Lebanon on time جريدة الكترونية مستقلة
عاشت طرابلس يوما انتخابيا وصف بالبطيء نسبيا نظرا لغياب الإقبال الكثيف على صناديق الإقتراع. إذ وبحسب وزارة الداخلية، وصلت نسبة الإقتراع حتى الساعة إلى 11%.
إضافة إلى الإقبال الخفيف، استغلّ بعض الطرابلسيين الفرصة لإطلاق صرخة “من القلب” تعبّر عن وضعهم المعيشي الصعب بسبب الحالة الإقتصادية الصعبة، وهذا ما دفعهم إلى عدم الإدلاء بصوتهم في صناديق الإقتراع.
وقد شهد هذا النهار، هدوء نسبيا خرقه قبل نصف ساعة من إقفال صناديق الإقتراع، عملية شغب بسيطة اقتصرت على نزع صور المرشح يحيى مولود.
هذا وقد واكبت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، الانتخابات الفرعية في طرابلس، وأملت في ان “تجري العملية الانتخابية بسلاسة ومن دون شوائب”، وتمنت “اعلان النتائج في اسرع وقت بعيد منتصف الليل”. ودعت المواطنين الى “ممارسة حقهم الديموقراطي”.
كما عقدت مؤتمرا صحافيا في سراي طرابلس، شددت على ان “الاقتراع هو استحقاق مهم لها ولوزارة الداخلية ولبنان”، لافتة الى ان الوزارة قامت بعمليات تحضيرية واخذت رأي هيئة الاستشارات ومددت ولاية هيئة الاشراف على الانتخابات، واعطت التعليمات والاجراءات لكي يكون كل شيء بحسب المراسيم والقوانين.
ودعت الحسن الى “ممارسة الحق الانتخابي”، وقالت: “يمكننا تقديم ورقة بيضاء. انا اتكلم كوزيرة داخلية وليس كشخص تابع لاي حزب، واني مقتنعة انه على كل شخص المشاركة بالانتخابات”.
وأوضحت أن “نسبة الاقتراع لن تكون كما السنوات السابقة، فلا معركة تنافسية، وهي انتخابات فرعية. ولا اعتبر ان الانتخابات فشلت اذا كان عدد المقترعين قليلا”.
كما زارت مركز هيئة الاشراف على الانتخابات في مبنى اريسكو بالاس، وعقدت اجتماعا مطولا مع رئيس واعضاء الهيئة، واطلعت منهم على حسن سير العملية الانتخابية.
وتحدث في الاجتماع رئيس الهيئة القاضي نديم عبدالملك، مرحبا بالحسن، وقال: “نواكب أمس واليوم واياكم الانتخابات النيابية من ضمن نطاق التنسيق والتعاون بين وزارة الداخلية والبلديات وهيئة الاشراف على الانتخابات، وكما شاهدت يوجد لدينا مكتب ولو كان متواضعا، لكنه قام بعمله في هذه الانتخابات الفرعية. كنا على اتصال دائم مع أشخاص في وسائل الاعلام يخالفون الصمت الانتخابي الذي خالفه الجميع، ذلك أن ليس بيد الهيئة الوسائل التنفيذية لردع بصورة مباشرة على الارض مثل هذه التجاوزات، وبمطلق الاحوال نحن نواكب هذا اليوم الطويل حتى انتهاء عملية الاقتراع”.
بدورها قالت الحسن: “اشكر لكم حسن الاستقبال، ورأيي بالهيئة كما عهدتموه وهو أن الانتخابات لا تكتمل بشفافيتها من دون اشراف الهيئة. نأمل بألا نرى شوائب وينتهي هذا اليوم الانتخابي ويربح الأوفر حظا، أشكر لكم مواكبتكم”.
وقد أعلنت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات – “لادي”، أن المراقبين أحصوا وضع العملية الانتخابية ووثقوا عددا من المخالفات، وتحدثت الجمعية عن “تجاوب غرفة العمليات المرتبطة بوزارة الداخلية مع طلبات واتصالات الجمعية”.
ونوهت بـ”موقف رئيس هيئة الاشراف أمس والذي تدخل مباشرة لفرض احترام فترة الصمت”، وذكرت وسائل الاعلام والمرشحين كافة بـ”ضرورة احترام فترة الصمت لانها الفترة المطلوبة لكي يتمكن الناخبات والناخبون من تحديد خياراتهم الانتخابية بعيدا من ضغوط الحملات الانتخابية والإعلامية”.
إلى ذلك، أعلن المكتب الاعلامي في وزارة العدل أنّ لجنتي قيد عليا تتألفان من اربعة قضاة وثماني لجان قيد ابتدائية مؤلفة من ثمانية قضاة ستشارك في عمليات الفرز واعلان النتائج.
وتضم هذه اللجان 12 موظفا اداريا و8 رؤساء مجالس بلدية واعضاء من المجالس البلدية المعنية. وسيشارك في عمليات الفرز 41 موظفا اداريا تابعا لوزارة العدل تحت اشراف رؤساء لجان القيد.
أما مراكز الإقتراع، فقد شهدت على تصاريح السياسيين المرشحين والداعمين لهم.
إذ اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي ان “الاقتراع اليوم واجب إلزامي في هذه المرحلة”، مشيرا إلى أنّه “عندما حصل استهداف لموقع رئاسة الحكومة شمرنا عن سواعدنا”. وقال: “منقوى برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وبيقوى فينا، ولا يوجد تكليف شرعي ولا أموال كي نستقطب الناس إلى صناديق الإقتراع وزيارة الحريري إلى طرابلس كانت إيجابية جدا”.
بدوره، قال المرشح للانتخابات الفرعية عن المقعد السني في طرابلس الاعلامي عمر خالد السيد، خلال الإدلاء بصوته إنّه “طالما هناك أمل فنحن مستمرون وسنكمل للأخر، ونحن نتكل على شعب حر وشارع شعبي لا يهتم لا للسلطة ولا للمال، والناس تعلم كيف توصل صوتها”.
من جهته، توقّع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري أن تصل نسبة الإقتراع إلى 10 أو 12%. ودعا جميع الطرابلسيين للإدلاء بأصواتهم.
أمّا الرئيس نجيب ميقاتي، فوجّه رسالة لأبناء طرابلس خلال الإدلاء بصوته قال فيها: “اليوم كلنا متحدون، كفى الناس شرذمة، ومنذ ثلاثين عاما كانت المناكفات مستمرة. أما اليوم فإننا جميعا كنواب سنطالب السلطة بالقيام بدورها: سنطالب، سنحاسب، سنراقب، لنقول للسلطة: حان وقت طرابلس”.
وأدلى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار بصوته. وقال: “كعادتها طرابلس مدينة هادئة تتعامل مع الأحداث بهدوء بالغ وبروح ديموقراطية مع الإحترام لسائر الأطراف، اليوم هو يوم وطني والمدينة تعبر عن رايها وعن طموحاتها عبر إنتخابها لهذا المقعد السني في طرابلس”.
وأشار النائب نقولا نحاس بعد اقتراعه: “اي انتخابات إنما هي محطة أساسية على الناس أن تشارك فيها، فالحياة الديموقراطية لا تستقيم إلا بالمشاركة. نود أن نؤكد اليوم وحدة الكلمة، فبالاجماع والمشاركة السياسية يمكننا أن نفعل قدرات هذه المدينة ونوفر لها حاجاتها التي تنتظرها”.
كذلك، لفتت وزيرة الدولة لشؤون التمكين الإقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الفصدي الى أن “الإقبال على الإنتخابات الفرعية يكون عادةً أقلّ من الإنتخابات العادية”، مشدّدةً على أنّ “الإنتخابات فرصة للمواطن كي يعبّر عن رأيه ويقول من يريد أن يمثّله في المجلس النيابي، وعلى الجميع أن يعمل إلى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري للنهوض بطرابلس”.
هذا ودعت المرشحة ديما جمالي، خلال اليوم الإنتخابي، الناخبين الطرابلسيين للاقتراع لأنها فرصتهم للتعبير. وقالت جمالي لدى تفقدها احد مراكز الاقتراع: “لم اترك طرابلس قبل الانتخابات ولن اتركها بعد صدور النتائج”.
وأدلى النائب سمير الجسر بصوته، مؤكّدا أنّ “النتيجة اليوم محسومة لصالح مرشحتنا”.
وأكد المرشح للانتخابات الفرعية في طرابلس نزار زكا من سجنه في ايران للـLBCI، “ان لا احد يستحق ان يظلم كما ظلم”. وقال: “ليدعونا نعيش ويكفي انهم قسموا البلد”.
وتوجه لاهالي طرابلس، قائلا: “صوتوا للحق ولضميركم كي لا يحصل لاي شخص آخر كما حصل معي، صوتوا لكرامة الشمال وكرامة طرابلس”.
بدوره، أشار النائب مصباح الاحدب، المرشح على المقعد السني الشاغر في انتخابات طرابلس الفرعية، الى أن “التحفيز المالي غير موجود اليوم ولكن الرأي العام الطرابلسي سيصوت للادلاء برأيه”.
و اعتبر النائب السابق مصطفى علوش بعد ادلائه بصوته ان “الانتخابات النيابية تجري بروح ديمقراطية”، داعياً للاقتراع بكثافة لمرشحة تيار المستقبل الدكتورة ديما جمالي لترتفع نسبة الاقتراع التي يتوقع البعض بانها ستكون قليلة”.
من ناحية أخرى، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ الصباح سير العملية الانتخابية في طرابلس، وتلقى سلسلة تقارير من الاجهزة الامنية المعنية حول نسبة الاقبال على الاقتراع اضافة الى الاوضاع الامنية التي ترافق الانتخابات.
وشدد عون على ضرورة توفير الاجواء المناسبة لانجاز العملية الانتخابية بهدوء وتوفير كل التسهيلات امام المواطنين لممارسة حقهم الديموقراطي.
وانتهى اليوم الانتخابي عند الساعة السابعة مع اقفال صناديق الإقتراع على أن تبدأ عملية الفرز.
المصدر: الجمهورية