داهمت الشرطة الأرجنتينية خلال الأسبوع الماضي، عدداً من الكازينوات والفنادق في مدينة بويرتو ايغوازو، الواقعة بالقرب من الحدود الثلاثية التي تفصل بين الأرجنتين والبرازيل والباراغواي، وذلك بعد معلومات تلقتها من أجهزة الاستخبارات المالية الأميركية تُفيد أن أحد الكازينوات لعب دوراً رئيسياً في الإخبار عن عصابة غسل أموال، يزعم أنها جزء من شبكة «حزب الله» الناشطة في أميركا الجنوبية.
وذكرت وسائل الإعلام الأرجنتينية أن مداهمات الشرطة للفنادق والكازينوات هي حلقة في مسلسل تحقيق مستمر بأنشطة اللبناني أسعد أحمد بركات الذي له صلات بـ«حزب الله».
وكانت وحدة المعلومات المالية الأرجنتينية جمّدت في تموز الماضي أصول مجموعة بركات، وهي مجموعة مرتبطة بأسعد، الذي أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخازنة الأميركية عام 2004 كممول للإرهاب.
ووفق الصحف الأرجنتينية، قام بركات و13 شخصاً آخرين مقربين منه، معظمهم من آل بركات بزيارة كازينو ايغوازو، مئات المرات خلال السنوات القليلة الماضية. وقام أحد أفراد العائلة، حسن علي بركات (ابن عم أسعد) بعبور الحدود 620 مرة خلال تلك الفترة. وأشارت التقارير إلى أن جميع الأفراد المشتبه بهم في القضية، يقيمون إما في البرازيل أو الباراغواي، ولا يبدو أن لدى أي منهم أي مصالح تجارية في الأرجنتين.
وأفادت التقارير أن أفراد العائلة عبروا الحدود إلى الأرجنتين حاملين مبالغ كبيرة من المال قاموا بتبادلها لشراء الرقائق في الكازينو، ثم صرفوا الأموال بعد أقل قدر من اللعب، وحملوا تلك الأموال النقدية المغسولة حديثاً عبر الحدود من دون الإعلان عن تلك المبالغ، سواء أكانت قادمة باتجاه الأرجنتين أم مغادرة باتجاه البرازيل أو الباراغواي. وتقدّر السلطات الأرجنتينية أن عائلة بركات ربما مررت أكثر من 10 ملايين دولار أميركي بهذه الطريقة.
ولا يزال من غير الواضح مستوى التواطؤ الذي يمكن أن يكون عليه الكازينو (أو الشركة الأم التي تملكه «اتس سي اي اس آي» التي تمتلك العديد من الكازينوات والفنادق الأخرى في المنطقة)، في أنشطة غسل الأموال المزعومة التي يقوم بها آل بركات.
لكن مدير شبكة إنفاذ الجرائم المالية في الولايات المتحدة كينيث بلانكو، أعلن خلال الأسبوع الماضي، أمام المشاركين في المؤتمر السنوي الحادي عشر لمكافحة غسل الأموال في لاس فيغاس، أن «البلاغ الذي قدمه كازينو في الأرجنتين ساعد في تجميع قطع كانت مبعثرة من التحقيق في نشاط آل بركات المتعلق بتمويل حزب الله».
وكانت وحدة المعلومات المالية (الهيئة الأرجنتينية المعنية بمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال)، اصدرت منتصف تموز الماضي تقريراً عن عمليات تبييض أموال يقوم بها آل بركات في الكازينوات لمصلحة «حزب الله». وفور صدور التقرير، جمدت السلطات الأرجنتينية أصول «مجموعة بركات» التابعة لـ«حزب الله» ويترأسها أسعد أحمد بركات المُدرج على لائحة الإرهاب الأميركية منذ عام 2004.
ووفق بيان أصدرته الوحدة الأرجنتينية، فإن أنشطة «مجموعة بركات» لا تقتصر فقط على غسيل الأموال، بل هي تدعم أيضاً «حزب الله» من خلال عمليات تجارة المخدرات والابتزاز، وتزوير الأموال والوثائق وتجارة السلاح.
(المستقبل- مراد مراد)