خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ثلاثة مواقف دفعت السفارة السويسرية في بيروت الى المسارعة في تأجيل “العشاء الملتبس” في دارة السفيرة، تحت عنوان الحوار من أجل حلّ الخلافات والتخفيف من النزاعات:
-حركة السفير السعودي وليد البخاري باتجاه بعبدا وعين التينة، وما رافق ذلك من تسريبات حول نقل “رسائل شديدة اللهجة” لمن يعنيهم الأمر، بأنّ المساس باتفاق الطائف هو “خطّ أحمر” سعودي، وفق ما جاء في مغزى التغريدة البخارية!
-إعلان القوات اللبنانية (وهي طرف أساسي في الحوار المفترض) بعدم مشاركة ممثّلها النائب ملحم رياشي في العشاء، لما رافق الدعوة من إلتباسات وتأويلات!
-الإحتجاج السنّي العالي النبرة حول حصر تمثيل الطائفة بالنائب التغييري ابراهيم منيمنة، وهو من النواب القلائل الذين لم يلبّوا دعوة المفتي عبد اللطيف دريان الى إجتماع النواب السنّة في دار الفتوى في بيروت منذ حوالي الأسبوعين.وقد ترافق ذلك مع الموقف الصريح للنائب وضّاح الصادق، والذي أكّد فيه التشبّث بكامل بنود الطائف، ملمّحاً الى اتساع الفجوة بين مواقف النواب التغييريين.
وهنا لا بدّ من بعض التساؤلات حول مضمون العشاء السويسري وأهدافه وحول توقيته وأسماء بعض المدعوين:
-هل هي مجرّد صدفة أن توجّه الدعوة مباشرة بعد إتفاق الترسيم، وبعد الإنتخاب المفاجئ لرئيس جمهورية جديد في العراق، إضافة الى تكليف رئيس للحكومة، بما يعني كل ذلك من تقاطع مصالح أميركي – إيراني واضح؟
-هل دعوة النائب منيمنة كممثل عن السنّة، كما يُفهم من لائحة الأسماء المسرّبة، هي “خطأ مقصود”؟وإذا كان منيمنة ليس ممثّلاً عن السنّة، فأين ممثّلهم في العشاء، ولماذا لم يُدع نائب تغييري من طائفة أخرى؟
-هل العشاء هو “جسّ نبض” أوروبي – أميركي لإمكانية إجراء تعديلات جوهرية في مناصفة إتفاق الطائف باتجاه المثالثة مثلاً، وهو ما استدعى شبه انتفاضة سعودية رافضة، إضافة الى ما ذكره النائب الصادق عن التمسّك بالطائف كما هو؟
-هل تجاهل الطائفة السنية (رغم حديث السفيرة السويسرية عن دعوة شخصيات سنّية من خارج الأسماء المسرّبة) يحمل “رسالة أميركية” الى المملكة، في سياق الصراع المفتوح حول النفط ربطاً بالحرب الروسية – الأوكرانية، واصطفاف الرياض الأخير الى جانب موسكو في قرار أوبيك بتخفيض ضخ كمية النفط العالمي، على أبواب صقيع الشتاء الأوروبي؟
“الإنتفاضة” السعودية، إذا صحّ التعبير، تشير الى أنّ العشاء السويسري كان “خطيراً” (رسالة أو جسّ نبض..) وليس مجرّد عصر أفكار بين سفيرة محايدة ومجموعة من الأصدقاء!