عداد العُقد السياسية بوجه تشكيل الحكومة الحريرية مستمر في العد، والجديد تلويح رئيس مجلس النواب نبيه بري بإعادة النظر في حجم التمثيل الشيعي وحلفائه وسط ابتعاد الرئيس المكلف سعد الحريري عن الصورة وتكليفه مستشاره وزير الثقافة غطاس خوري بمتابعة الاتصالات، ما يوحي بأننا مازلنا نتحرك في الوقت الضائع، وان هناك استحقاقات خارجية، واقليمية تحديدا، يجب ان تتبلور قبل ان يسمح لقطار الحكومة اللبنانية الجديدة بالاقلاع.
موعد افتراضي جديد ضُرب لتأليف الحكومة بعد عيد الاضحى، لكن هناك من ذهب في توقعاته الى ما قبل عيد الاستقلال في 22 نوفمبر المقبل على امل ان يشارك فيه الرئيس سعد الحريري كرئيس حكومة، لا كرئيس مكلف، او رئيس حكومة تصريف اعمال كما حصل في عيد الجيش.
ويعزز هذا الافتراض استمرار عداد العُقد السياسية في العمل وارتباط الرئيس ميشال عون بثلاث سفرات رسمية الى الخارج تبدأ في منتصف سبتمبر المقبل، حيث يزور الاتحاد الاوروبي في بروكسل وفي اواخره يتوجه الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى افتتاح دورة الامم المتحدة، وفي اكتوبر المقبل الى يريفان عاصمة ارمينيا حيث تعقد القمة الفرانكوفونية.
الاوساط الديبلوماسية في بيروت تتحدث عن جهود ديبلوماسية فرنسية في اكثر من اتجاه عربي ودولي، وان جزءا اساسيا من زيارة الحريري الى باريس كان لهذا الغرض، خصوصا ان زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى بيروت التي تأجلت غير مرة مرتبطة التوقيت بولادة الحكومة الجديدة.
لكن الرئيس الحريري سارع عبر مكتبه الاعلامي الى نفي خبر ورد في صحيفة «الجمهورية» يزعم انه طالب الرئيس ماكرون بالتدخل لتسهيل ولادة حكومته، وان الجانب الفرنسي نصحه بعدم انتظار الضوء الاميركي الاخضر والمبادرة سريعا الى تفعيل اقنية اتصاله بالجانب الروسي المؤثر.
وجاء في بيان الحريري ان زيارته الاخيرة الى الخارج كانت محض عائلية ولم تتخللها اتصالات او لقاءات في هذا الخارج، مؤكدا ان السعودية لا ولم تتدخل في تشكيل الحكومة، واكد في بيانه ان اقصى ما تعبر عنه السعودية هو ان تشكل الحكومة بأسرع وقت للمساهمة في دعم لبنان ودولته واقتصاده.
وبناء على التوصية الفرنسية المزعومة للحريري والتي نشرت في بيروت صباح امس، سارع السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي الى التقليل من اهمية المبادرة الروسية لاعادة اللاجئين السوريين من خلال التلميح الى ان لا داعي لوجود فريق ثالث في التنسيق مع لبنان بشأن العودة.
السفير علي كان يرد ايضا على رئيس الوزراء سعد الحريري الذي كان طلب من الوفد الروسي الفصل بين الضمانات الامنية الروسية وبين الدعوة الى التطبيع السياسي مع النظام السوري.
على المستوى الرئاسي، تركز الاهتمام امس على زيارة وزيرة دفاع ايطاليا اليزابيتا ترانتا، وقد ابلغ الرئيس ميشال عون الوزيرة الايطالية بان التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان والظروف غير المستقرة التي تحيط بالمنطقة تحتم تمديد ولاية القوات الدولية في الجنوب، واشاد بدور الكتيبة الايطالية في مناطق انتشارها.
الوزيرة ترانتا جددت التزام بلادها العمل ضمن القوات الدولية، لاسيما بعد تسلم ايطاليا قيادتها، مؤيدة التجديد للقوات الدولية.
ولاحقا، حضرت الوزيرة الايطالية حفل التسلم والتسليم بين قائد القوات الدولية الجنرال مايكل بري والقائد الجديد الجنرال مايكل دولكول.
في هذا الوقت، عادت الاوساط القريبة من بعبدا الى التلويح بتوجيه رسالة رئاسية الى مجلس النواب لاتخاذ موقف من العجز الظاهر عن تشكيل الحكومة، لكن هذه الاوساط اكدت انه مادام الرئيس عون لم يوجه مثل هذه الرسالة فذلك يعني ان فرصة التأليف مازالت متاحة، وان شعرة معاوية مازالت قائمة بين بعبدا وبيت الوسط، ولئن بدت غير مرئية للرأي العام، الذي يأخذ على مهندسي العمارة الحكومية الجديدة تغييبهم الحوافز الوطنية والمعادلات السيادية وحصر الاهتمام بالحصص الوزارية، والمصالح الشخصانية المغلفة بحقوق الطائفة او المذهب.
الى ذلك، انضم النائب ميشال معوض الى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بالمطالبة بحكومة اكثرية، معتبرا ان حكومة الوحدة الوطنية حكومة محاصصة لا تفي بالقدرة على اصلاح الوضع.
الرئيس نبيه بري ذهب في هذا الاتجاه ايضا، لافتا الى ان الحجم النيابي للثنائي الشيعي يستحق اكثر من 6 نواب.
(الأنباء الكويتية)