جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عون:مجتمعات تهمل أطفالها تهمل غدها وأي استغلال للطفولة مرفوض ويجب إيقافه
عون

عون:مجتمعات تهمل أطفالها تهمل غدها وأي استغلال للطفولة مرفوض ويجب إيقافه

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن “المجتمعات التي تهمل أطفالها إنما هي تهمل غدها ومستقبلها”، مشيرا الى ان “التحديات التي تواجه مجتمعنا في حماية الطفولة عديدة والعمل المبكر هو واحد منها لكنه ليس الخطر الوحيد”.

وإذ شدد الرئيس عون على أنه “من غير المقبول أو المسموح أن لا تتمتع الطفولة بالحماية أو تكون عرضة للاستغلال، أيا يكن نوعه”، لفت الى ان “اي استغلال للطفولة مرفوض ويجب إيقافه بكل الطرق المتاحة، وأولها التشريع والقانون”.

كما أكد أن “حماية الطفولة هي قضية وطنية تعني كل مشرع وكل مواطن وكل عائلة وكل مؤسسة تربوية أو أهلية”، متوجها الى أطفال “الجوقة الوطنية ضد عمل الاطفال”، قائلا: “اعزفوا وغنوا وارقصوا وعلوا الصوت ليصل الى كل العالم، وليخترق كل الآذان وكل القلوب، معلنا للجميع أن طفولتكم حق لكم ولا يحق لأحد، أيا يكن، وأيا تكن دوافعه وأسبابه أن ينتزعها منكم”.

من جهته، أكد وزير العمل محمد كبارة أن “رعاية أطفال لبنان هي أيضا استراتيجية دفاعية وطنية لحمايته من الآفات التي تهدد القيم الاجتماعية، فالاطفال هم جزء لا يتجزأ من معادلة الاستقرار”، مشيرا الى أن رئيس الجمهورية “يريد منح اللبنانيين الأمل بقيام الدولة التي تحمي أبناءها وتؤمن لهم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي”، مشددا على أن “القضاء على عمل الاطفال هو مسؤولية وطنية”، داعيا إلى “توحيد جهود جميع الاطراف الحكومية وهيئات أصحاب العمل والعمال والمجتمع الأهلي والمنظمات العربية والدولية لمكافحة عمل الاطفال”.

ورأى مدير فريق العمل اللائق نائب المدير الاقليمي لمنظمة العمل الدولية فرانك هاغمان أنه “علينا جميعا، سلطات حكومية مركزية ومحلية ووكالات دولية ومنظمات المجتمع المدني أن نوحد جهودنا ونعمل بطريقة متضافرة لإنهاء ظاهرة عمل الأطفال على وجه السرعة”، مشيرا الى أن “عددا كبيرا من الأطفال الأبرياء في منطقتنا يستغلون بطرق لم نرها في التاريخ الحديث في ظروف خطرة ومهينة وأحيانا أشبه ما تكون بالعبودية، وهو ما لا يمكننا السكوت عنه ويجب ألا يستمر”.

مواقف الرئيس عون والوزير كبارة وهاغمان جاءت خلال الاحتفال بإطلاق “الجوقة الوطنية ضد عمل الاطفال”، الذي اقيم قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، بدعوة من وزارة العمل وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية والمعهد العالي للموسيقى و”الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية” بقيادة المايسترو وسليم سحاب.

حضر الاحتفال الى الرئيس عون والوزير كبارة وهاغمان، اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون، وزير الثقافة غطاس الخوري، والنواب، روبير غانم، عاطف مجدلاني، فادي الاعور، ناجي غاريوس، غسان مخيبر وشانت جنجنيان، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية الوزير السابق الياس بو صعب، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، الى عدد من السفراء ومديرين عامين ومسؤولين من منظمة العمل الدولية والمنظمات والوكالات الدولية وعدد من الشخصيات والفاعليات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية وممثلين عن الجمعيات الاهلية ومؤسسات المجتمع المدني.

وقائع الاحتفال
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم أدى اطفال الجوقة عددا من الاغاني على انغام “الأوركسترا الفيلهارمونية”.

هاغمان
ثم القى فرانك هاغمان كلمة، أكد فيها أن “لبنان برز في هذه المنطقة التي عانت من كم هائل وغير مسبوق من التحديات في السنوات الأخيرة، بوصفه أحد البلدان العاملة على مواجهة ظاهرة عمل الاطفال”.

وأشار الى ان “الأزمات والصراعات التي نشهدها من حولنا اليوم، تعني أن عددا متزايدا من الأطفال الأبرياء في منطقتنا يستغلون بطرق لم نرها في التاريخ الحديث، في ظروف خطرة ومهينة وأحيانا أشبه ما تكون بالعبودية. وهو ما لا يمكننا السكوت عنه ويجب ألا يستمر، وعلينا جميعا، سلطات حكومية مركزية ومحلية ووكالات دولية ومنظمات المجتمع المدني، أن نوحد جهودنا ونعمل بطريقة متضافرة لإنهاء ظاهرة عمل الأطفال على وجه السرعة، لا سيما أسوأ أشكاله وأشدها خطورة”.

واعتبر أن “الموسيقى اثبتت فاعليتها في إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي”، مشيدا ب”العمل الذي يقوم به المايسترو سليم سحاب من اجل الاطفال، ورفع معنوياتهم وأصواتهم، وإيصال صوته أيضا دعما لأطفال المنطقة وحقهم في مستقبل أفضل”.

وقال: “لقد عمل كثيرون بلا كلل لتنظيم هذا الاحتفال، لكني أود أن أشكر خصوصا جمعية بيت الرجاء واتحاد النساء الفلسطينيات وجمعية بيوند التي ساعدت بشكل هائل في تنظيم التمارين، واهتمت بتأمين احتياجات الأطفال اللوجستية. وأتوجه بجزيل الشكر أيضا إلى وزارة العمل ووحدة مكافحة عمل الأطفال الذين بذلوا جهدا عظيما لتنظيم هذا الحفل، ووزارة الثقافة والمعهد الوطني العالي للموسيقى، والأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية. كما أود التعبير عن عميق امتناني لحكومات هولندا والنروج والولايات المتحدة التي ساهمت ودعمت المشاريع التي أسهمت في إنشاء الجوقة، كذلك أتوجه بالشكر الى حياة عسيران الخبيرة في شؤون الاطفال في منظمة العمل الدولية والأهم من ذلك كله، أتوجه بالشكر إلى أطفال الجوقة الوطنية على أدائهم المميز، وأنا أتطلع إلى حضور المزيد والكثير من عروضهم في المستقبل القريب”.

وختم: “فخامة الرئيس، أود أن أشكركم مجددا على المشاركة في هذه البادرة المهمة ضد عمل الاطفال. إن الاطفال هم المستقبل وتقع علينا جميعا مسؤولية ضمان أن يكون لبنان حرا من كل اشكال عمل الاطفال”.

كبارة
ثم تحدث الوزير كبارة، فأكد أن “رعاية رئيس الجمهورية لهذا الاحتفال، تعطي معنى عميقا لهذه المهمة الوطنية، من خلال تبني الدولة مشروع الرعاية للطفل اللبناني وتحويله إلى ورشة، يتشارك فيها جميع اللبنانيين وعلى مختلف مستويات مسؤولياتهم الرسمية والسياسية والاجتماعية”. وقال: “إن رعاية أطفال لبنان هي أيضا استراتيجية دفاعية وطنية لحمايته من الآفات التي تهدد القيم الاجتماعية. فالاطفال هم جزء لا يتجزأ من معادلة الاستقرار”.

أضاف: “فخامة الرئيس، ندرك أنكم تسمعون معنا جرس الإنذار الذي تقرعه القضايا الاجتماعية. فالمخاطر تتزايد على كل المستويات وترتفع معها معاناة اللبنانيين الذين تحاصرهم الوقائع الحياتية. إن الناس على شفير اليأس من الدولة والمسؤولين والسياسيين، ونحن نتفهم الضغوط الاجتماعية والحياتية التي بلغت حدود الاحتقان الشديد. ونعلم يا فخامة الرئيس، أنكم تريدون منح اللبنانيين الأمل بقيام الدولة التي تحمي أبناءها وتؤمن لهم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي. لذلك، فإننا ننقل إليكم هواجس الناس الذين لا يملكون إلا الشكوى من أحوالهم وضعف ثقتهم بالدولة. وهذا ما يدفعنا إلى مناشدتكم بإسم هؤلاء الذين استسلموا لليأس من إمكانية تغيير الواقع، أن تكون لكم المبادرة إلى منح الأمل للبنانيين بأن الدولة لن تتخلى عن دورها، وأن المسؤولين ملتزمون بعملية إصلاحية جدية تستعيد ثقة الناس بالدولة”.

ولفت الى أن “الحكومة تبذل جهودا كبيرة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتسعى جاهدة لإطلاق ورشة إنقاذية على مختلف المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية، بدءا بمؤتمر روما 2 ثم مؤتمر “سيدر” في باريس إلى مؤتمر بروكسل. الهدف واحد: وضع لبنان على المسار الصحيح لبناء دولة تحمي أبناءها وترعى مصالحهم وتؤمن لهم استقرارا اجتماعيا واقتصاديا، بعد أن نجحت تحت رعايتكم، وبالتعاون الصادق المتفاعل بين المؤسسات في تأمين الاستقرار الأمني. إن الدولة الراعية لمصالح أبنائها مسؤولة عن حماية الأطفال كجزء من مسؤولياتها تجاه شعبها. ان القضاء على عمل الاطفال هو مسؤولية وطنية، ولا يعني وزارة العمل وحدها، بالرغم من قيامها بدور قيادي وريادي في هذا المجال. وهنا أدعو إلى توحيد جهود جميع الاطراف الحكومية، وهيئات أصحاب العمل والعمال والمجتمع الأهلي والمنظمات الدولية والعربية لمكافحة عمل الاطفال”.

وأوضح أن “إنشاء الجوقة الوطنية ضد عمل الاطفال هو نتيجة جهود مثمرة ومشتركة بين وزارتي العمل والثقافة ومنظمة العمل الدولية الممثلة بالمكتب الاقليمي للدول العربية في بيروت، وجمعية “بيوند”. شكرا لكم فخامة الرئيس. إن رهان اللبنانيين على حكمة فخامتكم في مقاربة الملفات ومواجهة التحديات، وإن الانجازات التي تحققت في هذه الفترة القصيرة من عهدكم كفيلة بمنح اللبنانيين الامل بأن تستكمل مسيرة بناء مستقبل افضل للبنانيين، من خلال التعاون المثمر بين مؤسسات الدولة. شكرا لكم على رعايتكم وحضوركم واستضافتكم هذا الاحتفال في القصر الجمهوري والسيدة الاولى. وشكرا لكل المؤتمنين على مسيرة هذه الجوقة لهم منا كل التقدير والدعم والامتنان، وأخص بالشكر المايسترو سليم سحاب عراب هذه الجوقة وقائدها”.

رئيس الجمهورية
ثم القى الرئيس عون كلمة، فقال: “يسرني أن يفتح القصر الجمهوري أبوابه وقلبه أمام مشروع يهدف لحماية أطفال من خطر يتهددهم ويهدد طفولتهم كما مستقبلهم. فأطفال اليوم هم رجال الغد وسيداته، وهم إن كانوا بحاجة الى حمايتنا ودعمنا اليوم، فنحن ووطننا ومجتمعنا سنكون بحاجة الى حمايتهم ودعمهم غدا. والمجتمعات التي تهمل أطفالها إنما هي تهمل غدها ومستقبلها. لقد أخذتم على عاتقكم مسؤولية معالجة ظاهرة العمل المبكر والتسرب المدرسي، ولجأتم الى الموسيقى لتقولوا للعالم كم بإمكان هؤلاء الأطفال أن يكونوا مبدعين إذا أعطيت لهم الفرصة، وكم من مواهب وإمكانات وطاقات فتية يحجبها لباس العمل”.

ورأى أن “الأخطار الجدية التي تواجه الأطفال، غالبا ما تكون في المرحلة الثانية من سنوات الطفولة، أي ما بين الثامنة وبدء المراهقة، فيكون الطفل فيها عرضة للاستغلال الجسدي والنفسي إذا لم تتأمن له الحماية، مع ما يترك ذلك من آثار مدمرة على بنيته النفسية وطموحه وإنتاجه ودوره في المجتمع. والتحديات التي تواجه مجتمعنا في حماية الطفولة عديدة، والعمل المبكر هو واحد منها ولكنه ليس الخطر الوحيد. فالعائلة التي تدفع بأطفالها الى سوق العمل أو التسول، أو بطفلتها الى عالم الزواج، إنما تدفع بهم الى حضن المجهول قبل أن يكونوا قد نضجوا واستعدوا نفسيا وجسديا للمواجهة. صحيح أن قرارها هذا عادة ما يكون نتيجة تضافر عوامل عدة، منها الاقتصادي ومنها الاجتماعي ومنها الثقافي، لكن الأكيد أن النتيجة التي تترتب على هكذا قرار ستكون سلبية، ولها ارتداداتها على مجمل حياة الطفل – الراشد فيما بعد، وعلى عائلته كما على مجتمعه. فكل نظريات علم النفس تتفق على أن الطفولة هي المرحلة الأهم في حياة الإنسان، وهي حجر الأساس لصحته النفسية في كل المراحل الأخرى، فإذا اهتز حجر الأساس هذا اختل البناء بكامله. من هنا، فإنه من غير المقبول أو المسموح أن لا تتمتع الطفولة بالحماية أو تكون عرضة للاستغلال، أيا يكن نوعه؛ فكل استغلال لها مرفوض ويجب إيقافه بكل الطرق المتاحة وأولها التشريع والقانون”.

اضاف: “أيها الحضور الكريم، إن العمل المبكر والزواج المبكر متشابهان، لأن فيهما قتلا للطفولة وزجا لها في عالم الكبار بكل مشاكله ومآسيه قبل الأوان. وفيهما أيضا حرمان للطفل من أبسط حقوقه بالتعليم والمعرفة والتطور السليم لبنيته الجسدية والنفسية والفكرية. وفي السياق نفسه، نرى كل يوم مشهد أطفال الشوارع، يقفزون بين السيارات، عند كل إشارة، يتسولون أو يبيعون العلكة، ويتعرضون لكل أنواع الانتهاكات… فأي حق بقي لهم؟ وماذا بقي من طفولتهم؟ وأي مستقبل ينتظرهم؟، كلها ظواهر اجتماعية مؤلمة تحتاج لمعالجة، كانت موجودة في مجتمعنا بدرجات متفاوتة، ولكنها تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، وازدادت حدتها مع النزوح السوري، حيث وفدت تجمعات كبيرة غير منظمة الى بلد يعاني أصلا من ضائقة اقتصادية وبطالة، فلجأ العديد من العائلات الى تشغيل أطفالهم أو دفعهم الى التسول للحصول على قوت يومهم. وهكذا ترك الأطفال مقاعد الدراسة وانصرفوا الى إعالة عائلاتهم، وبدل أن تكون نسبة الأمية الى انخفاض كما يفترض التطور الطبيعي للمجتمعات، إذا بها الى ارتفاع، وصار التسرب المدرسي مشكلة اجتماعية جديدة تضاف الى مشاكلنا”.

وأكد أن “المعاهدات الدولية تحرم استغلال الأطفال في أي ميدان كان، وحماية الطفولة ليست مشروعا خاصا يعني فقط الجمعيات والمؤسسات المهتمة به، بل هي قضية وطنية تعني كل مشرع وكل مواطن وكل عائلة وكل مؤسسة تربوية أو أهلية. فعرق الطفولة هو عرق البراءة، وهو مخصص للعب واللهو والدرس ولا يجوز صرفه في أي مجال آخر. أثني على جهودكم جميعا، سياسيين وفنانين ومؤسسات، ولا شك أن هذا المشروع سيكون نقطة انطلاق وخطوة أساسية في رحلة الألف ميل، وسيلتقي معكم على هذه الطريق الكثير من الإرادات الخيرة للوصول الى مجتمع يحرم استغلال الاطفال”.

وتوجه الى اطفال الجوقة، قائلا: “أما أنتم أيها الأطفال المبدعون، إرفعوا صوتكم بالغناء، اعزفوا وغنوا وارقصوا وعلوا الصوت ليصل الى كل العالم، وليخترق كل الآذان وكل القلوب، معلنا للجميع أن طفولتكم حق لكم ولا يحق لأحد، أيا يكن، وأيا تكن دوافعه وأسبابه، أن ينتزعها منكم”.

وفي الختام، اقيم حفل كوكتيل في المناسبة.

نبذة عن الجوقة
تدعو مبادرة “الموسيقى ضد عمل الأطفال” التي أطلقتها منظمة العمل الدولية في العام 2013، مع ابرز الموسيقيين في العالم، إلى تكريس حفلة موسيقية أو أغنية للنضال ضد عمل الأطفال.

وقد أطلق المكتب الإقليمي للدول العربية لمنظمة العمل الدولية في بيروت “الجوقة الوطنية ضد عمل الأطفال”، بالتعاون وبالشراكة مع وزارة العمل. وحظيت الجوقة بدعم قوي من السفارة النرويجية في بيروت، ومن وزارة الثقافة والمعهد الوطني العالي للموسيقى، والجامعة اللبنانية الدولية التي فتحت مسرحها أمام الجوقة لإجراء تمارينها، كما قدمت جمعية “بيوند” الدعم اللوجستي اللازم خلال التمارين في مناطق مختلفة من لبنان.

وتم اختيار أطفال الجوقة من “بيت الرجاء”، و”رابطة المرأة الفلسطينية”، ومراكز جمعية “بيوند” للأطفال العاملين. وتشمل الخطط إشراك أطفال من مؤسسات أخرى في المستقبل.

في آب 2017، باشر المايسترو سليم سحاب المشهور عالميا، تجارب اداء لما يقارب 1200 طفل من مختلف أنحاء لبنان. وتم اختيار زهاء 150 طفلا للانضمام إلى الجوقة، في حين تم إشراك الآخرين في برامج أخرى من أجل رعاية حبهم للموسيقى، لتنطلق بعدها التمارين في مواقع مختلفة من لبنان. وهكذا، أصبح عمر الجوقة ستة أشهر تقريبا، لكن الأطفال الموهوبين الذين أدوا العرض اليوم، عملوا بجد وتقدموا بسرعة في رحلة حيث “الموسيقى ليست غاية في حد ذاتها”، كما شرح المايسترو سليم سحاب.

الهدف من الجوقة
يكمن الهدف الرئيسي من اطلاق الجوقة، توحيد جميع الأطفال العاملين والمعرضين لخطر الدخول إلى سوق العمل، تحت مظلة “الحملة ضد عمل الأطفال” التي تسعى الى حماية جميع الأطفال المعرضين للخطر والأطفال العاملين وأسرهم وأصحاب العمل وصناع السياسات والجمهور عموما.

أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية، إن لم يكن الأهم، فهو الأثر النفسي والاجتماعي للموسيقى على الأطفال المصابين بصدمات نفسية، بما في ذلك الأطفال الذين شاركوا في أسوأ أشكال عمل الأطفال في لبنان. وقد ساعدت الجوقة في رفع معنويات الأطفال، وعززت احترامهم لذاتهم، وحدت من المشاعر السلبية لدى بعضهم تجاه الأطفال من خلفيات أكثر امتيازا، حيث أن عدم الالتفات الى هذه المظالم، قد يؤدي إلى مزيد من الغضب والإحباط وردود الفعل العنيفة تجاه أنفسهم والمجتمع ككل.

وقد أثبتت البحوث والخبرات أن التعليم الموسيقي يمكن الأطفال ويبني مهاراتهم ويلهمهم ويشجعهم على الذهاب إلى المدرسة والبقاء فيها، بغض النظر عن اعمارهم ومستوى تعليمهم وقدرتهم الموسيقية، وسواء كانوا في فرقة أو أوركسترا أو جوقة.