خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
هل انتهى “زمن” نبيه برّي؟
ربّما بدأت الحكاية مع انتخابه رئيساً للمجلس النيابي ب 65 صوتاً فقط، بعد الإستحقاق الإنتخابي الأخير..وها هي تتجلّى في إعلان وزير الأشغال العامة علي حميّه، باسم حزب الله تبرّؤه من صفقة “ترمينال 2” في المطار، والخاصّة برجل الأعمال المحسوب على برّي (مئة بالمئة) الذي تسلّم مؤخّراً إدارة شركة النقل الدولية، التي رسا عليها بالتراضي، بين ليلة وضحاها، إلتزام توسعة المطار بأكثر من 125 مليون دولار على طريقة ال (BOT) دون المرور بأيّ هيئة من الهيئات المختصّة بالمناقصات الرسميّة..
مرّة ثالثة، حاول الرئيس برّي أن يدير مجلس النواب الجديد، على طريقته القديمة المعهودة، من خلال إسكات هذا، والسخرية من ذاك (أيّ مادّة؟مادّة إجرها من الشبّاك..)، إلى أن اصطدم بأكثر من واقعة وواقعة:
-دعا الى الحوار، ولكنّه عجز عن ذلك، فتراجع كالتلميذ الشاطر، هو الذي طالما اعتبر كلمته “لا تردّ ولا تستبدل”!
-حاول تمرير جلسات تشريعيّة، تحت باب ضرورة التشريع، إلّا أنّ الأكثريّة النيابيّة لم تجارِهِ في ذلك، فلجأ الى سياسة التأجيل من أسبوع إلى أسبوع، دون أن يتمكّن حتّى من عقد لقاء لهيئة المجلس ووضع جدول محتمل للجلسة المرجوّة!
-هو الذي طالما اعتبر مقرّ المجلس النيابي “محميّة” خاصة به، ها هما النائبان ملحم خلف ونجاة عون يكسران هيبة هذه المحميّة، من خلال إعتصامهما الرمزي الذي يكاد يتجاوز الشهر، رغم الحصار المائي – الكهربائي الذي قام به حماة المجلس!
-وفي محطّة الإجتماع الأخير للجلسة المشتركة للجان، أضطرّ النائب علي حسن خليل على الإعتذار العلني من النائب سامي الجميّل، بعد أن مهّد برّي نفسه لذلك بالإتصال برئيس حزب الكتائب!
ولعلّ واقعة “الساعة” كانت هي الأشدّ إيلاماً في مسيرة تراجع برّي، بعد أن تخلّى عنه حليفاه التاريخيّان:وليد جنبلاط بتدخّله عبر وزير التربية عبّاس الحلبي لمصلحة التوقيت الصيفي..ونجيب ميقاتي الذي سارع الى عقد جلسة حكومية، تحت عنوان التراجع عن التوقيت الشتوي، في رضوخ معلن للحملة المسيحية التي خضّت البلد في شبه حرب أهليّة على وسائل التواصل الإجتماعي!
وما يلفت أيضاً في المسار الإنحداري للرئيس التاريخي لمجلس النواب، حدثان بارزان:
-الأوّل، مبادرته الى إعلان ترشيح سليمان فرنجيه، دون بروز أي علامات داخليّة أو عربيّة تزكّي هذا الترشيح، ما اضطر حزب الله الى إعلانه ذلك، مع إنسداد الأفق أمام إمكانية تكرار “تجربة ميشال عون”!
-الثاني، إصراره على إستبعاد التمديد لمدير عام الأمن العام السابق عبّاس ابراهيم، ما جعله في مواجهة، ولو مستترة، مع حزب الله الذي قادت جريدته (الأخبار) أوسع حملة ضدّ صفقة المطار المحسوبة على حركة أمل ورئيسها!
سبّحة “نبيه برّي” تكرّ؟لكلّ بداية..نهاية، وهذا من طبيعة الأمور في السياسة وفي غير السياسة…