منذ عشرات السنين، عرفت مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية بأنها، مدينة اللصوص والجريمة المنظمة. أما “شيكاغو اليمن” في أيامنا هذه، فهو مصطلح أطلقه مؤخرا مثقفون يمنيون لتوصيف حالة الانفلات الأمني المريع الذي باتت تعيشه صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية ، والتي تشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة، وبروز ظاهرة اللصوص والسرقات بصورة مخيفة وغير مسبوقة.
فخلال الأيام القليلة الماضية تم رصد بلاغات بسرقة عشرات السيارات داخل العاصمة صنعاء من قبل عصابات مسلحة، يرتدي عناصرها ملابس عسكرية ويقومون بنصب نقاط تفتيش “وهمية” للإيقاع بضحاياهم.
نقاط تفتيش وهمية ومفاجئة
وأكد شهود عيان لـ”العربية.نت” أن تلك العصابات تقوم بنصب نقاط تفتيش مفاجئة في عدد من شوارع صنعاء وخصوصا في مناطق الأطراف، وتختار توقيتا متأخرا يكون في العادة بين الثانية عشرة ليلاً والرابعة فجراً، حيث المحلات مغلقة والناس نيام، ومن ثم يستوقفون بعض تلك السيارات بحجة أنها مشبوهة وعليها بلاغات أمنية، ويقوم مسلحون بالصعود إلى المركبة وإيهام السائق بالتوجه إلى قسم الشرطة، لكنهم في حقيقة الأمر يقتادونه إلى مكان مجهول ومن ثم يقومون بضربه وإجباره على النزول ويلوذون بالفرار ومعهم السيارة، دون رقيب أو حسيب.
عصابات لنهب المنازل
وفي سياق متصل، أفاد سكان محليون في صنعاء بظهور عصابات نهب للمنازل تتمثل في قيام أشخاص يرتدون لباسا يوحي أنهم موظفون تابعون للمؤسسة العامة للكهرباء أو المياه أو الهاتف الأرضي، بطلب الإذن لدخول المنازل لمعاينة وجود خلل ما استعدادا لإعادة الخدمة
وأضاف السكان المحليون أن هؤلاء الأشخاص يبدأون بالنزول عادة بين الثالثة والرابعة عصرا، ويستهدفون المنازل التي توحي بأن فيها مقتنيات ثمينة، وبعد أن يتمكنوا من الدخول إلى المنزل، يبدأون بتوجيه أوامر لسكان المنزل، يلي ذلك إغلاق الأبواب حيث يقوم بعضهم بإشهار السلاح في وجه أهل المنزل، فيما يقوم البعض الآخر بدخول الغرف ونهب المحتويات الثمينة، وقبل مغادرتهم يقيدون ويكممون أفواه سكان المنزل ويغادرون بصورة طبيعية دون أن يشعر أحد من الجيران بما حدث.
سرقة على متن الدراجات النارية
أما النوع الثالث من ظواهر السرقة تلك، فتتجسد في انتشار عمليات السرقة على متن الدراجات النارية، التي ينفذها لصوص محترفون يأخذون أي متعلقات في اليد خصوصاً الأموال والهواتف المحمولة وحقائب النساء اليدوية التي عادة ما تحوي نقودا ومجوهرات وهواتف محمولة.
ووفقا لشهود عيان فهناك أيضا عمليات سرقة يقوم بها لصوص من خلال استخدام مركبات نقل أجرة مثل التاكسي و”الميكروباص”، فتتوقف لراكب واحد يتم اصطياده، ومن ثم يتم إجلاسه في المقعد الأمامي بجانب أحدهم، في حين يطلب منه السائق تعديل وضعية المرآة أو مناولته أي شيء، ومن ثم يستغل اللصوص القاعدون في الكرسي الخلفي انشغاله في تلك اللحظات ليقوموا بسرقة ما بداخل جيوبه من نقود أو هواتف وغيرها.
يذكر أن أعمال القتال والسطو المسلح تزايدت في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، وسط تحذيرات من ارتفاع معدل الجريمة وانتشار عصابات السرقة المسلحة في ظل توقف الرواتب، وتفشي البطالة والفقر في أوساط الشباب
ومطلع الأسبوع الماضي كان الشاب عبدالغفور الجمال “٢٠” عاما، سائق دراجة نارية، ضحية جديدة للانفلات الأمني، حيث كان يمر في شارع الخمسين بالعاصمة صنعاء قبل أن تستوقفه مجموعة مسلحة وتطلق النار عليه لترديه قتيلا ومن ثم تقوم بسرقة دراجته النارية .
وبحسب المصادر فقد وقعت الحادثة على مقربة من نقاط تفتيش تابعة لميليشيا الحوثي دون أن تحرك ساكنا.
وكان تقرير حديث أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد قدّر عدد اليمنيين الذين يحتاجون إلى الحماية بنحو 11.4 مليون شخص ” 44 بالمائة من إجمالي عدد السكان ” .
(العربية.نت)