هزت قصتها المؤثرة مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وخارجه، فأصبحت مثالاً للتضحية والكفاح والصبر. هي الأم التي تحمل ابنها المعاق يومياً ومنذ 5 سنوات على ظهرها إلى المدرسة، لمواصلة تعليمه وتحقيق حلمه وطموحه في أن يصبح شخصاً فاعلاً في المجتمع.
تدعى “ربيعة الرميلي” وهي من مدينة فاس المغربية. شاءت الأقدار أن يصاب ابنها “رضوان” بمرض التهاب السحايا وهو في التاسعة من عمره، فلم يجد الأطباء بعد مسيرة علاج من حل إلا بتر رجليه ويده اليمنى و3 أصابع من يده اليسرى، حتى لا ينتشر المرض في باقي أعضاء جسمه، ليفقد بذلك الطفل الصغير قدرته على التحرك والمشي بشكل منفرد، ويصبح عاجزاً عن الذهاب إلى مدرسته والانضمام إلى زملائه في القسم.
تتذكر والدته لحظات انضمام ابنها في سن مبكرة إلى فئة المعاقين بكل ألم، لكنها لم تبق مكتوفة الأيدي أمام واقع الإعاقة الصادم، بل قررت الصمود والتأقلم مع هذا الوضع الجديد. لم تفقد الأمل في تعليم ابنها وجعله كغيره من الأطفال الذين في سنه، فالتزمت بحمله يومياً على كتفيها إلى المدرسة، حتى لا يحرم من حقه في التعلم، وتمنحه التفاؤل بالحياة والمستقبل.
وفي حديث لـ”العربية.نت”، قالت: “لا ولن أتعب من حمل ابني على ظهري يومياً في رحلة لا تزال في بدايتها”، فأهم شيء بالنسبة إليها هو أن تحقق رغبة فلذة كبدها في إكمال دراسته وتحقيق طموحه في أن يصبح طبيباً ليعالج الأطفال المرضى حتى لا يتعرضون لإعاقة مثله، مضيفة: “أنا سأظل رجليه ويديه ما دام قلبي ينبض”.
ولا تخفي ربيعة الصعوبات التي تلاقيها في حياتها اليومية، بسبب الظروف الاجتماعية والمادية الصعبة التي تعيش فيها العائلة، كما أنها تعاني من مرض مزمن يفقدها أحياناً الوعي، إلا أنها تؤكد أن ذلك لن يمنعها من التضحية بكل شيء من أجل ابنها.