الشرطة التركية تحتجز 4 اعتقلتهم أمس الاثنين في العاصمة أنقرة، ومعهم ما يخيف ويرعب: مادة مشعة للاستخدام عادة بالمفاعلات النووية وتوابعها، يعتقدون أنها كانت برسم التهريب لبيعها إلى إيران أو كوريا الشمالية بثمن للغرام الواحد يزيد عن 48 ألف دولار، مع أن سعره الحقيقي 80 ضعفا، أي تقريبا 4 ملايين دولار.
ولأن ما كان بحوزة المعتقلين هو كيلو و441 غراما، فإنهم كانوا سيخرجون غانمين 70 مليونا من الدولارات بعد بيعها، وفق ما علمت “العربية.نت” من ترجمة للوارد بالإعلام التركي عن Californium التي صادرتها الشرطة ممن اعتقلتهم ولم تفرج بعد عن أسمائهم وجنسياتهم، ولا صورة لأي منهم.
المادة المشعة كانت في مستوعبات خاصة بسيارة تم اعتقال من كان فيها ومصادرتها
اعتقال الأربعة حدث على ما يبدو صدفة، أثناء تصدّ روتيني للتهريب ومحترفيه في المنطقة الشمالية من أنقرة، حيث فوجئ رجال المكافحة من عثورهم مع المعتقلين على مادة “لا يتم إنتاجها الا في مختبرات روسية وأميركية فقط” على حد ما ذكرت عنها الشرطة في بيان بثته على وسائل الإعلام المحلية ووصل صداه سريعا إلى الأجنبية.
في روسيا وأميركا فقط
أما موقع قناة NTV التلفزيونية التركية، فنقل عن مصادر لم يسمها، أن “الثمن الحقيقي لما تمت مصادرته من المعتقلين، هو 5 مليارات و500 مليون دولار” أي أن الغرام الواحد من “كاليفورنيوم” قيمته أكثر من 3 ملايين و816 ألفا، فيما نسمع بعد الثانية 56 من فيديو تعرضه “العربية.نت” أدناه، مذيع القناة يقول وهو يتحدث عن اعتقال الأربعة وما كانوا ينوون، أن الغرام الواحد مما صادرته الشرطة معهم قيمته dört مليون دولار، أي 4 ملايين.
القناة ذكرت أيضا أن السلطات التركية تعتقد أن مصدر تهريب المادة المشعة هو روسيا، وأنها أبلغت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بمصادرتها من العصابة، كما أبلغت لجنة “الكوارث والطوارئ الرئاسية” في تركيا باعتقال الأربعة ومصادرتها منهم لما كانوا ينوون تهريبه وبيعه.
من أغلى المواد المصنعة على الأرض
وفي سيرة Californium التي استمدت اسمها من “جامعة كاليفورنيا” لأن باحثين منها نجحوا في 17 مارس 1950 بصنعها، أنها عنصر كيميائي إشعاعي رقمه الذري 98 وتم اكتشافه عن طريق قذف عنصر “الكوريوم” بجسيمات “ألفا” لجعله مصدرا للنيترونات، حيث يشع الغرام الواحد منه 170 تريليون نيترون بالدقيقة الواحدة، لذلك فهو من أغلى المواد المصنعة على الأرض، وأدناه فيديو آخر تعرضه “العربية.نت” أيضا، لما تمت مصادرته من العصابة حين إيقاف سيارة كان أربعة منها بداخلها وتفتيشها والعثور فيها على المادة المشعة وهي في مستوعبات خاصة بالمواد المستخدمة عادة في المفاعلات النووية.
ويبدو أن تعميما متعمدا قامت به السلطات التركية لمنع تسرب معلومات عمن تم اعتقالهم، باعتبار أن المعلومات الواردة عنهم وما كان بحوزتهم هي واحدة في جميع وسائل الإعلام المحلية تقريبا، ومصدرها واحد، وملخصه أن المعتقلين مرتبطون بمنظمة إجرامية واسعة، إلا أن التحقيق مستمر معهم لمعرفة كيف ومن أين جاءت المادة المشعة تماما ومن هو المشتري الأكيد.
(العربية.نت)