أقفل عددٌ من أصحاب المحال التجارية في الشارع الفوقاني في مخيّم عين الحلوة، أبوابهم احتجاجاً على عدم التعويض المادي عليهم، بعدما تضرَّرت محالهم جراء الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين حركة «فتح» و»القوة المشتركة» من جهة، وبين مجموعة الإرهابي بلال بدر من جهة أخرى.جاء الإحتجاج على خلفية مشاركة وفد من لجنة «حي الطيري» في اجتماع «القيادة السياسية الموحّدة» في لبنان، الذي عقد في مقرّ سفارة دولة فلسطين في بيروت، وعرض معاناته، إلّا أنّ أيّ موعد لبدء دفع التعويضات المالية أو مباشرة عملية البناء والترميم لم يُقطع، بل كانت وعود بالمتابعة مع الجهات المسؤولة في وكالة الأونروا والدولة اللبنانية والمؤسسات الدولية والمحلّية من أجل معالجة القضية.
وقد حضر الإجتماع أمين سرّ فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» اللواء فتحي أبو العردات ومندوبون عن «تحالف القوى الفلسطيني» و«القوى الإسلامية» و«أنصار الله»، حيث تمّ تأكيد الالتزام الفلسطيني باستمرار رفع الغطاء السياسي وتسليم كل مَن يعبث بالأمن الفلسطيني سواء في إشكالات أمنية أو فردية.
تجدر الإشارة الى أنّ الاجتماع عقد للمرة الاولى منذ فترة طويلة بعد سلسلة من الخلافات والفتور في العلاقات الفلسطينية الداخلية، بعد انسحاب حركتي «حماس» و«أنصار الله» من القوة الفلسطينية المشتركة لعين الحلوة، وشارك فيه ممثلون عن مختلف الأطر الفلسطينية بما فيها حركتا «فتح» و«حماس»، وقد تخلّله بحث في مختلف الأوضاع الأمنية في المخيمات في ضوء الأحداث المتنقّلة وآخرها في البرج الشمالي، إضافة الى قضيّتي «حي الطيري» في عين الحلوة ومشاكل الكهرباء والجباية في برج البراجنة.
إلى ذلك، شهد مخيم عين الحلوة إطلاق نار في الهواء، وهذه المرة على يد الفلسطيني شادي صبحا بسبب عدم خروج إبنه حمزة من السجن، وهو كان واحداً من الفلسطينيين الثلاثة الذين أعلنت المديرية العامَّة لأمنِ الدولة عن توقيفِهم يوم 29 تموز الماضي في مِنطقةِ قعقعيةِ الجسر- قضاء النبطية بتهمةِ الانتماءِ الى الجماعاتِ الإرهابية. وفي ظلّ السلاح المتفلّت، تخوّفت العائلات القاطنة في محيط المخيم من أن يؤدّي الرصاص الطائش الى إصابات في صفوف اللبنانيين كما حصل مع المسنّة حنفية عكاوي.
«المية ومية»
من جهة أخرى، وبعد الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي بين «فتح» و«أنصار الله» في مخيم المية ومية وأُصيب خلالها 3 عناصر لـ«فتح»، زار قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، يرافقه العميد خالد الشايب المخيم، وعقد اجتماعات عدة.
وقد استهلّ جولته بعقد اجتماع مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني في المية ومية المقدّم محمد جواد، في حضور ضباط وكوادر الأمن الوطني في المخيم، ثم انتقل الى مقرّ شعبة المية ومية لحركة «فتح»، واجتمع مع أمين سرّ الشعبة غالب الدنان في حضور أعضاء قيادة الشعبة وكوادرها.
واختتم أبو عرب جولته باجتماع مع أمين عام «أنصار الله» الحاج جمال سليمان في مقرّه في المخيم، في حضور نائب أمين عام «أنصار الله» محمود حمد، والمسؤول العسكري الحاج ماهر عويد، وعضو قيادة «أنصار الله» ابراهيم ابو السمك.
وبحث أبو عرب في لقاءاته الأوضاع في المخيم وخصوصاً بعد الإشكال الأخير، واتُّفق على إنهاء كلّ مظاهر الإستنفار، وعودة الأمور الى طبيعتها، والعمل على تثبيت الأمن والأمان لأهلنا وشعبنا في المخيم.
(الجمهورية)