اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان “الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة والمعوقين والمؤسسات التي ترعاهم، هو من اولوياتي، لانني أولي عناية خاصة بالانسان”، ولفت الى وجود “جمعيات ومؤسسات وهمية تستفيد من خزينة الدولة على حساب المؤسسات الفاعلة في هذا الميدان”.
وقال: “لن يستمر الوضع على ما كان عليه، وقد طلبت التحقق من اوضاع الجمعيات والمؤسسات المتعاقدة مع الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية وعملها وحجم نشاطها، لتمييزها وتأمين الدعم اللازم لها، وحجبه عن المؤسسات والجمعيات الوهمية التي لا تقوم بأي عمل بحيث تضم المخصصات التي تصرف لها عن غير وجه حق، الى الاعتمادات التي تعطى للمؤسسات والجمعيات التي تقوم فعليا باعمال انسانية وترعى شؤون ذوي الحاجات الخاصة والايتام والمعوقين على اختلاف درجة وطبيعة اعاقتهم”.
موقف الرئيس عون، جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور المساعدة الرئيسية لرئيس الجمهورية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، وفد “الاتحاد الوطني لجمعيات المعوقين في لبنان”، الذي ضم، مسؤولين عن المؤسسات العاملة مع ذوي الاعاقة في لبنان والمجلس الوطني للخدمة الاجتماعية.
اسماعيل
في مستهل اللقاء، انشدت طفلة اغنية “بحبك يا لبنان”، ثم تحدث الدكتور حسين اسماعيل، فأوضح ان “الاتحاد والمجلس، يضمان مؤسسات تهتم بالاشخاص المعوقين والحالات الاجتماعية الصعبة من مختلف المناطق اللبنانية، تعليما وتأهيلا ودمجا اجتماعيا وصقلا لمواهبهم ومهاراتهم، ويتابعهم الكثير من المؤسسات بعد ذلك في موضوع التوظيف وتحقيق اندماجهم.
وبعدما قدم شرحا عن المؤسسات المذكورة لجهة عمرها وعملها الاجتماعي والتربوي والتأهيلي وانضوائها تحت ظل الدولة اللبنانية، توجه الدكتور اسماعيل الى رئيس الجمهورية قائلا: “اننا ننظر اليكم كأب لهذه الدولة وابنائها، وننتظر ان نشهد خلال عهدكم عودة الدولة لقوتها وعدالتها لتصيب كل الناس، وان يكون من سلم اولوياتها تقوية ضعفائها ودمجهم في المجتمع والحفاظ على كرامتهم وعلى الامن الاجتماعي الانساني”.
واوضح ان “الدولة كانت بالامس غير البعيد ملتزمة بقانون احداث وزارة الشؤون الاجتماعية الذي رسم اعداد سعر كلفة سنوي بالتعاون مع الوزارات المعنية يحفظ مخصصات المؤسسات وعقود تأهيل وتعليم الاشخاص المعوقين والحالات الاجتماعية الصعبة، الا انها بدأت تتأخر في اعداده، وتاليا في تطبيقه وتنفيذه”، مطالبا ب”تطبيق سعر الكلفة 2012 التي نصت عليه الدراسة ذات الصلة وهي الوحيدة المتوفرة حاليا”.
وأكد ان “شد الاحزمة لا يمكن ان يطال هذه الشريحة من المجتمع المطبق عليها اصلا سعر كلفة 2011″، واضعا “هذه القضية بين يديكم الابويتين اللتين ما عهدناهما الا بلسما لجراح الضعفاء، حيث جعلتم من القصر الجمهوري بيتا للشعب اللبناني، استضفتم فيه الاطفال والاشخاص المعوقين في اكثر من مناسبة، بما يدل على قوة الانسان لديكم ورغبتكم في الحفاظ على كرامة هؤلاء الذين يعانون من الحالات الاجتماعية الصعبة ودمجهم وسعيكم لتطبيق القوانين المتعلقة بالاشخاص المعوقين واساسها القانون 220/ 2000”.
واذ شدد على ان “التأخير في البت في هذا الموضوع يؤثر سلبا على استمرارية المؤسسات”، اعرب عن تطلعه “لاقرار زيادة المخصصات في مجلس الوزراء بناء للدراسة المالية التي اعدتها الدولة للعام 2012”.
طوق
بعدها القى الشاب ايلي طوق باسم الاشخاص ذوي الاعاقة الحاضرين كلمة، فقال: “لقد اتينا نحمل الى فخامتكم وجعنا ودمعتنا، ولمن نأتي لنقول ذلك سوى لأبينا؟ نحن نطلب منكم ان تكونوا الى جانب المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بذوي الاعاقة من كل ابناء الوطن. اننا نطلب من فخامتكم مساعدتنا في تصويب البوصلة تحت شعار: ممنوع ان يكون الانسان في لبنان في خطر، ذلك ان الانسان يبقى هو الاساس في وطننا. من هنا ضرورة مساعدة المؤسسات التي تعنى بذوي الاعاقة لكي تواصل رسالتها”.
وشدد على أن “من حق الانسانية علينا ان نتحرك من اجل ان تبقى هذه المؤسسات قادرة على العمل وتقديم الخدمات الى ذوي الاعاقة”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها بالوفد، وقال: “اننا نحمل عبء ارث كبير من سوء استخدام المال العام، اوصل البلاد الى 86 مليار دولار من الدين، وقد اتخذنا قرارا بحسم 20% من موازنة كل وزارة تخفيضا للعجز”.
ولفت الى ان “هناك 340 جمعية ومؤسسة اهلية ودينية من بينها 103 جمعيات تهتم برعاية وتأهيل ذوي الاعاقة، كما وان هناك 263 جمعية استفادت من تقديمات ومساهمات وزارة الشؤون الاجتماعية للعام 2017. وفي الحصيلة هناك 603 جمعيات دينية ومؤسسات متعاقدة تستفيد من تقديمات الوزارة، تبين ان البعض منها وهمي وبعض آخر لا يقوم بالمهام المطلوبة منه”، مشيرا الى انه اعطى توجيهاته “في ما يتعلق بهذه الجمعيات الوهمية من اجل إلغاء التقديمات لها في الموازنة على ان يكون مردود التقديمات الى الجمعيات الاساسية والعاملة فعليا”.
التحالف الدولي للاعاقة
وفي الاطار الانساني نفسه، عرض الرئيس عون مع رئيس وفد “الاتحاد الدولي للاعاقة” كولن الن ووفد من الاتحاد ومن “المنظمة العربية للاشخاص ذوي الاعاقة”، شؤون المعوقين ومطالبهم والصعوبات التي يعانون منها وخصوصا الصم وكيفية مساعدتهم في لبنان والمنطقة”.
عبدالله
بداية، تحدث رئيس المنظمة ابراهيم عبد الله، فشكر الرئيس عون على “اهتمامه بالاشخاص ذوي الحاجات الخاصة”، مشيرا الى ان “وفد الاتحاد الدولي للاعاقة قرر رغم التحديات، عقد اجتماعه في بيروت وتنظيم اهم النشاطات الدولية المتعلقة بشؤون التحالف على الاراضي اللبنانية”.
ألن
ثم تحدث ألن، وتولت ربيكا لاد ترجمة ما يقوله كونه يتحدث بلغة الاشارة، فأعرب عن “سعادة الوفد للتواجد في لبنان”، مثمنا “الاهتمام الذي يوليه لبنان والرئيس عون لذوي الحاجات الخاصة”، لافتا الى ان “التحالف الدولي يضم 14 عضوا اقليميا ودوليا”.
واذ شدد على “التقدير الذي يلقاه ابراهيم عبد الله ضمن التحالف”، اشار الى “اهمية المنظمة العربية للاعاقة في الشرق الاوسط والعالم العربي”، معتبرا ان “العمل الذي يجري في لبنان مذهل بالفعل”.
واضاف: “التحالف الدولي للاعاقة يمثل الاشخاص المعنيين وذويهم ومن يهتم بهم، وانه لشرف لنا ان نكون في لبنان وان نعمل معكم في العالم العربي لتحقيق الاهداف واقامة النشاطات الكبيرة التي وضعناها”.
كما تحدث المدير التنفيذي للتحالف فلاديمير كوك، فنقل دعم التحالف للرئيس عون في السعي الى المصادقة على اتفاق حقوق ذوي الحاجات الخاصة رغم صعوبة المسألة وتطلبها لبعض الوقت، “لكن التحالف يقف الى جانبكم”. واوضح ان العمل جار لمساعدة لبنان في مسألة النازحين السوريين والتحديات الصعبة التي تفرضها، وان التحالف سيعمد الى مساعدة ذوي الحاجات الخاصة من النازحين والى استقدام منظمات عدة دولية لهذه الغاية.
واعلن ان “التحالف سيشارك في تنظيم قمة دولية للاعاقة ستعقد في لندن وتركز على اوضاع النازحين في تموز المقبل، ستكون الاولى من نوعها، بالتعاون مع الحكومتين البريطانية والكينية، وسيتم ارسال دعوة للبنان للمشاركة فيها”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشيرا الى “وجود مؤسسات في لبنان تعنى بمساعدة الاشخاص الذين يحتاجون الى عناية خاصة. ونحتاج من حين لآخر الى دعم للقيام بهذه المهمة وتلبية حاجات المعوقين. لكننا مستعدون لمواكبتكم عبر التقنيات والاساليب الحديثة التي تعتمدونها”.
كما ابدى الرئيس عون “استعداد لبنان للتوقيع على الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق المعوقين، ودرس اي تعديل على الاتفاقات السابقة تمهيدا لاقرارها”. واشار الى “وجود مدارس في لبنان لمساعدة الصم والمصابين باعاقات جسدية اخرى، وقوانين تحفظ حقوقهم بالعمل واندماجهم في المجتمع بطريقة سليمة”، مؤكدا “سنعمل على تعزيز المراقبة من اجل تطبيق هذه القوانين”.
اسماعيل
كذلك، التقى الرئيس عون في حضور ألن، مدير التعليم للصم رئيس الاتحاد اللبناني للصم الدكتور حسين موسى اسماعيل، الذي اشار الى “اهمية زيادة الاهتمام بالصم في لبنان”، كما تحدث عن “التنسيق القائم مع الاتحاد العالمي للصم الذي يتابع اوضاع 70 مليون شخص اصم، 80% منهم لا يتلقون التربية اللازمة لمساعدتهم على تجاوز اعاقتهم”.
وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على اهتمامه “باوضاع ذوي الحاجات الخاصة ومتابعته كل القوانين والتنظيمات التي ترعاها”.
الصراف
والى الاهتمام بالشؤون الانسانية والاجتماعية، تابع الرئيس عون الاوضاع العامة في البلاد، لا سيما الامنية منها وحاجات المؤسسة العسكرية، في خلال استقباله وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الذي اطلع رئيس الجمهورية على مشاركته في “مؤتمر ميونيخ للامن 2018” واللقاءات التي عقدها على هامشه، والتي ركزت على “شرح موقف لبنان من الاحداث الداخلية والاقليمية”.
واوضح ان البحث “تناول ايضا اللقاء الذي سيعقد بين وزراء الدفاع، في كل من قبرص واليونان ولبنان الممهد للقمة الرئاسية الثلاثية المرتقبة. وتناول البحث ايضا عددا من المواضيع التي تهم المؤسسة العسكرية والتعاون بينها وبين الدول الصديقة”.
عائلات شهداء الجيش
وعرض الرئيس عون مع وفد من عائلات شهداء الجيش اللبناني اوضاعهم، واستمع الى مطالبهم، وابرزها “عدم شمول قانون العفو العام الذي يتم العمل على اقراره في مجلس النواب قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، اولئك الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق العسكريين”.
وأكد الرئيس عون انه يتابع هذا الموضوع “انطلاقا من حرصي على الوفاء لشهادة العسكريين الذين استشهدوا في سبيل الحفاظ على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية، ولن أوقع اي قانون عفو عمن ادين او سيدان بقتل عسكريين”.
الاباتي الهاشم
وفي قصر بعبدا ايضا، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس جامعة الروح القدس في الكسليك الاب البروفسور جورج حبيقة وامين السر العام للرهبانية الاب ميشال ابو طقه، الذين وجهوا دعوة للرئيس عون واللبنانية الاولى “للمشاركة في رتبة سجدة الصليب يوم الجمعة العظيمة في 30 آذار الجاري في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في جامعة الروح القدس في الكسليك”.
خريجو الماستر في السلامة المرورية
وفي قصر بعبدا، رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الاب البروفسور سليم دكاش اليسوعي مع وفد من الادارة التعليمية وطلاب الدفعتين الخامسة والسادسة من ماستر ادارة السلامة المرورية في الجامعة.
دكاش
والقى البروفسور دكاش كلمة، شكر فيها الرئيس عون على استقباله الطلاب، وقال: “إن هذا الدبلوم اللبناني هو ثمرة تعاون وثيق بين الجامعة اليسوعية ومؤسسة رينو الدولية للمسؤولية الاجتماعية، ممثلة اليوم بوفد يرأسه اوليفر فوست، حيث وضعت الجامعة خيرة الاساتذة والاختصاصيين في مرافقة الطلاب وتدريسهم وتأهيلهم، وجل الطلاب هم من المهندسين او من الذين نالوا الشهادات الجامعية المتقدمة. اما مؤسسة رينو، فهي وضعت مقدراتها التقنية عبر اختصاصييها والمادية عبر برنامج منح يغطي الجزء الاكبر من كلفة دراسة الطالب. وطبيعة هذا الماستر انه مفتوح على جميع البلدان العربية بما فيها لبنان. وفي الدفعة الخامسة التي نالت شهادتها متخرجون من المغرب والجزائر ومصر وفلسطين واليمن وتونس، وطلاب لبنان هم من ضباط قوى الامن الداخلي التي توفد سنويا ضابطا او اكثر للمشاركة في الماستر مقدمة لاكتساب المعلومة ونيل الشهادة. والى الدفعة الخامسة من المتخرجين، هنالك في هذا الوفد مجموعة طلاب الدفعة السادسة من الماستر وهم ايضا من مختلف البلدان في الوطن العربي ومن قوى الامن الداخلي”.
اضاف: “ان شعارنا فخامة الرئيس، ما دامت ضحايا تسقط على الطرقات، فواجبنا الاسهام في التوعية واعداد الكوادر التي تستطيع ادارة الحركة المرورية وتوفير الافضل للسائق ليصل سالما الى بيته وعمله. وحاليا هناك حملة تصاعدية لعشرة فنانين لبنانيين كرسوا صورتهم ووقتهم معنا لدعم التوعية والسلامة المرورية”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مشيدا بوجود “اختصاص جامعي لإدارة السلامة المرورية، مع تجاوز عدد ضحايا السير في العالم عدد ضحايا الحروب”، مشيرا الى “الارتفاع الكبير لنسبة ضحايا السير في لبنان، وهي الأعلى في العالم، وذلك في الغالب مرده الى السرعة وعدم احترام الاشارات المرورية”.
وقال: “من دون مراقبة وعقاب، لن ننجح في تخفيض عدد ضحايا حوادث السير. فليس هدف عقوبة السير تمويل خزينة الدولة، بل تربية المواطن على حسن القيادة”. ولفت الى “عدم توافر التجهيزات المرورية والاضاءة على الكثير من طرقات لبنان، وهذا يحتاج الى ورشة كبيرة، لأن إعمار الانسان هو من اعمار البلاد”.
ونوه رئيس الجمهورية ب”الجهود التي تبذلها قوى الامن الداخلي لضبط المخالفات، والتخفيف من مشكلة حوادث السير”، مشيرا الى “ضرورة تبليغ المخالفين عن مخالفاتهم في اسرع وقت ممكن”.