خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
في السبعينات، حين كانت هناك صالات سينما بالعشرات في مدينة طرابلس، كان التدخين ممنوعاً داخل هذه الصالات، حيث تدور دوريات من قوى الأمن وتنظّم محاضر بحقّ المخالفين..حينها كنّا نصرخ بأعلى الصوت، داخل الصالة، “عباية..عباية” لتنبيه المدخّنين الى “كبسة” الدورية، فيسارعون الى إطفاء سجائرهم قبل ضبطهم بالجرم المشهود..
كان لكلمة “عباية” فائدة، ولو للتهرّب من مخالفة القوانين.أمّا اليوم، فقد صارت العباية – كما في حالة العباية التي ألبست لوزير الاقتصاد أمين سلام في زيارته الى عكار – نوعاً من التكريم لمن لا يستحقّ، وفي ذلك أقصى ظواهر التزلّف، خاصة وأنّ الوزير المدثّر بالعباية يتحمّل مسؤولية لقمة العيش، من رغيف الخبز الى غياب الرقابة عن أسعار المواد الغذائية التي ترتفع مع صعود الدولار، ولا تشهد تراجعاً عند هبوطه!
“أمين سلام”، الذي قدّم بحقّه النائب وائل أبو فاعور مضبطة إتهام تطال فساداً وسمسرات تخصّ أساساً شقيقه “كريم سلام”، لا يستحقّ “عباية تكريم” خاصة في عكار الفقر والحرمان، وإنّما كان يستحقّ مواجهة بأداء وزارته وتقصيرها الفاضح في موضوع الطحين والرغيف والمواد الغذائية، وفي قضية تجاهله المتعمّد لرفض أصحاب المولدات الالتزام بتركيب عدّادات تحدّ من أعلى تسعيرة كهربائية في لبنان.
أمين سلام، نقول لك “عباية..عباية”، ولكن دون تكريم ولا تقدير! انا