سادَ الحذرُ بيروت في ملاقاة محطتيْن، الأولى القمتان الخليجية والعربية اللتان عقدتا في مكة المكرّمة أمس وتَسْتَتْبِعُهُما القمة الإسلامية اليوم، والثانية الوساطة المكوكية التي يضطلع بها الديبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد على خط لبنان واسرائيل في إطار المساعي لإنهاء النزاع الحدودي البري والبحري بينهما.
ورغم الاطمئنان إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يترأس وفد لبنان الى القمتين العربية والاسلامية سيؤكد في مكة المكرمة أن «بلاد الأرز» جزء لا يتجزأ من الإجماع العربي ورفْض الاعتداءات على السعودية وأي دولة خليجية، فإن الأنظار كانت شاخصة على السقف الذي ستعتمده القمتان الخليجية والعربية خصوصاً حيال الموقف من إيران وهجماتها وتهديداتها وأدوار أذرعها وعلى رأسها «حزب الله» والحوثيون، وارتدادات ذلك على الواقع اللبناني الذي يُعانِد الانزلاق إلى عيْن المواجهة المتعاظمة في المنطقة والتي يرتبط بها عبر «حزب الله».
ولم تفُتْ الدوائر عيْنها تَرَقُّب إطلالة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء اليوم في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي يقيمه الحزب لمناسبة «يوم القدس» والذي يُنتظر أن يْطلِق خلاله مواقف عالية السقف.
ولم يقلّ الحذَر اللبناني في مقاربة ملف النزاع الحدودي البري والبحري مع اسرائيل والذي يُخشى أن يكون دَخَلَ مرحلةً من الغموض حيال مصير محاولاتِ وضْعه على سكة التفاوض بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة وبوساطةٍ أميركية.
وبعدما كانت الساعات الماضية حمَلَتْ مناخاً يشي بأن هذا الملف حقق اختراقات عبر وساطة ساترفيلد، جاءت الدعوةُ الى انتخاباتٍ اسرائيلية مبكرة في سبتمبر المقبل لتطرح علامات استفهام حول مجمل ما بلغتْه مهمته.
ومن خلف ظهْر هذه العناوين الشائكة، تمْضي بيروت في استعداداتها لبدء ورشة مناقشة مشروع الموازنة في البرلمان، (عجز بنسبة 7.59 في المئة)، وهو الرقم الذي يُعتبر «تأهيلياً» للاستفادة من مخصصات مؤتمر «سيدر».
الراي