عبث السياسة اللبنانية إلى أين؟

خالد أبو شام _ Lebanon On Time

لم تزل المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان تتناطح فيما بينها على كافة الملفات والاستحقاقات العالقة، والتي أبرزها ملف انتخاب رئيس للجمهورية الذي عُقِدَ من أجله عشرات الجلسات الهزلية في مجلس النواب والتي كانت عبارة عن مسرحيات يسجل فيها كل فريق النقاط على الآخر، فيما يعيش البلد أزمةً خانقة تُلقي بثقلِها على الحياة الاجتماعية لدى اللبنانيين الذين لم يعد بمقدورهم شراء الخبز والطعام بعد انهيار العملة الوطنية أمام الدولار، وتدهور القدرة الشرائية لكل شرائح المجتمع اللبناني في ظلّ فراغ رئاسي وشلل حكومي واهتراء الدولة ومؤسساتها بكل ما تعني الكلمة من معنى.
إن أبسط ما يريده اللبنانيون من هذه الطبقة السياسية أن (تحس على دمها بقا) وتأخذ قرارات أيًا كانت لمعالجة الوضع في البلد ككل، لا أن تقوم فقط بتسجيل المواقف واستعراض العضلات وإلقاء التهم دون جدوى، إن من واجب هذه الأحزاب السياسية المنتخبة أصلا لتسيير شؤون المواطنين أن تجتمع وتأخذ قرارًا عاجلًا في كل القضايا والملفات المعرقَلَة، لأن وضع البلد لم يعد يسمح أي مماطلة، إذ إن الكيان اللبناني برمته مهدد بالزوال إذا لم تصحُ هذه الأحزاب اليوم قبل غد، وأن تضع كل خلافاتها ومصالحها ووجهات نظرها جنبًا، وتأخد بعين الاعتبار هدفَا واحدًا هو إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وإحياء الدولة الميتة وإنعاش مؤسساتها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.