اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان “باريس وبيروت، مدينتان قادرتان على الصمود، وفي الوقت عينه منفتحتان على العالم، وقد تمكنتا أكثر من أي مدينة أخرى من العالم من استيعاب مزيج من الحضارات، مما جعل كلا منهما نسيجا من ثروات تشع إلى أبعد حدود”، لافتا الى انهما “تخوضان اليوم معركة واحدة، هي معركة حماية قيم السلام والحرية والديموقراطيةالتي نؤمن بها”.
وشدد الرئيس عون على “ضرورة المحافظة على الاستقرار في لبنان الذي تمكن من تحرير الأجزاء التي احتلها “داعش”، لافتا الى ان دعمه في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والأيكولوجية “يبقى أساسا لتحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط وفي العالم”.
ايدالغو
من جهتها، اعتبرت رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو، ان “لبنان عرف بانتصاره على الارهابيين، ان يرسل الى العالم باسره رسالة واضحة مفعمة بأمل الانتصار على الارهاب بشكل تام”. واكدت ان “وحده الالتزام القائم على خدمة الاخوة البشرية قادر على ضمان حريتنا، وهي حرية لطالما عرف لبنان كيف يجسدها، وايا كانت الصعوبات فان ما من حرب وما من عملية ارهابية قادرة على القضاء على روح الحرية التي تميز لبنان”.
كلام رئيس الجمهورية ورئيسة بلدية باريس، جاء في خلال كلمة لهما في مبنى البلدية التي زارها الرئيس عون في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، ترافقه اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، وذلك في اليوم الثاني ل”زيارة الدولة” الى فرنسا.
وقد خصصت البلدية للرئيس عون واللبنانية الاولى، استقبالا مميزا حضره حوالى 200 مدعو من سفراء ورسميين ونقباء.
وكان في استقبال الرئيس عون وقرينته، السيدة ايدالغو ووزير الدولة لشؤون التنمية المالية غريفو. وبعد مراسم الاستقبال توجه الرئيس عون والسيدة الاولى بين ثلة من الحرس الجمهوري الى مبنى البلدية على وقع الموسيقى العسكرية ثم الى مكتب السيدة ايدالغو، حيث عقد لقاء في حضور الوزير غريفو، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، النائب الاول لرئيسة البلدية برونو جوليار، نائب رئيسة البلدية للشؤون الدولية والفرنكوفونية باتريك كلوغمان، الموفد العام للعلاقات الدولية السيدة باتريزي اناسبار شينو – تيلاي.
اما عن الجانب اللبناني، فحضر اعضاء الوفد، ضم، وزيرا الخارجية والمغتربين جبران باسيل والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، والنواب، نبيل نقولا، سيمون ابي رميا، الان عون وجيلبيرت زوين، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، السفير اللبناني رامي عدوان، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الوزير السابق الياس بوصعب، المستشار الاعلامي لرئيس الجمهوري جان عزيز ومدير مكتب الاعلام رفيق شلالا.
وفي ختام الاجتماع، توجه الجميع الى قاعة الاحتفال في “salon des arcades” وسط صفين من الحضور وقوفا حيث قدمت رئيسة بلدية باريس للرئيس عون، قائد منطقة “ile de France” وقائد شرطة باريس ومساعديها ورؤساء بلديات ضواحي باريس ورؤساء الاحزاب السياسية، قبل ان يتم تقديم الوفد اللبناني الى رئيسة البلدية.
ثم توجه رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى والوزير غريفو ورئيسة البلدية الى المنصة المخصصة لهم، حيث عزفت فرقة “la Musique des Gardiens de la paix” النشيدين اللبناني والفرنسي.
ايدالغو
ثم القت ايدالغو كلمة، فقالت: “بكثير من التأثر، يطيب لي ان استقبلكم في مقر بلدية باريس، واننا كنا في انتظاركم فأهلا وسهلا بكم في باريس. لقد قلت لكم عبارة بلغتكم وبلكنة سأعمل على تحسينها فخامة الرئيس، لقد تم انتخابكم من قبل المجلس النيابي بعد فترة طويلة من القلق اعترت بلدكم الجميل لبنان، وها انتم اليوم في باريس تحملون شعلة امل لكل الذين يحبون لبنان في باريس، فبالواقع انتم تعطون صورة عن وطن، وزيارتكم تعطي صورة لبنان الحريص على تاريخه كما على مستقبل لبنان معافى ويسير نحو التقدم. انتم تجسدون هذا اللبنان الذي لا يشك في اي شيء ويثق بتاريخه وان مسيرتكم لكفيلة لان تكون شاهدة على ذلك”.
اضافت: “ان لبنان كفرنسا، وطن يتماهى مع الغنى والتنوع اللذين يميزانه، انه معافى موحد ولبنان حي يظهر امام اعين الفرنسيين. تعرفون منذ زمن مديد اتخذ لبنان لنفسه موقعا هاما في قلوب الفرنسيين بموجب تاريخ لا ينتمي الا اليه. ان بلدين متحدان بتاريخ مشترك ويمكنني ان اقول، اتحدا في تاريخ لا ينتمي الا اليهما، من دون اللبنانيين فان باريس لن تكون تماما كما هي عليه. ان باريس وضواحيها تجمع اكثر من نحو 82 الفا من اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، من فنانين ورجال اعمال ومثقفين، الذين من دون ان يتنكروا لجذورهم يقدمون لوطننا حيوية وروحية استثنائية، وهذا ما الحظه يوميا، على سبيل المثال في الدائرة الخامسة عشرة التي غالبا ما تتم تسميتها ب”بيروت على ضفاف نهر السين”، بالنظر الى وجود جالية لبنانية كبيرة العدد منذ اجيال في هذه المنطقة، اضافة الى المحلات التجارية التي يملكها لبنانيون هناك”.
وتابعت: “تعرفون ان علاقة المحبة متبادلة بين بلدينا، وقد اختار الكثير من الفرنسيين لبنان وطنا قلبيا لهم، وانني لا اقول ذلك استنادا فقط الى العلاقات التاريخية المديدة، بل لان اللبنانيين يشكلون شعبا من قيم وباسم مجموعة القيم التي تجمعنا. وعلى اي حال، فخامة الرئيس، فانني اذ اقول ذلك فانا مولودة في منطقة قادش الاسبانية التي اسسها الفينيقيون اي اللبنانيون. وانني اعرف مدى تعلقكم بالفرانكوفونية التي تلعب دورا مركزيا في بناء لبنان الحالي، اضافة الى تراث الاحترام المتبادل والمشترك ولاجل ذلك حرصت العام الماضي على ان تنعقد الجمعية العمومية لاتحاد رؤساء بلديات، المدن الفرانكوفونية، التي لي شرف رئاستها ان تنعقد في بيروت التي نرتبط واياها بعلاقات متينة وراسخة مع رئيس بلديتها. اما اليوم، فانني احيي شجاعة اللبنانيين الذين دفعوا ثمنا غاليا نتيجة النزاعات الدامية في الشرق الاوسط”.
واردفت: “ان استقبالكم لاكثر من مليون ونصف نازح سوري هربوا من النار السورية منذ سنوات عدة، جعلنا نواصل اعجابنا بقدرتكم. ولقد تسنى لي مشاهدة معاناتهم في بلادكم بام العين والافادة من خبرتكم في مساعدة ضحايا الحروب والتخفيف من معاناتهم. واننا ندرك مدى حجم المسؤولية الهائلة التي تتحملونها وحيدين في لبنان هذا الوطن الرائع. على اي حال، فانني عدت من زيارتكم هذه وقد باتت لدي قناعة بانه علينا ان نستقبل في اوروبا نازحين بظروف لائقة. فلقرون مضت سعينا الى التقريب بين اوروبا والشرق وافريقيا عبر بحرنا المشترك: البحر الابيض المتوسط. اننا نشكل عالما واحدا ومن الملح علينا ان نكون اليوم انسانية مشتركة”.
ولفتت الى انه “منذ العام 2012، عملنا في باريس على مضاعفة قيمة المساعدات التي نقدمها، ولقد قدمنا اكثر من مليون يورو مساعدة لضحايا الحروب في سوريا، وسعينا ان نأخذ على عاتقنا مساعدة نساء واطفال وشيوخ من مناطق عدة، وكما تعلمون فاننا نعمل على دعم مسيحيي المشرق المضطهدين”. واشارت الى ان “وحده الالتزام القائم على خدمة الاخوة البشرية قادر على ضمان حريتنا، وهي حرية لطالما عرف لبنان كيف يجسدها، وايا كانت الصعوبات فان ما من حرب وما من عملية ارهابية قادرة على القضاء على روح الحرية التي تميز لبنان”.
واوضحت “ان زيارتي العام الماضي لبيروت، اتاحت لي اختبار مدى حيوية شعبكم وعاصمتكم، واعرف انه في العام 2015 عندما تعرضت عاصمتنا لعمليات ارهابية، كم وقف اللبنانيون الى جانبنا، ولا يمكنني ان انسى شهادات الدعم والتضامن التي ارسلت الينا من قبل اللبنانيين، وهي ساهمت في دعم تضامننا المشترك من اجل عدم الوقوع ضحية الخوف. ان من يعرف بيروت وخصوصا الحياة الليلية فيها، يدرك اهمية الدعم التي اعطتنا اياه واحيي الانتصار الذي حققتموه على الارهابيين حيث عرف لبنان ان يرسل الى العالم باسره رسالة واضحة مفعمة بامل الانتصار على الارهاب بشكل تام”.
واردفت: “معا علينا مواصلة جهودنا من اجل الانتصار على الظلمات وان نواصل محبة العيش المشترك. وفق هذه الروحية ايضا احيي دعم اللبنانيين لترشيح باريس لاستضافة الالعاب الاولمبية في العام 2024، وفق هذه الاسس قررت باريس اطلاق اسم الشاعر والمفكر اللبناني الكبير جبران خليل جبران رائد الحرية والتسامح والحوار على حديقة من حدائقها. وفي الختام يطيب لي ان اشدد على المشروع الذي تولينا تنفيذه والذي يحمل اسم “البيت الاصفر” في بيروت والذي سبق لي وزرته، وهو شاهد على الدمار الذي لحق بعاصمتكم، اذ كان موقعه على خطوط التماس، آملين ان يتحول الى مقر للفكر والحوار والثقافة. واعرف فخامة الرئيس كم يمثل لكم هذا البيت من قيم، انه يجسد ذاكرة شعب اجتاز الازمات لكنه اختار ان يبقى مستمرا في الحياة”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون بكلمة، قال فيها: “اقول مستذكرا عبارات الجنرال شارل ديغول التاريخية لدى تحرير باريس: بيروت الغاضبة، بيروت المحطمة، بيروت الشهيدة، ولكن بيروت التي عادت إلى الحياة تسع مرات مثل طائر الفينيق، طائر لبنان الأسطوري”.
اضاف: “حضرة العمدة، أشكرك على استقبالي في بلدية مدينة باريس، هذا المكان الرمزي الذي أحرق وأعيد بناؤه مثلما نهضت بيروت مرات متعددة من تحت الرماد. باريس وبيروت، مدينتان قادرتان على الصمود وفي الوقت عينه منفتحتان على العالم. مدينتان تمكنتا، أكثر من أي مدينة أخرى من العالم، من استيعاب مزيج من الحضارات، ما جعل كلا منهما نسيجا من ثروات تشع إلى أبعد حدود. تخوض بيروت وباريس اليوم معركة واحدة، معركة حماية قيم السلام والحرية والديموقراطيةالتي نؤمن بها”.
ولفت الى ان “الإرهاب الحانق الحاقد آلم باريس وبيروت وبرشلونة ولندن، دون أن ننسى مصر وبوركينا فاسو وغيرها من البلدان الأخرى الكثيرة، قائمة لا نهاية لها على ما يبدو. لقد خضنا وربحنا معركة حاسمة ضد داعش وتمكنا من تحرير الأجزاء التي احتلها هذا التنظيم الإرهابي في لبنان. وبإسم جنودنا الشهداء، نهدي هذا الانتصار إلى جميع ضحايا الهجمات الإرهابية، إلى كل قطرة دماء أريقت في مختلف أنحاء العالم بسبب التعصب. إنما ما زالت التحديات تعرض امنه للخطر. فتحت راية الإنسانية والسخاء، استضاف لبنان عددا ضخما من النازحين ليصبح اليوم رازحا تحت عبء أكثر من 500 ألف نازح فلسطيني، يضاف إليهم مليون ونصف نازح سوري ما يعادل نصف عدد سكانه”.
واوضح “ان هذه المعادلة هي ذات انعكاسات أمنية واقتصادية واجتماعية لا يمكن التغلب عليها. لقد تشاركنا معهم ولمدة 6 سنوات مدارسنا ومستشفياتنا وأعمالنا وأرضنا، واليوم أصبح من الضروري تنظيم عودتهم إلى المناطق المستقرة في سوريا، والتي تشكل الآن 72 بالمئة منها، وإنهم لا يتمتعون بصفة اللاجئين السياسيين في لبنان، بل إنهم أشخاص هربوا من فظائع الحرب. فمن واجب الأمم المتحدة مساعدة هؤلاء النازحين على العودة إلى بلادهم بدلا من مساعدتهم على العيش في مخيمات غير إنسانية فيتركونها ليذهبوا إلى أوروبا ويصبحوا غير قانونيين”.
واكد ان “زعزعة استقرار لبنان، هذا البلد الذي يواجه حاليا أزمة اقتصادية كبرى، هي بمثابة عملية انتحارية لكل المجتمعات التي تؤمن بالتعددية وبالديموقراطية. والمحافظة على هذا الاستقرار ضرورة للتصدي للتحدي الذي يطرحه القرن الواحد والعشرين، تحدي العيش المشترك. فهو مثال فريد للتعايش الذي تمكن لبنان من المحافظة عليه رغم الاضطرابات في المنطقة، وذلك ليناهض الفكر الأصولي وديكتاتورية الإرهاب. ويبقى دعمه في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والأيكولوجية أساسا لتحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط وفي العالم”.
اضاف: “اني أشجع جميع المبادرات التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، ويسرني في هذا الصدد أن أذكر هنا مبادرة البيت الأصفر؛ أي بيت الذاكرة الذي افتتحناه بمشاركة رئيس بلدية بيروت. وفيما يحتفظ هذا البيت بآثار معارك الماضي، سيساعدنا في النجاح في المستقبل من خلال أعمال ثقافية وأفكار نتبادلها ونناقشها في هذا المكان. نعم، حضرة العمدة، نحن جميعا ورثة ورثة تاريخ وورثة ثقافة وأحيانا ثمرة العديد من الثقافات. فحضرتك متحدرة من أصل إسباني، ولكن هنا في فرنسا وجدت الفرصة لتحقيق طموحاتك. ولهذا أود أن أحيي جميع أبناء وطني الذين ظلوا اوفياء لقيمهم، فيما كانوا ينخرطون بنجاح في البلدان المضيفة لهم. فهم محامون وأطباء وفنانون وكتاب ومبدعون ورجال أعمال ساهموا في رفع اسم وطنهم الأم كما شاركوا في تنشيط المجتمعات التي استضافتهم”.
وشدد على “إنني لفخور بالمبادرة التي تقومون بها للاحتفاء بالكاتب والشاعر والرسام اللبناني جبران خليل جبران بإطلاق إسمه على فسحة تنزه في الدائرة الخامسة عشرة في باريس. كما تعلمون، نتشاطر معكم حب اللغة الفرنسية منذ أولى السنوات الدراسية وهذه الصلة اللغوية عزيزة علينا وقد وحدتنا مع فرنسا على امتداد قرون عديدة. كون حضرتك رئيسة رابطة العمداء الناطقين بالفرنسية، الذين عقدوا مؤتمرا لهم العام الماضي في بيروت، تعلمين على أفضل وجه أن الإعتزاز بلغة هو حب للأفكار التي شكلت هذه اللغة”.
وتابع: “حضرة العمدة، لقد اسستم العديد من المشاريع التي تسهم في تحسين حياة الباريسيين وتعطي دفعا أكبر وأكثر جاذبية للعاصمة في العالم. ودافعتم بتصميم ونجاح عن مشروع ترشيح مدينة باريس لتكون المدينة المضيفة للألعاب الأولمبية لعام 2024، وأنا أتابع باهتمام جهودكم الرامية إلى الحفاظ على البيئة. ان العالم الذي يسوده السلام هو العالم الذي يحترم البيئة ويعمل على استدامتها”.
واعلن ان “لبنان في انتظار مشاريع كبرى، ولقد تمكنا بالفعل من اعتماد قانون انتخابي جديد يضمن تمثيلا عادلا قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في شهر ايار المقبل. لقد واجهنا الإرهاب بطريقة استباقية ورادعة ودفاعية. ويبقى تزويد الكهرباء وإمدادات المياه وتحسين الطرق من الأولويات من دون أن ننسى الحفاظ على مواردنا الطبيعية وإعادة تشجير غاباتنا المهددة بالتصحر والحفاظ على بيئتنا. ومن المؤكد أن الاستثمار في الموارد البشرية وبخاصة في قطاعي التعليم والمعرفة، سيظل من أولويتنا، علما أن هذه القطاعات تساهم في تنشئة أجيال يمكن الاعتماد عليها لضمان مستقبل لبنان، مستقبل نتطلع إليه جميعا”.
واردف: “نعم، فإن غنى لبنان الأساسي يكمن في موارده البشرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وهي موارد ندين لها باستمرارية رسالة لبنان ونشرها. ويكمن غنى لبنان أيضا في رجاله المقيمين في وطنهم والذين يحق لهم أن يعيشوا في بيئة سياسية سليمة وبيئة طبيعية نظيفة. إننا نعول على خبرتكم وعلى ديناميتكم للمساهمة في هذه الورشة الضخمة التي تنتظرنا. عاشت باريس، عاشت بيروت وعاش لبنان”.
بعد ذلك، وقع رئيس الجمهورية والسيدة ايدالغو على مخطوطة تحمل شعار “رئاسة الجمهورية اللبنانية” تؤرخ الزيارة الى البلدية، ثم دون رئيس الجمهورية على السجل الذهبي للبلدية، الكلمة التالية: “نحن هنا في قصر بلدية باريس، يا لرمزية هذا المكان الذي دمر واعيد بناؤه، كما بيروت التي ولدت لمرات من رمادها. أود ان احيي ضحايا الحقد الارهابي الذي ضرب مرات عدة باريس. لاجل هؤلاء الضحايا، اهدي على اسم شهداء جيشنا المعركة الاخيرة والحاسمة التي انتصر فيها لبنان على داعش. باريس وبيروت مدينتان قادرتان على تخطي الصعاب ومنفتحتان على العالم. اكثر من اي احد آخر عرفت كل من باريس وبيروت كيف تحتضن عصارة الحضارات وتبني من خلالها نسيجا يشع بعيدا ابعد من اي حدود. اليوم نضال واحد يوحدهما: حماية قيم السلام والعدالة والديمقراطية”.
بعد ذلك غادر الرئيس عون متوجها الى مجلس الشيوخ.