ورد في صحيفة “الديار” أن أكثر من جهة سياسية مراقبة لمسار التطورات الاقليمية والدولية، تتخوّف من ان تنعكس المواقف الفلسطينية حول القضية الفلسطينية وخصوصا الوثيقة التي صدرت من حركة “حماس” على الداخل اللبناني من خلال حصول “كباش” اقليمي على الساحة اللبنانية، ما يذكر بما حدث في مراحل متفاوتة لدى توقيع الاتفاقات الفلسطينية – الاسرائيلية، او اعلان موقف ما من بعض الفصائل الفلسطينية، ما كان يترجم من خلال صراعات عربية – عربية واقليمية، اذ تكشف المصادر المذكورة عن سلسلة مواقف وتحركات ولقاءات خلال الايام القليلة المقبلة، منددة بموقف “حماس” والذي يتقارب ويتناغم مع موقف حركة “فتح” انما ثمة فصائل وتيارات متشددة ومتطرفة فلسطينية وسواها هي في صدد القيام بحراك على غرار التظاهرات واحداث بلبلة واضطرابات امنية داخل المخيمات وخارجها، ليس ربطا بموقف حركة “حماس” فحسب وانما على خلفية زيارة رئىس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى واشنطن ولقائه بالرئىس الاميركي دونالد ترامب، وهذه الامور سبق ان حصلت مرارا من مراحل “كامب دايفيد” الى “اوسلو” و”وادي عربة” وسواها من المحطات التفاوضية الفلسطينية – الاسرائيلية، والعربية – الاسرائيلية.
من هنا تبدي المصادر المعنية قلقها من ان تسفر التطورات السياسية من موقف “حماس” الذي فاجأ الكثيرين وخصوصا في ظل القطيعة مع ايران ومعسكرها السياسي والامني الى احداث امنية وربما تتطور الى نزاع عسكري، او انشقاقات وما شابه، كما كان يحدث مع حركة “فتح” التي خاضت صراعا في الثمانينات مع النظام السوري بعد “كامب دايفيد”، وحينذاك كان لبنان الحلقة الاضعف لتلقف تداعيات هذا الاتفاق.
وتضيف مؤكدة بان الوضع اللبناني الراهن مختلف عن المرحلة السابقة من خلال وحدة الجيش والمؤسسات السياسية والامنية بشكل عام، وانما المخاوف، وفق المصادر والاجواء المتوفرة، قد تأتي من المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيم عين الحلوة الذي يبقى منطلقا رئيسياً لكل التطورات التي تحدث في المنطقة وعلى الساحة الفلسطينية عموماً، نظراً لوجود التيارات المنشودة فيه، وخصوصاً انه حتى الآن لم تتم السيطرة على هذه البؤر في داخله، على رغم الجهود المضنية للسلطة الفلسطينية والتي تتعاون وتنسق مع الجيش اللبناني. لذا يبقى ان لبنان ارض خصبة لمثل هذه الاحداث والتطورات السياسية، باعتبار ان موقف “حماس” ولقاء عباس – ترامب ليس بالحدث العابر، اذ ووفق التقارير السياسية والديبلوماسية التي بحوذة المسؤولين اللبنانيين والقادة الامنيين لا تدعو الى الريبة، ولكن ثمة ضرورة الى تحصين الجبهة الداخلية تحسباً لاي انعكاسات للصراع السياسي – الاقليمي، باعتبار ان هناك معلومات ايضاً تؤشر الى ان لقاء رئيس السلطة الفلسطينية بالرئيس الاميركي ستتبعه خطوات اخرى قد تظهر معالمها خلال الجولة المرتقبة لترامب الى الشرق الاوسط، وتحديداً الى اسرائيل، اي اننا قد نكون امام اتفاق جديد، ومن الطبيعي ومن خلال التجارب الماضية ثمة فواتير ومشاريع سياسية يتم الاعداد لها، ولبنان ساحة رئيسية لتصفية الحسابات باعتبار ان موقف حركة “حماس” والمرحب به من حركة “فتح” اي السلطة الفلسطينية قد يؤسس الى تحالف تفرضه الضرورة الفلسطينية بعد خلافات وصدامات عسكرية بين الطرفين وتقابله في الوقت عينه تحالفات اخرى مناهضة من قبل ايران وحلفائها، وهذا ما يربك الدولة اللبنانية التي قد تواجه مستقبلاً تصفية حسابات جديدة على ارضها وتحولها مجدداً الى صندوق بريد لتبادل الرسائل الاقليمية.
(الديار)