خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لا شهر آب انتهى، ولا عدد الضحايا (14) يشمل كلّ لبنان، بل هو حصراً على طرقات الشمال الحزينة.فموت الشباب والشابات، وحتّى الأطفال كما في حادثة الأمس (5 قتلى بينهم 3 أطفال)، لم يعد قدراً يأتينا على غفلة من الزمن، بل بات من يوميّاتنا، ننام على حادث دامٍ، لنستفيق على خبر مفجع، كما في حال شابيّ أبي سمراء عبد العزيز ضنّاوي وكريم فاكهاني اللذين قضا عند كوع البالما/المصيدة للعشرات من الضحايا، والمصيدة لكلّ من أغرته السرعة، واهماً بأنّ الحوادث القاتلة لا تحصل إلّا للآخرين..أو حال عنصر الدفاع المدني بسّام عدره من إجدعبرين الكورة، مع الشابّة زينة الخوري اللذين قضيا في حادث على طريق أنفه.
لا يقتصر مسلسل الموت على الطرقات، وحتى العشرين من شهر آب الجاري، على الضحايا التسعة، بل بلغ العدد رقماً قياسيّاً وغير مسبوق (14 ضحيّة) حيث سقط صدماً كلّ من بائع القهوة ابراهيم الشيخ على أوتوستراد الميناء، وأحد المواطنين السوريين على طريق كفرزينا – زغرتا..وفي حادثي تصادم بين باص وسيارة، قضى المعاون أوّل في الجيش راشد خالد اليوسف على أوتوستراد منجز – العبّودية، كما قضى إبن جبل محسن محسن علي اسكندر على طريق كفرعبيدا – البترون. وفي انقلاب جرّار زراعي في عدبل – عكّار قتل السائق محمود خولا..
رقم الضحايا يتّسع، في مقابل لا مبالاة رسميّة، كأنّ أجهزة الدولة غير معنيّة بمقاربة أسباب وظروف كلّ هذا الموت المجّاني.لا شكّ أنّ للسرعة الزائدة دوراً في معظم هذه الحوادث القاتلة، ولكنّ في هذه المعضلة مسؤوليّة مشتركة:مسؤوليّة السائقين من جهّة، ومسؤوليّة السلطات المعنيّة من جهّة أخرى.
فعلى حواجز قوى الأن أن تقوم بالحدّ الأدنى من واجباتها في ضبط السرعة وفي الكشف على السائقين (نسبة تناول الكحول) من خلال الحواجز المتنقّلة، وخاصة في ساعات الصباح عند عودة الساهرين، ربطاً بالنشاط السياحي الملحوظ في البلد..كما على وزارة الأشغال أن توفّر الحدّ الأدنى من تسكير الحفر التي قد تتسبّب بالكثير من الحوادث، إضافة الى إضاءة الأوتوسترادات بالتنسيق مع الجمعيّات والأفراد الذين يساهمون في عملية الإنارة بالطاقة الشمسيّة.
الموت على الطرقات لا يقلّ خطراً عن الموت في حوادث الأمن والقتل، ما يستدعي بذل الجهود لحماية الشباب من طيشهم..ومن سوء إدارة وإنارة الطرقات!