شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان “لبنان بلد تعددي وحياتنا الاجتماعية والسياسية والوطنية تقوم على احترام حرية المعتقد للآخر وحق الاختلاف والرأي والتعبير عنه بحرية والتعلق بكياننا الوطني”.
وأشار الى ان “لبنان وارمينيا بلدان شقيقان، لأن في اللبنانيين دم ارمني وفي الارمن اصبح هناك دم لبناني”.
بابلويان
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب الارميني آرا بابلويان، ان “لبنان دولة مثالية بتعددية الاديان والثقافات فيها، والتعايش السلمي بين مكونات شعبها”، منوها ب”جهود الرئيس عون لتعزيز التسامح وهذا التعايش”. كما نوه بابلويان ب”دور اللبنانيين من اصل ارمني بالمساهمة في ازدهار لبنان وحياته الاجتماعية”، مشددا على “اهمية تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين”.
كلام الرئيس عون ورئيس مجلس النواب الارميني جاء خلال المحادثات الموسعة التي عقداها في خلال زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق لمقر مجلس النواب الارميني في يريفان ظهر اليوم.
وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله والوفد المرافق، الرئيس آرا بابلويان، وتوجها الى القاعة الذهبية داخل المجلس للمصافحة والتقاط الصور التذكارية. وانضما بعدها الى الوفدين الرسميين للبلدين، حيث عقدت جلسة محادثات موسعة، حضرها عن الجانب اللبناني، وزراء، الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والسياحة اواديس كيدانيان، النائب أغوب بقرادونيان، سفيرة لبنان في ارمينيا مايا داغر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا.
وحضر عن الجانب الأرميني، نائب رئيس مجلس النواب ادوارد شارمازوناف، نائب وزير الخارجية ارمان بابكيان، سفير ارمينيا في لبنان صامويل ماكردجيان، رئيس لجنة الصداقة الارمنية-اللبنانية في مجلس النواب اغفان فاردنيان، والنواب: فاهيه انفاجيان، غاكيك مليكيان، ارسين بابيان وأربي اراكليان، إضافة الى رئيسة قسم العلاقات الخارجية اربي اراكليان.
زفي مستهل اللقاء، رحب الرئيس بابلويان بالرئيس عون والوفد المرافق، واصفا زيارته ب”المهمة بسبب الصداقة بين البلدين والشعبين اللبناني والأرميني”، معتبرا أن “العلاقات التي تربطهما هي أخوية”.
واعرب بابلويان عن فخره ب”اللبنانيين من اصل أرمني، الذين يساهمون في ازدهار لبنان”، وتقديره “لاحتضان لبنان لهم في الظروف الصعبة”.
واكد ان “لبنان دولة مثالية بتعددية الاديان والثقافات فيها، والتعايش السلمي بين مكونات شعبها”، منوها ب”جهود رئيس الجمهورية لتعزيز التسامح والتعايش السلمي”.
واشار الرئيس بابلويان الى ان “هذا اللقاء يجمع ممثلي جميع الاحزاب في البرلمان، الذين برغم تمايزهم السياسي، الا ان لديهم جميعا موقفا ايجابيا موحدا من لبنان”. وقال: “نريد ان نشكركم ونقدر تقديرا عاليا جهودكم لحماية الاستقرار والامن في بلدكم، بالرغم من الحروب المجاورة، وانتم منعتم تسرب العنف الى لبنان”.
ولفت الى ان “جمهورية ارمينيا لديها ايضا مساهمة متواضعة في حماية الاستقرار والامن في لبنان، من خلال المشاركة في قوات اليونيفيل”، معربا عن اسفه “للأحداث السيئة التي تدور في سوريا، ما ادى ايضا الى نزوح عدد من السوريين الى ارمينيا ليس فقط من الارمن”.
أما بالنسبة الى العلاقات اللبنانية – الارمنية، فأكد بابلويان انه “من المهم جدا التعاون البرلماني بين البلدين. وقد تشكلت لجنة للصداقة اللبنانية الارمنية داخل البرلمان”، مشيرا الى ان “فتح خط جوي مباشر بين لبنان وارمينيا رفع بنسبة 80 % عدد اللبنانيين الذين يزورون ارمينيا”.
عون
ورد الرئيس عون، معربا عن سروره “لزيارة ارمينيا والتعرف على المسؤولين فيها عن قرب”، وقال: “نتمنى لكم دوام النجاح والتقدم، ونستطيع ان نقول اننا اشقاء، لأن في اللبنانيين دم ارمني وفي الارمن اصبح هناك دم لبناني. صحيح اننا متعددون في شعبنا، ولدينا تعدد مذهبي اسلامي ومسيحي، ولكن المسلمين بجميع مذاهبهم والمسيحيين بجميع مذاهبهم ايضا متعايشون بسلام، وحياتنا الاجتماعية والسياسية والوطنية تقوم على احترام حرية المعتقد للآخر وحق الاختلاف والرأي والتعبير عنه بحرية، والتعلق بكياننا الوطني. وقد اعتدنا عبر هذه المبادىء على العيش بهدوء والتفاهم”.
اضاف: “نظامنا في لبنان ديموقراطي برلماني، قائم على المشاركة في الحكم. وبالرغم مما احاط بنا من حروب اغرقت البلاد المجاورة بالدم والنار، بقينا بمنأى عنها، وهذا لم يمنع الارهابيين من محاولة الدخول الى بلدنا ولكننا قضينا عليهم وحققنا الاستقرار والامن في لبنان، بالرغم من وجود خلايا نائمة كما في كل البلدان”.
المشنوق
وتحدث خلال اللقاء الوزير المشنوق، فقال: “إن لبنانية الطائفة الارمنية هي امر نفتخر به في لبنان، فهم ليسوا فقط رجال اعمال وصناعيين ومواطنين صالحين، بل اكثر من ذلك. طوال تاريخهم كانوا جزءا داعما للدولة اللبنانية في اصعب الاوقات، وهم قيمة مضافة بين اللبنانيين بسبب استقامتهم وصدقهم”.
بقرادونيان
بدوره، اشار النائب بقرادونيان الى أنه “سيتم في المجلس النيابي المقبل، تشكيل لجنة جديدة لتنشيط العلاقات بين مجلسي النواب في البلدين”، مشيرا الى ان “الوزير السابق الياس بو صعب حين كان وزيرا للتربية والتعليم العالي، اصدر قرارا بإقفال جميع المدارس في يوم ذكرى الابادة الارمنية”.
فأوضح الوزير بو صعب ان ذلك “جاء بتوجيهات من رئيس الجمهورية”.
الحاج حسن
ولفت الوزير الحاج حسن الى ما تم التطرق اليه في المحادثات مع الرئيس الارميني حول “تطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا”. وقال: “نتمنى ان تشهد العلاقات اللبنانية – الارمينية تطورات ايجابية اكثر في كل المجالات، ونسجل للبنانيين من اصل ارمني مساهمات كبرى عبر تاريخ لبنان في الاقتصاد والسياسة”.
كيدانيان
وأكد الوزير كيدانيان ان “العلاقات بين الشعوب تتطور من خلال السياحة، وكوني وزيرا للسياحة من اصول ارمنية، اؤكد ان العلاقات السياحية بين بلدينا ستتطور”.
كما تحدث عدد من اعضاء الوفد الرسمي الارميني، مؤكدين “عمق الصداقة اللبنانية – الارمنية، ودور لبنان المهم بالنسبة للشعب الارميني روحيا وثقافيا وسياسيا، وعلى اهمية تطوير العلاقات بين البلدين في كل المجالات”، منوهين ب”أهمية مساهمة اللبنانيين من اصل ارمني بازدهار لبنان وحياته الاجتماعية”.
السجل الذهبي
وفي ختام جلسة المحادثات الموسعة، دون الرئيس عون الكلمة التالية في السجل الذهبي للمجلس: “احيي الروح الديموقراطية التي تنبض في هذا الصرح الذي يحفظ قيم الحرية، ويسهر على حقوق الشعب الأرميني. كان لي شرف زيارته اليوم، وشعرت بأن هذه المؤسسة التي تمثل مكونات هذا البلد العريق والصديق، قادرة على صياغة مستقبل مزدهر وواعد، مع الحفاظ على إرث دولة ارمينيا وحضارتها.
أتوجَّه بشكري الى رئيس مجلس النواب السيد آرا بابلويان على حفاوة الاستقبال، واتمنى للشعب الارميني الصديق كل الخير والتوفيق”.
ثم ودَّع رئيس الجمهورية مضيفه، وغادر مع الوفد المرافق للمشاركة في غداء عمل مع رئيس مجلس الوزراء الأرميني.