لا شيء في مخيم عين الحلوة يوحي بأن ثمة عيداً مقبلاً على أهالي المخيم الذي لا يزال يعيش وطأة تداعيات الاشتباكات الأخيرة. وهو العيد الثاني الذي يحرم منه ابناء المخيم بعد عيد الفطر بسبب احداث أمنية تكررت عشية العيدين.
فأكثر من خمسمئة عائلة على الأقل لا تزال مهجرة خارج بيوتها التي دمرت كلياً او جزئياً في حي الطيري وجواره وجزء من الشارع الفوقاني، ولم تتمكن من العودة اليها لعدم صلاحية هذه البيوت للسكن، بينما اصحاب عشرات المحال والمؤسسات التجارية المتضررة ايضا لم يتمكنوا بدورهم من ترميم وتأهيل وتجهيز محالهم لاستلحاق اسبوع العيد وذلك بسبب عدم صرف اية تعويضات او مساعدات عاجلة.
أما أحياء وشوارع المخيم الأخرى ورغم عدم تضررها المباشر من تلك الاشتباكات، الا أنها بقيت متأثرة سلباً بنتائجها وبحال الترقب التي تسود كل انحاء المخيم بانتظار ما ستنتهي اليه الخطوات الميدانية التي اقرتها القيادة السياسية لضبط الوضع الأمني ومنع تكرار الأحداث الأخيرة.
فاستمرار الحذر في المخيم ابقى على الحركة في اسواقه ضعيفة حتى مقارنة مع الأيام العادية، فكيف بعشية عيد، فيما الحركة في شوارعه الرئيسية خفيفة نهارا تتحول مع مساء الى شبه مشلولة.
ويقول أبو اسحق المقدح (مدير لجنة الزكاة والصدقات في المخيم) ان رهجة العيد غابت عن المخيم للمرة الثانية هذا العام. فعيد الفطر الماضي مر عليه قبل ان يلملم جراح ودمار اشتباكات نيسان، وها هو «الأضحى» أيضا يمر عليه وقد تراكمت فوقه جراح جديدة ودمار اضيف اليه جراء الاشتباكات الأخيرة، فغابت حركة العيد المعتادة من اسواقه، وافتقد اهله بهجة وفرحة العيد الذي يمر ثقيلا على مئات العائلات المنكوبة بفعل تلك الأحداث والتي ما زالت خارج بيوتها وخارج المخيم.
ويقول مسؤول الجبهة الديموقراطية في منطقة صيدا فؤاد عثمان «هناك عدد هائل من البيوت يتجاوز الـ 500 بيت غير صالحة للسكن، وهذا يعني ان هناك خمسمئة عائلة على الأقل مشردون عشية عيد الاضحى وعلى ابواب فصل الشتاء، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والظروف الإنسانية والاجتماعية». ويضيف «اليوم لا تشعر أبداً بأن هناك عيدا وانما معاناة مضاعفة ومأساة وشوارع خالية واسواق مشلولة، بينما المعالجات للخروج من هذا الواقع لا تزال بطيئة».
«الأونروا»
مدير عام الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني اعلن في بيان صادر عنه ان الوكالة «تواصل تقديم كافة خدماتها في مخيم عين الحلوة وتدعم في الوقت نفسه جهود تنسيق المساعدة الإنسانية خاصة من خلال الاجتماعات المشتركة بين مختلف الوكالات في صيدا، وتقوم وشركاءها بتقييم احتياجات العائلات المتضررة، وستجري في أقرب وقت ممكن مسحًا للأضرار في عين الحلوة. وانه وفي موازاة ذلك، تبحث الوكالة مع الشركاء إمكانية الحصول على دعم الدول المانحة لتقديم المساعدات الطارئة للّاجئين النازحين من مخيم عين الحلوة».
رأفت نعيم – المستقبل