خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ما أن خرج وزير الداخليّة من دار الإفتاء، باحثاً مع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، في شؤون وشجون الطائفة السنيّة، وفي مقدّمها الخلاف المستحكم ما بينه وبين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان..حتّى وصل إليها وزير الإقتصاد أمين سلام حاملاً معه هموم صندوق النقد الدولي وعدم رفع الدعم عن الطحين، مستعجلاً إجراء الإستحقاق الرئاسي بما يفتح الباب أمام حكومة جديدة..ورئيس جديد لهذه الحكومة:فمن يكون هذا “الرئيس” العتيد؟
لا يخفى على أحد “السباق” الدائر بين الوزيرين على درج السراي الكبير:فلمن تُفتح أبوابها بعد إنعدام حظوظ الرئيس نجيب ميقاتي (حتى الوزير المحسوب عليه، أي وزير الداخلية، حمّله مسؤولية عدم دعوة اللواء عثمان الى الإجتماع الأمني الخاص بالنازحين السوريين)، واستحالة عودة الرئيس سعد الحريري (ثمّة من يربط بين الحملة على عثمان، وبين عدم الرضى المستمر على الحريري وكلّ من يخصّه في مواقع الدولة)، وسقوط المبادرة الفرنسية التي كانت تفضي الى نوّاف سلام رئيساً للحكومة مقابل سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟
لا ميقاتي، ولا الحريري ولا نوّاف سلام..فمن يكون، إذاً، صاحب الحظّ السعيد؟
الوزير سلام سبق له أن أفصح عن رغباته غير الدفينة:هو، كما قال، يستحقّ لقب “دولة الرئيس”، وهو يسعى بكامل قواه لدخول نادي رؤساء الوزارة.وهو ينطلق من ركيزتين: الأولى، أنّ له قرابة وازنة في مراكز القرار في الكويت التي لها على الدوام “الباع الأطول” في تحديد إسم الرئيس..والثانية، أنّه وصل الى وزارة الإقتصاد بمباركة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أي يضمن تزكيته من قبله حين تنطلق دورة الإستشارات الملزمة ما بعد ملء الفراغ في قصر بعبدا!
الوزير مولوي يتّكىء على إنجازين وازنين:الأوّل، نجاحه النسبي في ضبط تهريب الكابتاغون من خلال المنافذ اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً، وهو أمر يُحسب له في الميزان السعودي التفاضلي..والثاني، علاقته الوطيدة مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، حيث التنسيق قائم وثابت وفعّال في جميع الملفّات الداخلية والخارجية بين “سعادة السفير ومعالي الوزير”.وما شهده مكتب مولوي، في اليومين الماضيين من “كثافة غير معهودة” في زيارات شخصيات سنّية، إنّما يؤكّد التبنّي شبه الرسمي للبخاري لما يفعله مولوي.فلا يمكن لهذا الجمع من النواب والوزراء الحاليين والسابقين (وضّاح الصادق، نبيل بدر، بلال الحشيمي، عثمان علم الدين ومحمد شقير.)، إضافة الى الجمعيات البيروتية والمقاصد، وحتى أحمد هاشمية المحسوب على الرئيس الحريري، أن يحضروا في يوم واحد، لو لم يكن هناك “مايسترو” يريد ويرى مصلحة في ذلك!
“الوزيران” في جهوزيّة تامّة، وقد أعدّ كلّ منهما شعاراً لمعركته:
الأوّل حمل لواء الدفاع عن الرغيف:”لا قرار برفع الدعم عن ربطة الخبز لا اليوم ولا غداً.والكلام عن رفع الدعم مجرّد أخبار مضلّلة لخلق نوع من التوتّر في البلد”.
والثاني رفع سيف الهجوم على الفساد:”نتابع عملنا في وزارة الداخلية وفي كلّ المديريّات المتعلّقة بالوزارة، ولن نقبل بأن يعود شخص مرتكب أو ثبتت عليه إرتكابات بالفساد إلى الإدارة اللبنانية”.