اتسعت رقعة الاحتجاجات في إيران، يوم الخميس، لتصل إلى العاصمة طهران، وسط استياء عارم من تردي الوضع الاقتصادي في البلاد، وانشغال نظام الملالي بإثارة القلاقل بالخارج، بدلا من معالجة الأزمة المستفحلة داخليا.
ولم يغير النظام الإيراني نهج تعامله مع المتظاهرين، إذ لجأ مجددا إلى اعتقال عدد من المحتجين، فضلا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق الغاضبين، وفق ما نقل موقع “فوكس نيوز” الإخباري الأميركي.
ونقل الموقع الأميركي عن متحدث في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الموجود في المنفى، بأن السلطات تعاملت بصورة عنيفة مع المحتجين الذين رددوا شعاراتهم بسلمية حتى يوصلوا صورة عن الوضع الصعب الذي يعيشونه.
الهروب من الأزمات الداخلية
وأشار “فوكس نيوز” إلى تغريدة لأحد النشطاء قال فيها “لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران”، معربا عن استيائه من انصراف بلاده إلى أزمات الخارج عوضا عن الاهتمام بالشباب العاطل عن العمل والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى التي تعصف بالبلاد.
ويرى الباحث المختص في الشؤون الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بنهام بن تاليبو، أن الشعارات التي رفعها محتجو إيران خلال الفترة الأخيرة لها دلالة كبيرة، وأكدت إدراك الناس لما تسبب به نظام البلاد.
وأضاف أن المحتجين في منطقة نجف آباد بأصفهان وهي معقل تاريخي للنظام، رددوا شعارات تدين الزج بالشباب في الحرب السورية، وهو ما يعني أن الشعب بدأ يتذمر من استنزاف موارد البلاد لأجل إرضاء طموحه الإيديولوجي في الخارج.
وتحاول طهران الالتفاف على غضب الشارع الإيراني، إذ تصور الاحتجاجات الشعبية على أنها مؤامرات “خارجية” تهدف إلى النيل منها، دون أن تنكب على صلب الأزمة وتجد حلا لها.
وأكد السيناتور الجمهوري تيد كروز، وهو سياسي أميركي جمهوري معروف بتأييده للتغيير في إيران، أن على الولايات المتحدة أن تقوم بكل شيء ممكن لأجل دعم المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشارع منذ أشهر حتى يثوروا ضد نظام الملالي.
وبيّن متحدث باسم كروز، أن النظام الإيراني استغل الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لأجل الحصول على أموال ثم صرفها في دعم الإرهاب عوضا عن الاهتمام بالمواطنين.
من ناحيتها، ثمنّت مريم رجوي، رئيسة المعارضة الإيرانية المقيمة في المنفى، احتجاجات الإيرانيين ضد “إجرام الحرس الثوري” وقالت في تغريدة على حسابها في تويتر: “المدن العاصية تلتحق بعضها بعضا واحدة تلو الأخرى. ويعلو صوت الشعب المتعطش بالحرية ويتسع نطاق الانتفاضة كل لحظة. لا قوة أقوى من الشباب المتضامن والمتحد معا”.
من جانبه قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: “إننا نؤكد، على غرار ما نفعل في كافة الاحتجاجات، ضرورة احترام قوات الأمن لحرية التعبير والتجمع السلمي”.
ورفض التأكيد فيما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة قد تواصل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني للحديث عن موجة الاحتجاجات الجديدة وتعامل السلطات بفظاظة كبيرة مع حشود الغاضبين.