغبات وآمال قطاعات عدة من الشعب اللبناني، داعياً الى إصلاح عميق» لآليات العمل السياسي مع مكافحة الفساد. وتحدث للمرة الأولى عن ضرورة «وجود دولة لبنانية ليس لها رؤية طائفية في تكوينها».
وجاءت هذه التصريحات اللافتة للأمين العام للأمم المتحدة رداً على سؤال عن التطورات في لبنان منذ بدء التحركات الشعبية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ قال في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك (الثلاثاء) إن «لبنان بلد رئيسي» في الشرق الأوسط، مؤكداً أن «استقراره عنصر أساسي للغاية لاستقرار المنطقة». وذكّر بأن لبنان «يمثل تجربة للعيش المشترك بين الطوائف الدينية المختلفة، وهذا ما يعد بذاته مساهمة مهمة في عالم اليوم». وإذ لاحظ أن «لبنان يواجه أزمة سياسية معقدة»، رأى أن «النظام التقليدي للحكومة في لبنان لم يعد يتوافق مع رغبات العديد من قطاعات السكان ومع آمالهم ومخاوفهم». ولفت إلى أنه «يتابع باهتمام، بطبيعة الحال، هذا التعبير وهذه الرغبة في إصلاح عميق لآليات العمل السياسي في لبنان والحاجة الى مكافحة الفساد بشكل فعال»، مشدداً على ضرورة «وجود دولة لبنانية ليس لها رؤية طائفية في تكوينها، وهذا أمر مهم للغاية من وجهة نظرنا»، مستدركاً أنه «في الوقت نفسه، يواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية صعبة للغاية، ومن المهم للغاية تجنب أن يؤدي ذلك الى حالة من الزيادة المريعة في الفقر وعدم الاستقرار في البلاد».
وإذ اعترف بأن «لبنان يبذل مجهوداً كبيراً للاجئين الذين يعيشون فيه»، طالب بـ«الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في لبنان لتجنب أن يدفع هؤلاء اللاجئون ثمناً جديداً (…) بعد كل ما عانوه». وأكد أيضاً أن «لبنان يمثل أولوية بالنسبة لنا. لدينا مهمتان هناك. مهمة مرتبطة بشكل أساسي بجنوب لبنان وبالعلاقات بين لبنان وإسرائيل»، موضحاً أن «لدينا دوراً مهماً في تجنب التصعيد»، فضلاً عن «تجنب أي نزاع بين حزب الله واسرائيل». وأشار الى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش «يراقب الوضع بشكل مباشر ويحاول، من دون التدخل في الحياة اللبنانية، دعم جميع الحركات الهادفة الى الإصلاح الفعال للمؤسسات اللبنانية».