نكأت الأزمة بين دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون جراح الحرب الباردة مع روسيا لدى الأمريكيين. فيما يعيد سكان مدينة نيويورك اكتشاف الماضي الدفين بأقبية مساكنهم تحسبا لأي طارئ. ريبورتاج
في أحد شوارع مدينة مانهاتن الأمريكية، يصطف عدد من المارة في طوابير بالقرب من مكتب للبريد يقع بإحدى المباني القديمة. على حائط المبنى الذي شيد عام 1936، هناك لوحة معدنية، لم ينتبه إليها أحد قبل أسابيع، مكتوب عليها باللغة الإنكليزية “ملجأ نووي”.
اللوحة التي امتزج لونها بين الأصفر والرمادي لقدمها علقت إبان الحرب الباردة قبل ستين عاما… وظلت شاهدة على الحياة القديمة التي كانت في هذا المكان في يوم من الأيام، وتذكر اليوم بأن التهديد النووي ليس مجرد خيال من الماضي، في أوج التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
غرفة بدون نافذة وجدران سميكة
خلال الخمسينات، كانت هذه البناية واحدة من البنايات الكثيرة التي استولت عليها السلطات الأمريكية لتجعلها ملاجئ مؤقتة للسكان في وقت كانت تتخوف فيه من أي هجوم نووي للقوة السوفياتية. فالسلطات كانت تريد حماية الأمريكيين لبضعة أيام من أي إشعاعات قد تنبعث من قنبلة نووية بفضل الجدران السميكة لهذه البنايات التي تعود لفترة ما قبل الحرب.
لاحظت السلطات بأن العديد من الهياكل والبنايات يمكنها أن تكون “ملاجئ نووية” يقول جوفري شليغلميلش، مدير مساعد للمركز الوطني للتحضير للكوارث بجامعة كولومبيا الأمريكية. ويضيف المختص “الأمر يتطلب حجرة واسعة بدون نوافذ ومجهزة بمكيف للتهوية. حيث يمكننا تخزين كميات كافية من الماء والغذاء والأدوية”. ففي نيويورك وحدها، أحصى مهندسون في الجيش عام 1963، نحو 17 ألف مكانا موزعين عبر المدينة، يمكنها استيعاب أكثر من 11 مليون شخص في حال حدوث هجوم نووي، حسب مقال لنيوروك تايمز. وبالإضافة إلى هذه الأقبية والسراديب، أماكن أخرى صممت خصيصا لتكون ملاجىء يختبأ فيها في حالة خطر نووي، حتى أن إحداها (دمر بعد ذلك) بني في أحد أعمدة جسر بروكلين.
تحول الملجأ القديم في “لاور إيست سايد” اليوم إلى غرفة تخزين للبريد. ويبدو أن الموظفة لا تعرف ماضي المكان، بدليل أنها طلبت منا تكرار ما قلناه لها “ملجأ نووي”؟! وكأنها تسمع هذه الكلمات لأول مرة.
“نعرف ما يجب القيام به في حال اندلاع حريق ولكن ليس في حال وقوع كارثة نووية” يقول من جانبه ديلان الذي يعمل بالمكان منذ 28 عاما. ويضيف “على أي حال، لا يمكننا التحضير حقا لاحتمال وقوع هجوم مماثل”، “رغم أنه في ظل كل ما يدور مع كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة، أفاد تقرير لخبراء أن الصواريخ الكورية الشمالية يمكنها بلوغ نيويورك وإصابتها”.
وكالات