خاص Lebanon On Time – نادين سفرجلاني شاشو
من يقرأ التصريحات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2023 يتبادر الى ذهنه أن طبول الحرب تقرع في اوروبا.
القارة التي ما لبثت أن لملمت جراح الحرب العالمية الثانية والتي ما لبثت ان خرجت ضعيفة اقتصاديا بعد انتشار جائحة كورونا, والتي اليوم هي أضعف من ان تدخل في حرب اقليمية ضد الروس، إذ تأثير هكدا حرب سوف يكون محدودا على الولايات المتحدة التي تملك أسلحة متطورة أكثر من بقية حلفائها الاوروبيين.
وفي التفاصيل، قام الرئيس الامريكي بزيارة العاصمة الاوكرانية كييف عشية الذكرى الاولى للحرب الروسية – الاوكرانية، مما أعطى الاوكران دعما معنويا الى جانب كل الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة ، حيث أعلن الرئيس الامريكي عزم الولايات المتحدة تقديم حزمة مساعدات عسكرية اضافية بقيمة 500 مليون دولار. كما أكد بايدن في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الاوكراني أن روسيا سوف تدفع ثمن تصرفاتها، ووعد بحزمة عقوبات جديدة على روسيا، مؤكدا عدم قدرة الروس من تحقيق أي انتصار في أوكرانيا. متهما الروس بارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مستهجمين الأطفال الاوكران وسارقين بالتالي مستقبلهم.
واكد الرئيس الامريكي في معرض خطابه في بولندا، التي زارها عقب زيارته لاوكرانيا، ان حلف الناتو اليوم أكثر اتحادا مما كان عليه في الماضي, داعيا الحلفاء للتمسك بالقوة تجاه ما يحدث في أوكرانيا.
وفي مقابل كلمة بايدن، جاءت كلمة الرئيس الروسي امام الجمعية الفدرالية أعلن فيها تعليق مشاركة روسيا في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية “ستارت”، مؤكدا أن روسيا فعلت “كل ما بوسعها” لحل الصراع في اقليم دونباس الأوكراني بشكل سملي، متهما الغرب باطلاق عنان الحرب في اوكرانيا. وأردف قائلا ان روسيا تواجه خطرا وجوديا ومن المستحيل “هزيمة بلادنا في أرض المعركة”، مضيفا ” سنفعل كل شيء من اجل عودة السلام الى أراضينا”. متهما نظام كييف وأسياده الغربيين بالاستيلاء بالكامل على اقتصاد البلاد”، وتابع ” لقد دمروا الصناعة والاقتصاد الأوكرانيين و شهدنا تدهورا للحالة المادية لمعيشة الشعب في أوكرانيا”.
الى هذا اكد سكرتير مجلس الامن الروسي أن كلا من روسيا وبكين تؤيدان انشاء نظام عالمي أكثر عدلا. مشددا على أن المسار نحو الشراكة الاستراتيجية مع الصين أولاوية في سياسة روسيا الخارجية.
اصطحب الرد البوتيني على زيارة بايدن المنطقة كلام للخارجية للروسية قال فيه ان نهاية الرئيس الاوكراني قد تكون بالاغتيال على يد الامريكان مثل رئيس هايتي الأسبق، مؤكدا ان نفي الولايات المتحدة لتورطها في تفجير “نورد ستريم” كذبة كبيرة. الا انها اكدت احترامها مستويات الترسانة النووية وفقا لمعاهدة “نيو ستارت” التي عقدت عام 2010 رغم قرار التعليق.
وهذا في السياق، اعرب وزراء خارجية مجموعة السبع الاستمرار في تكبيد روسيا والداعمين لها المزيد من التكاليف الاقتصادية. في حين أفادت “وول ستريت جورنيل” عن زيارة قد يقوم بها الرئيس الصيني على موسكو خلال الأشهر المقبلة بهدف عقد قمة مع بوتين. في الوقت الذي نظرت الرئاسة الفرنسية القلقة من طلب بوتين الى جيشه بالاستعداد لإجراء تجارب نووية.
معطيات تنبئ بالقلق وتحبس الأنفاس خوفا من أخطاء سياسية واستراتيجية تؤدي الى حرب في اوروبا قد تتدحرج كرتها لتصبح حربا عالمية ثالثة.
إلا ان بالعودة الى العام 1962 والنظر الى الخلاف الكبير الذي حصل بين الرئيس الأمريكي انداك جون كندي ورئيس الاتحاد السوفيتي خوربتشوف ابان الحرب الباردة، الخلاف الذي وقع بين الطرفين على أثر نشر الاتحاد السوفيتي لرؤوس نووية في كوبا يعلم ان خلاف اليوم بشبه الى حد بعيد خلاف الأمس، فلعل اسطدام المصالح، يضاف اليها الخسارة المدوية التي مني بها يوتين في اوكرانيا حتى الأن، حيث ان بوتين كان يراهن على حرب سريعة وخاطفة على غرار ضمه جزيرة القرم في السابق، الا انه تفاجأ بردع أوكراني، وبضعف وتهالك الجنود الروس، فلجأ الى المرتزقة من الشيشان، وهاهو اليوم وبعد مرور عام على غزو اوكرانيا فقد الكثير من الاراضي التي قد احتلها بداية الحرب. ولعل التهديد المتصاعد ورفع السقف الى أقصى درجة قد يدفع الغرب والأمريكان تحديدا للتفاوض مع بوتين وانهاء الحرب الاوكرانية بما اكتسبه بوتين من اراض أوكرانية خاضعة لسيطرة روسيا، فكما حصل عام 1962 عندما توصل الطرفين المتنازعين الى اتفاق فسوف يكون هناك اتفاقا جديدا على حساب أوكرانيا تحت مظلة الأمن والسلام الاقليميين.