خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لا شكّ أنّ حادثة توقيف النائب السابق عثمان علم الدين، بعد أقلّ من 24 ساعة على إطلاقه الرصاص إبتهاجاً بزفاف مرافقه، ومن قبل مجموعة عسكرية قدمت خصّيصاً من وزارة الدفاع، إنّما هي “عمليّة سياسية” صافية، وليست مجرّد إجراء أمني له علاقة بمكافحة عادة إطلاق الرصاص في المناسبات، وهي عادة سيئة وقاتلة وتحتاج الى معالجة طويلة وجذريّة!
أن تدخل مجموعة أمنيّة الى دارة النائب السابق في عمق المنية، وفي وضح النهار، وتقتاده الى وزارة الدفاع للتحقيق والتوقيف، أمر ليس بالعادي ولا بالسهل، وهو يسجّل في خانة الخسارة، لمساسه ب “هيبة” الزعامات التقليدية العائلية في المنية، كما يدلّ على قوّة وتأثير “المحرّض السياسي” (قد يكون حزب الله كما تقول أوساط علم الدين، وقد يكون إحدى الجهّات التي تضرّرت من إصطفافه السياسي في الانتخابات النيابية الأخيرة، وهي تتراوح بين أحد رموز تيّار المستقبل وبين التيّار الوطني الحر..وفي كلّ الأحوال، إنّ ما حدث قد سجّل “خسارة ما” في مسيرة إبن العائلة التي اتسمت بالسطوة والشجاعة، والكلّ يذكر حادثة التصدّي لوفد من حزب الله أراد الدخول الى منطقة المنية في عزّ الصراع ما بين 8 و14 آذار، فمنعه رجال العائلة ونساؤها من ذلك..
ولكنّ سلبيّة ما جرى، لا توازي بتاتاً “الأرباح” التي قد جناها النائب السابق الشاب من مجريات الحادثة، خاصة وأنّه عاد الى دارته محمولاً على الأكتاف بعد أقلّ من 24 ساعة من توقيفه!
فهو قد حصل على دعم علني من معظم زعامات وفعاليات المنية (النائب أحمد الخير والنائب السابق كاظم الخير وباقي القيادات المحلية..).كما حصل على تعاطف شعبي واسع تحت عنوان “كرامة المنية” ومحاولة القفز فوق حائطها الذي طالما بقي مرتفعاً..والأهم من كلّ ذلك، أنّه اعاد كسب العائلة (وهي متعدّدة الفروع والتوجّهات) تحت سقف دارة المؤسّس النائب الراحل محمد مصطفى علم الدين.
أمّا في السياسة، فقد جاء ردّ النائب عثمان حازماً ولافتاً:الشكر والتحيّة لسمير جعجع.وفي ذلك “ردّ سياسي” مباشر على “العمل السياسي” غير المباشر عبر المؤسسة الأمنية، من خلال التأكيد على إستمرار التماسك مع تحالفه الإنتخابي (القوّات اللبنانية واللواء أشرف ريفي) والذي أثمر، أنذاك، فوز اللائحة بثلاثة مقاعد نيابية، من بينها فوز مرشح القوات النائب إيلي خوري.
ربّما خسر “عثمان” بعض الهيبة، إلّا أنّه غرف الكثير من الإحتضان الشعبي – العائلي..كما كرّس نفسه لاعباً مؤثّراً في الخطّ السياسي المعارض!