هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس الفرنسي المنتخب ايمانويل ماكرون بثقة الشعب الفرنسي، معتبرا أن انتخابه “تأكيد على ارادة التغيير والانفتاح والامل”، مؤكدا أن “لبنان وفرنسا اللذين يرتبطان بروابط التاريخ والصداقة والقيم سيواصلان العمل معا من أجل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والمتوسط والعالم”.
وجاء في البرقية التي وجهها اليوم الرئيس عون الى الرئيس الفرنسي المنتخب ايمانويل ماكرون: “لقد اختاركم الشعب الفرنسي لتقودوا مصيره للسنوات الخمس المقبلة، فتفضلوا بقبول تهاني الحارة، وتهاني الشعب اللبناني بأسره. ان فوزكم يظهر مدى تعلق الشعب الفرنسي بقيم الحرية والمساواة والاخوة، كما انه تتويج لحملة انتخابية استثنائية، اظهرتم في خلالها لشعوب الأرض كم ان الشجاعة والتصميم يشكلان حيوية الديموقراطية الفرنسية. ان انتخابكم هو التأكيد على ارادة التغيير، والانفتاح والامل. وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم من الفوضى وغياب ما هو اكيد، فإن الشعب الفرنسي، الامين لقيم الجمهورية التي تكون منذ زمن هوية هذه الامة العظيمة، قد عبر بقوة عن ايمانه بالتقدم وروح الشباب والمستقبل”.
اضاف: “كما ان انتخابكم يمنح مجددا فرنسا، واوروبا والعالم، املا متجددا. وان لبنان وفرنسا اللذين يرتبطان لقرون خلت بروابط التاريخ والصداقة والقيم، سيواصلان العمل معا من اجل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والمتوسط والعالم. كونوا على ثقة، صاحب الفخامة، انه من أجل ذلك بإمكانكم الاعتماد على لبنان كما على صداقتنا الشخصية. وتفضلوا، صاحب الفخامة المنتخب، بتقبل اسمى عبارات المودة”.
تجدر الاشارة الى أن الرئيس عون كان استقبل في 24 كانون الثاني الماضي “المرشح” ماكرون في اطار زيارة للبنان التقى خلالها رسميين وسياسيين وافراد الجالية الفرنسية في لبنان.
الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واقتصادية وانمائية وروحية.
البطريرك لحام
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام يرافقه المدير العام للمكتب البطريركي الاعلامي المونسنيور شربل حكيم، حيث وجه له دعوة لحضور مؤتمر وطني ينظمه المركز البطريركي العالمي لحوار الحضارات. وخلال اللقاء ابلغ البطريرك لحام رئيس الجمهورية انه “قدم استقالته الى البابا فرنسيس، وأن مجمع الاساقفة الكاثوليك سوف يلتئم في شهر حزيران المقبل لانتخاب بطريرك جديد”.
وتحدث البطريرك امام الرئيس قائلا: “كان انتخابكم حدثا مفصليا على مستوى الوطن والعالم العربي، ومنعطفا تاريخيا في الحياة السياسية اللبنانية، بحيث جاء تبوؤكم سدة الرئاسة الأولى تتويجا لخيار الشعب اللبناني، قبل أن يسلك طريقه إلى مجلس النواب. في ذلك اليوم المجيد انبعث أمل جديد، ارتفع معه منسوب الرجاء في النفوس والضمائر، حتى بدونا في تهنئتكم كمن يتلقى التهاني”.
واضاف لحام: “أخالني عاجزا عن التنويه بمحطاتكم النضالية كافة، لكونها رافقت مسيرتكم لما يربو عن نصف قرن من الزمن. وأعتقد واثقا أن رسالتكم القائمة على الذود عن الثوابت الوطنية والتشبث بالقيم الأخلاقية، أضفت هالة وبعدا استثنائيا على موقع الرئاسة، فغدت مشروعا قائما بذاته، تجسد في شخص الرئيس القائد. ندرك يا فخامة الرئيس المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقكم، ونتطلع إلى التغيير الجذري في الذهنية السياسية والإجتماعية، الذي إليه تطمحون. ولعل إعادة الإنتظام إلى المؤسسات الدستورية، فضلا عن مكافحة الفساد، هي مرحلة تأسيسية تتطلب جهودا مضنية، قبل أن تنتهي إلى بناء دولة عصرية، تحفظ قوانينها الكرامة البشرية ومستقبل الجماعة، كما تكفل الحريات الفردية وتحقق المساواة بين المواطنين أمام القانون”.
وتابع: “لقد شاركتم في أعمال المركز البطريركي العالمي لحوار الحضارات مرات عدة، وكان لإسهامكم في مؤتمراته فضل عظيم. ولكم يشرفنا مع انطلاقة عهدكم الميمون أن يستضيف مركزنا مؤتمرا وطنيا، يهدف إلى دعم الإصلاحات الدستورية والإدارية والإقتصادية التي تقودون. وفي مقدمها، إقرار قانون إنتخابي موحد المعايير، يؤمن حسن التمثيل، فيحافظ على الصيغة اللبنانية الفريدة. وبنتيجته، تعيدون الإعتبار إلى التوازن المسيحي الإسلامي الذي اختل منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم. كما يتناول المؤتمر السياسة الخارجية للدولة في ظل الإشتباك الإقليمي والدولي، الذي طرق باب الإستقرار الداخلي وهدد وحدة النسيج الإجتماعي في أكثر من مناسبة”.
وختم البطريرك لحام:” نعول على حكمتكم وبصيرتكم وحزمكم في قيادة السفينة إلى بر الأمان، فالأنظار الشاخصة إلى فخامتكم لا تقتصر على اللبنانيين، إنما تشمل المشرقيين جميعا، خصوصا المسيحيين المشردين والمضطهدين في معظم الأقطار العربية. إن الشعلة التي أضيئت في قصر بعبدا يوم انتخابكم، اخترقت قلوب المؤمنين في أرجاء المعمورة، وأنتم الضنينون بمستقبل هذا المشرق المعذب والممزق، وراسخون في انتمائكم الوطني والمسيحي المشرقي. إننا نجدد لكم محبتنا واحترامنا وتقديرنا، وإذ يشرفنا حضوركم ورعايتكم لهذا المؤتمر الوطني تحت عنوان “من جمهورية المؤسسات والإصلاح رسالة الى المشرق العربي”.
الصفدي
سياسيا، استقبل الرئيس عون النائب محمد الصفدي وأجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والاتصالات القائمة لانجاز قانون انتخابي جديد. كما تناول البحث حاجات منطقة طرابلس خصوصا والشمال عموما.
خير الدين وابو فاضل
واستقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق مروان خير الدين والنائب السابق مروان ابو فاضل وتناول معهما شؤونا سياسية ومواضيع انمائية واوضاع البنى التحتية ومسألة الكهرباء.
غاريوس مع وفد
واستقبل عون، في حضور النائب الدكتور ناجي غاريوس، وفد “جمعية البيت الملكي الغساني ذات السيادة” برئاسة الامير نعمان غاريوس الذي اطلعه على نشاطات الجمعية الدولية غير الربحية التي تهدف الى المحافظة على التراث العربي التاريخي والثقافي ولا سيما تراث الشعب الغساني الغني والمعروف بتحفيزه ودعمه للديموقراطية والعلاقات السلمية بين الشعوب وقوانين المساواة للمرأة ودعم الجمعيات. واشار الى أن جمعية “البيت الملكي الغساني” اعتمدتها الامم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي فيها.
ووضع نعمان امكانات الجمعية بتصرف الدولة اللبنانية لا سيما لتقديم مساعدات للعائلات اللبنانية.
رئيس مؤسسة انطوني ابراهام الاميركية
كما استقبل في حضور مسعود الاشقر، رئيس “مؤسسة انطوني ابراهام في الولايات المتحدة الاميركية توماس ابراهام لمناسبة وجوده في لبنان حيث شارك في مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية الذي عقد في مجمع “البيال” قبل ايام.
واطلع ابراهام الرئيس عون على نشاطات المؤسسة التي تحمل اسم والده، وما “تقوم به من اعمال خيرية منذ ما يزيد عن 30 سنة”، مركزا على ما “تقدمه المؤسسة لمؤسسات صحية وجامعات وجمعيات خيرية لبنانية، إضافة الى مساعدات في مجالات عدة”. وأعرب ابراهام عن “استعداد مؤسسته لتقديم المزيد من المساعدات الانسانية والاجتماعية”.
الحلو
وفي قصر بعبدا، الكاتبة والاستاذة الجامعية رحاب الحلو مع والدها كمال الحلو ونائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر، حيث قدمت لرئيس الجمهورية كتابها الجديد بعنوان “الابجدية الفينيقية واسرارها الخفية” ومجموعة من كتبها. وقد هنأ الرئيس عون الكاتبة الحلو على عطائها الفكري والعلمي.