اكد السيد توفيق سلطان انه “كان يفضل أن ينأى بنفسه عن زيارة الوزير جبران باسيل إلى طرابلس، لا سيما بعدما حصل في الجبل قبل أيام، ولكن الخطاب السياسي الذي أدلى به رئيس التيار الوطني الحر في طرابلس، حتم عليه الرد لكي لا يستقر في أذهان الناس ويظنوا أنه يتضمن جزءا بسيطا من الحقيقة”.
وقال سلطان في تصريح اليوم،: “إن باسيل ارتكب مغالطات عدة في خطابه في عاصمة الشمال، أهمها محاولة إيهام الطرابلسيين بأنه وراء إقرار مشاريع تعود لمدينتهم بأكثر من مليار دولار، إضافة إلى “نبشه القبور” في استحضاره اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي”، متسائلا: “ألم يكن الرئيس كرامي شهيدا عندما أبرم اتفاق معراب؟”.
وشدد على أن “طرابلس مدينة منفتحة وليست مستباحة”، مستغربا “سعي باسيل للامساك بمفاصل اللعبة السياسية في الشمال، بدءا بتعيين محافظ متورط في حماية مخالفات عشوائية، ويهدد أحد الصحافيين على مرأى من زملائه؟”.
واستذكر أن “لطرابلس حقوقا على الدولة تعود إلى حقبة ثمانينيات القرن الماضي”، مشيدا في المقابل “بالمبادرة الفردية لأبناء المدينة على مر التاريخ، والتي مكنتهم من تأمين الخدمات الأساسية عبر مشاريع خاصة، بدءا بمياه رشعين، مرورا بشركة كهرباء قاديشا”.
وعرض للمراحل التي مر بها تأسيس شركة “نور الفيحاء” من قبل الرئيس نجيب ميقاتي بشكل أساسي، وطرح أسهمها للاكتتاب العام، والدراسات التي قامت عليها، مشيرا إلى “موافقة كهرباء لبنان على التعاقد معها، ومعارضة وزراء الطاقة التابعين للتيار الوطني الحر، وإصرارهم على أن يحوز الملف رضا الوزير باسيل”، مستعيدا “كلام الرئيس ميقاتي مع رئيس الجمهورية ميشال عون قبل الاستحقاق الانتخابي وبعده”.
واستنكر سلطان ما قاله الوزير باسيل حول “فدرلة الكهرباء”، متسائلا: “هل يجوز بناء محطة كهربائية على بعد كيلومترات قليلة من محطة موجودة فعلاً؟ وما هو الدافع لاستملاك أرض جديدة بـ30 مليون دولار في سلعاتا رغم أن أرض الحريشة موجودة”؟.
واستغرب “رفض استثمار داخلي وطني بربع مليار دولار، في الوقت الذي تجول فيه القيادات السياسية وخصوصا باسيل في أنحاء العالم لاستقطاب الاستثمارات الخارجية سواء عبر “سيدر” أو غيره، واضعا ما أدلى به الوزير باسيل حول مشاريع طرابلس “برسم سفراء الدول المشاركة في المؤتمر”.
وخاطب سلطان باسيل بالقول: “أنت مع قتل طرابلس وإعاقة الإنماء فيها”، عازيا السبب إلى “حقد دفين” منه تجاه المدينة، إضافة إلى كون مشروع “نور الفيحاء” مشروعا نظيفا خاليا من السمسرات والشبهات، وواضحا وشفافا في مختلف مراحله: إنتاجا وتوزيعا”.
ولفت إلى أن “معالجة الموضوع لا تزال ضمن الأطر السياسية والقوانين المرعية الإجراء”، آملا أن “يتمكن الرئيس عون من وضع حد لمن أسماهم سلطان “المخربين” في عرقلة الملف”.
ودعا سلطان إلى أن “يسلك الأمر طريقه عبر القنوات القانونية، بطرح ملف الكهرباء في طرابلس ونطاقها في مناقصة عامة، وليفز من يفوز”.
واتهم باسيل “بالسعي للعب دور أكبر من حجمه، والتغطية على عمل الوزراء”، مناشدا من “يعنيهم الأمر التدخل لإنقاذ هيبة الحكم في لبنان”.
ووضع سلطان “التعيينات التي سبقت الانتخابات في شركة “قاديشا” في خانة الاستفزاز والابتزاز، خاصة وأنهم لا يتمتعون بالكفاءة أولا، كما أن الدولة لا تسمح بالتوظيف حاليا. فكيف تم “إنزالهم” في الشركة؟”.
ودعا “القيادات السياسية الطرابلسية كافة إلى وقفة مشابهة لما حصل في زحلة لوضع المعنيين أمام مسؤولياتهم”، مستبعدا أن “يؤدي كلامه عن باسيل إلى انزعاج الرئيس ميشال عون”، مناشدا إياه “تصحيح أداء وزير الخارجية الذي يؤثر سلبا على العهد برمته، ويسيء إلى سمعة الرئاسة الأولى”.
وفي تقييم لأداء الوزير باسيل، نفى سلطان أن تكون “الغطرسة التي يمارسها قد حققت أي إنجاز” مستشهدا “بمحطتي مناقشة الموازنة وملف النازحين السوريين”، وتساءل: “هل من مهمة وزير الخارجية إقحام البلديات في مسألة من شأنها خلق جو عنصري ضد النازحين”؟.
ودعا سلطان باسيل إلى “استخدام حيويته لإقناع الدول المعارضة لعودة النازحين للعدول عن قرارها، بدلا من إثارة الفتن الداخلية واستحضار ملفات الحرب الأهلية”.
في الملف الاقتصادي، أعلن سلطان أنه “مل من مطالبة الدولة بحق طرابلس الضائع”، وطالب “الدولة بعدم الوقوف حجر عثرة امام أبناء المدينة في تنميتها”، مستذكرا في هذا المقام “مؤتمرا عقد أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث عرض عليه سلطان مشاريع عدة تستنهض الواقع الاقتصادي دون ترتيب أية كلفة على الدولة، ومنها فكرة مشاريع لاستثمار الجزر في الميناء سياحيا واقتصاديا، ولكن مع استشهاد الرئيس الحريري، ورغم ما أفرزه من آثار على البلاد عموما، “عكفنا على إعداد مشروع “سوليدير 2″ لتنمية باب التبانة على غرار ما حصل في وسط بيروت، من خلال مساهمة متمولين من أبناء المدينة”.
وذكر “بما تختزنه طرابلس من إمكانيات سياحية واقتصادية، لا سيما معرض رشيد كرامي الذي تفوق مساحته مساحة منطقة “السوليدير”، آسفا للواقع الذي وصل إليه المعرض”.
ودعا سلطان “أهل السياسة في طرابلس إلى ملاحقة مشاريع المدينة بشكل أكثر فعالية”، كاشفا عن دوره في “إعادة تنشيط المعهد الفندقي في ميناء طرابلس”.
وختم، مطالبا نواب طرابلس “بالالتفاف حول الرئيس سعد الحريري، وخاصة في هذه الفترة بالذات، ومناشدة الرئيس ميشال عون متابعة مصالح المدينة بإلحاح، إضافة إلى إتاحة المجال للقطاع الخاص بلعب دوره كما يجب، لا سيما وأن المدينة تشكل بيئة جاذبة للاستثمارات شرط تأمين الأرضية المناسبة”، مثنيا على “مواقف الرئيس بري الذي يدعم مشاريع طرابلس بشكل كامل”.