خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
يصرّ المسؤولون اللبنانيون (القدامى والجدد) على إظهار “خفّتهم” على الملأ، كلّما سنحت لهم الفرصة على فعل ذلك:هذا هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعلن عن عقد إجتماع وزاري في صرح الديمان، لينتبه فيما بعد إلى “فداحة الخطأ” فيحوّل الإجتماع المزمع الى مجرّد لقاء تشاوري بين الوزراء..وذاك هو وزير الإعلام زياد مكاري يتسرّع في الكلام عن “حكم الرأس الواحد في السعودية” في سياق سجاله مع صحافية سعودية، ليكتشف بعد وقت أنّ العلاقة مع المملكة لا تحتمل هذا النوع من الكلام الآتي في غير مكانه وغير زمانه..وآخرهم (وليس أخيرهم) وزير الإقتصاد (وهو مشروع رئيس حكومة كما قدّم نفسه أكثر من مرّة) أمين سلام ها هو يدعو دولة الكويت الى صرف مئات الآلاف من الدولارات بما أسماه “شخطة قلم” من أجل إعادة تشييد الإهراءات في مرفأ بيروت، علماً بأنّه سبق للكويت أن عرضت المساعدة قبل ثلاث سنوات، إلّا أنّها جوبهت آنذاك بالرفض والإهمال لأسباب تعود بالتأكيد الى ذهنيّة الصفقات والسمسرات التي تتحكّم بأيّ مشروع يمكن أن يقام في لبنان!
كلام الوزير سلام أثار إستياءً واسعاً في دولة الكويت التي تمرّ أصلاً في ظروف سياسية وإقتصادية صعبة:وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح وصف التصريح بأنّه “يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة إتّخاذ القرارات في الكويت”، داعياً الوزير سلام إلى سحب تصريحه..رئيس لجنةالشؤون الخارجية في مجلس الأمّة الكويتي عبدالله المضف قال:”إنّ الكويت بلد مؤسسات وأموال الشعب الكويتي لا تدار بجرّة قلم”..
أمّا الردّ الأبلغ الذي أصاب سلوكيّة الوزير سلام (وهي تشبه سلوكيّة وخفّة معظم المسؤولين اللبنانيين الذين يديرون مصالح وزاراتهم والأموال العامة بشخطة قلم) قد جاء من عضو جمعية حقوق الانسان الناشط الكويتي أحمد الميموني الذي كتب على حسابه في تويتر:”وزير الاقتصاد اللبناني طالع بساعة قيمتها 264 ألف دولار يطالب فيها الكويت إعادة إعمار لبنان..معالي الوزير، لبنان يملك أكبر إحتياطي من الذهب في العالم، ولديه عدد كبير من رجال الأعمال المليارديرية، فبدل أن تطلب من الكويت، أطلب من هؤلاء عندك بإعادة بناء وطنهم”..للأسف، صدق الميموني.يا لخفّتنا، يا لجرصتنا الطنّانة.”يللي استحوا ماتوا”، وما مات أحد من مسؤولينا في لبنان