جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / شرفة روميو وجولييت الحقيقية
5821105f5e150_462259

شرفة روميو وجولييت الحقيقية

«خارج أسوار فيرونا، لا يوجد عالم، لا يوجد سوى المطهر والألم والجحيم. أن تكون منفياً عن فيرونا، يعني أنك منفي عن العالم، والمنفى عنها يعني الموت».

هكذا رثى روميو حبّه عندما لجأ إلى أحد الأديرة خارج فيرونا هربًا من انتقام عائلة حبيبته جولييت.

هذه عبارات ربما افتراضية نسجها خيال وليم شيكسبير بين سطور روايته «روميو وجولييت» لنعيش أساطير الحب بكل تفاصيلها في مدينة واقعية في شمال إيطاليا تغرف روايات الحب من نهر أديج الذي تستلقي على إحدى ضفتيه، وتستلهم الكلمات من نسائم جبال الألب التي تعيش بين أحضانها. إنها فيرونا مدينة الحب الملحمي.

وفيرونا مدينة روميو وجولييت ليست مجرد أرض تراجيديا ابتدعها شيكسبير بل هي المسرح الحقيقي الذي لعبت فيه عائلتا مونتيتشي و كابوليتي، عائلتا روميو وجولييت، أدوار البطولة منذ القرن الثالث عشر.

في فيا كابيلو 23 يقع منزل جولييت الوصول إليه يكون عبر أزقة ضيّقة مرصوفة بالحجارة، تتجاور فيها بيوت متلاصقة تزيّنها الزهور المتدلية من أصص مزخرفة.

تشعرك هذه الأحياء الضيّقة أحيانًا والمنفرجة أحيانًا أخرى، بأنك وسط مسرح واقعي لا كواليس فيه سوى التاريخ، فهذه الأزقة وبيوتها كانت الشاهد الحي على معارك عائلتي مونتييتشي و كابوليتي اللتين تناولهما الشاعر الإيطالي دانتي أغيلياري، في مؤلفه «فولغاري اليكوانتيا»، حين عاش في فيرونا بين عامي 1304 و 1306.

عندما تصل إلى القصر الذي عاشت فيه جولييت الواقعية، سوف تلوح لك شرفتها الشاهدة على لقاءاتها بروميو الليلية.

إذ يضج القصر يوميًا بزوّار جاؤوا من كل أرجاء المعمورة بدافع الفضول. فهم يتوقون إلى معرفة خفايا الرواية. إنها الغريزة الإنسانية التي لا جنسية لها ولا لون ولا لغة.