بعدما سرقوا مال الشعب وافلسوا البلد وسحبوا ودائعهم الى الخارج، غادر سياسيو وزعماء الطوائف، لبنان لقضاء عطلة عيد رأس السنة، في حين يعاني المواطن اللبناني من ازمة اقتصادية ومالية خانقة تمنعه من الاحتفال حتى في منزله. فإلى العاصمة الفرنسية توجه الرئيس سعد الحريري في إجازة عائلية بحسب بيان صادر عن مكتبه، في حين فضل باقي السياسيين التكتم عن وجهتهم..
انطلق الحريري لتمضية عطلة العيد في فرنسا ستكلفه الملايين، غير ابه بما يعانيه موظفو شركة “سعودي اوجيه” وتلفزيون وجريدة المستقبل وغيرها، الذين صرفوا من وظائفهم من دون ان يدفع الحريري مستحقاتهم، على الرغم من رفعهم الصوت واعتصامهم للحصول على حقوقهم، فهم في واد والحريري في واد اخر، حيث اتخذ قراره بعدم دفع ما يترتب عليه. والمضحك المبكي ان الحريري يعيش في رخاء وراحة واستجمام في باريس في حين ان مناصري “تيار المستقبل” يعتصمون تحت الشتاء وفي اجواء البارد القارس امام منزل الرئيس المكلف حسان دياب، متناسين كذلك ان “زعيمهم” يبذر أمواله بصورة فضائحية، حيث سبق ان دفع 16 مليون دولار لعارضة ازياء من جنوب افريقيا في وقت كان قد بدأ حملة صرف موظفيه، لتجد الاف العائلات نفسها من دون عمل وأية تعويض.
لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية لم يشهدها حتى خلال الحرب الاهلية، ديون بلغت أرقاماً قياسية، مستوى الهدر والفساد الأعلى على مؤشر الفساد العالمي، البلد يواجه الافلاس وعدم القدرة على إيفاء ديونه، في وقت هرّبت مليارات الدولارات لسياسيين الى الخارج، الوضع المالي خطير، القلق من الأوضاع الاقتصادية يقض مضاجع اللبنانيين، يترافق مع تواتر التصنيفات الدولية التي تشير إلى فشل الطبقة الحاكمة في إدارة الشؤون الاقتصادية، والسياسيون لا يتنصلون فقط مما أوصلوا الشعب اليه بسبب سرقاتهم وفسادهم وهدرهم للمال العام حيث حساباتهم في المصارف الاجنبية تكفيهم وعائلاتهم مدى الحياة، بل بكل وقاحة يظهرون انهم يمضون حياتهم بشكل طبيعي، وان ما يعانيه الشعب من فقر وبطالة وجوع امر لا يعنيهم!