وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل “إنتفاضة الشعب اللبناني بأنها انتصار لمستقبل لبنان والاجيال المقبلة”، وقال: “هذا انتصار لاهلنا في كل المناطق اللبنانية، هذا انتصار كبير للمرأة اللبنانية التي كانت رمزا للثورة وطالبت بمستقبل افضل للبنان والاجيال المقبلة، والتحية الاكبر للمرأة اللبنانية، هو انتصار لكل جيل الشباب الذي نزل بكل قوة ومن كل الطوائف يدا بيد ورفع العلم اللبناني ونبذ كل انواع التبعية للأحزاب والطوائف والى اي انتماءات اخرى وبات الانتماء لبنانيا بامتياز”.
اضاف: “هذا انتصار للجيش اللبناني الذي كان منذ اليوم الاول رمزا لوحدة لبنان وبرهن اكثر وأكثر انه جزء من الشعب وللشعب والطريقة التي تصرف بها خلال الايام الـ13 كانت مثالية ونشكره على حماية الناس والمتظاهرين الاحرار الذين طالبوا بحقوقهم بوجه كل محاولات الترهيب التي تعرضوا لها”.
وشدد الجميل على ان “الانتفاضة كانت حضارية وسلمية ونالت تنويها من كل دول العالم”، وقال: “لا اعتقد انه في اي دولة في العالم وفي تاريخ البشرية حصلت ثورة كبيرة وعميقة وكانت سلمية وحضارية الى هذه الدرجة، وهذه ميزة عند الشعب اللبناني بأنه الوحيد القادر على القيام بهذا الأمر”.
وتابع: “اهنئ ايضا الكتائبيين الذين كانوا جنودا مجهولين في هذه الفترة، ناموا في الطرقات وتعبوا، حملوا العلم اللبناني، عبروا عن رأيهم كمواطنين من دون اي حسابات صغيرة او حزبية وهذا بالنسبة لي كان تجربة كبيرة بأن ارى رفاقي يدافعون عن بلدهم بهذا الشكل ويؤكدون مرة جديدة ان كل ما نريده هو مصلحة لبنان وليس لدينا مصلحة اخرى”، وتوجه اليهم بالقول “نحن فخورون بكم”.
وإعتبر ان “الانتصار الاهم هو ولادة المواطنية اللبنانية نتيجة الثورة”، وقال: “كان الشعب يتصرف حسب الطوائف والاحزاب لكن اليوم اصبح كل مواطن يحاسب قياداته ومن انتخبهم، والمواطن الذي يحاسب قادر على بناء دولة ومستقبل”.
وأكد ان “إستقالة الحكومة ليس سوى بداية ولا يجب ان نعتبر ان المعركة قد انتهت”، وقال: “كمعارضة نخوض المعركة منذ 4 سنوات نعتبر ان الاستقالة بداية المسار، ويجب الاستمرار بالمطالبة والبقاء لتحقيق التغيير الحقيقي والجذري والا نخسر فرصة حقيقية”.
وقال: “عندما تلتقي ارادة الناس مع الآليات الدستورية يمكن تحقيق التغيير المطلوب بطريقة حضارية وسلمية شرط احترام ارادة الناس والمباشرة بالآليات الدستورية للوصول الى الغاية من هذه الثورة وهي تغيير الوجوه والنهج الذي يحكم البلد ويدمره”.
واشار الى انه “بعد استقالة الحكومة، الخطوة الثانية هي تكليف رئيس حكومة جديد”، وقال: “هذا التكليف تأخر ونسمع عن امكانية تأخيره اسبوعا اضافيا، من دون وجود اي مبرر لذلك الا اذا كان الهدف هو العمل على تسوية جديدة او تركيبة جديدة، الامر الذي نبذه الشعب اللبناني”.
وتابع: “الشعب قال كلمته انه يريد حكومة حيادية تضم اشخاصا كفوئين يستلمون زمام الامور هذه الفترة، ويجب احترام الارادة الشعبية لهذا السبب يجب اجراء استشارات سريعة بين اليوم والغد لتكليف رئيس حكومة حيادي من خارج اطار الاحزاب ليشكل حكومة اختصاصيين من خارج الانتماء الى الاحزاب ويكونون احرارا”.
وقال: “بعد تكليف حكومة الاختصاصيين يجب ان تبدأ بمسار الإصلاح، هناك موازنة اصلاحية يجب ان تقر بالمهل الدستورية وتتناسب مع كل ما نعمل عليه، اما المهمة الثانية فهي اجراء انتخابات نيابية مبكرة لان الناس تريد تغيير الوجوه والمحاسبة والطريقة الوحيدة للقيام بذلك تكون من خلال الآليات الدستورية وعبر الانتخابات النيابية”.
واكد ان “المطلوب اليوم رد القرار للناس وانبثاق السلطة وهذا يبدأ من المؤسسة الأم للنظام اللبناني اي مجلس النواب، وعلى النواب الجدد انتخاب حكومة جديدة ورئيس جديد، ويكون بذلك قد أخذ الشعب المبادرة لتغيير كل المنظومة وهذا سينعكس تغييرا في النهج”.
وكشف الجميل عن “اقتراح قانون تقدم به حزب الكتائب لتقصير ولاية مجلس النواب لإجراء إنتخابات نيابية مبكرة، وقال في هذا الاطار: “باسم كتلة نواب الكتائب المعارضة انهينا قانونا لتقصير ولاية مجلس النواب لاجراء انتخابات نيابية في ايار المقبل، أي بعد 6 اشهر، احتراما للمهل القانونية لاجراء الانتخابات”.
وتابع: “حددنا انتهاء ولاية المجلس في 6 ايار 2020 على ان تجرى الانتخابات ابتداء من آذار”، معتبرا ان “هذا الاقتراح يسهل عملية الانتقال الديمقراطي”، وقال: “المطلوب اليوم ان تنتخب الناس من تريد وان تكون صاحبة القرار في تغيير كل المنظومة الحالية”.
وأكد أن “الناس اصبحت في موقع المحاسبة والمطالبة”، مشددا على “ضرورة ألا يراهن أحد على القيام بتسويات وتركيبات على حساب الناس، فالتسوية التي دمرت البلد اسقطتها الناس ومنطق المحاصصة وتقاسم مقدرات الدولة والاموال والمناقصات قد انتهى”، لافتا الى “اننا نشعر انهم في الكواليس يحاولون ترتيب اوضاعهم لكن هذا الامر مرفوض”.
وقال الجميل: “احترموا ارادة الناس ودعوها تقرر، شكلوا حكومة اختصاصيين واجروا انتخابات مبكرة وليقرر الشعب من يريد”.
ولفت الى ان “بعد الانتخابات النيابية المبكرة هناك اصلاحات وقوانين يجب ان تقر منها قانون استعادة الأموال المنهوبة الذي تقدمنا به في العام 2017، وقانون رفع السرية المصرفية الذي تقدمنا به في 2019 والذي لا يشمل السياسيين فقط بل المقاولين وكل من يتعاطى بعقد مع الدولة اللبنانية، اضافة الى اقرار قانون إلغاء رواتب النواب السابقين الذي تقدمنا به عام 2018 لنكون مثل كل الدول الاخرى التي تعطي النائب راتبا لستة اشهر فقط بعد انتهاء ولايته لا ان يكون له حقوق على مدى الحياة كما في لبنان، كذلك القانون الذي تقدمنا به في العام 2015 الذي يقضي بحسم رواتب النواب الذين لا يعملون، فالنائب الذي لا ينتج لا يحصل على راتب”.
وقال: “هذه القوانين كلها تقدمنا بها وهي موجودة في مجلس النواب وهناك قوانين تقدمت بها كتل اخرى مثل استقلالية القضاء، كلها يجب ان تقر وعلى هذه الورشة ان تبدأ، واذا لم يكن المجلس النيابي الحالي قادرا على التصويت على هذه القوانين فالانتخابات النيابية المبكرة ضرورية للاتيان بنواب يلتزمون اقرار هذه القوانين لنقل لبنان من مكان الى اخر”.
واستشهد الجميل “بأحد الشباب الذي كان ينام في الشارع، فطلبنا منه ان يرتاح في منزله ويعود لاحقا لانه لم يرى منذ 10 ايام ابنه كريستيان فكان جوابه انه لا يريد ان يراه قبل ان يبني له بلدا”. وقال: “هذه هي الروحية الموجودة عند شباب لبنان اليوم، كلنا تحررنا وهمنا فقط بناء بلد ومستقبل لاولادنا، وكلنا في مركب واحد ولا نفرق بين منطقة واخرى وطائفة واخرى المطلوب ان نكون موحدين بعيدا عن كل الحسابات الصغيرة”.
ودعا الى “عدم التخلي عن هذه الفرصة التاريخية لنعيش بهذا البلد ورأسنا مرفوع ونفتخر بجواز السفر اللبناني”، معتبرا أن “أجمل ما رأيناه خلال ال13 يوما هو أن اللبنانيين عادوا ليحبوا بلدهم وعلمهم ونشيدهم، وهذا امر لا يجب التخلي عنه بأي شكل من الاشكال فهذه الفرصة يجب ان نستغلها حتى النهاية لقلب البلد وبناء مستقبل افضل لنا ولاولادنا”.
وقال: “نعيش حلما يجب الا ينتهي قبل تحقيق اهدافه”، وتوجه الى الشباب بالقول: “تعرفون من لديه حسن نية، لنكن كتفا على كتف ولا ندع احدا يفرقنا ولنبق على جهوزية لتحقيق خارطة الطريق ونبني هذا التغيير الذي نطمح اليه ونعمل عليه منذ فترة طويلة”.
وختم: “هذا اللبنان الجديد الذي ولد سنحافظ عليه بكل الامكانيات وكل قوتنا”.
وأكد الجميل ردا على سؤال ان “الشعب اللبناني لا يريد ان يسمع كلمة تسوية بعد الان، بل قال كلمته وعلى المسؤولين ان يسمعوها والا سيدفع هؤلاء المسؤولون الثمن ونحن نصحناهم بأن يستقيلوا والا سيغادرون طردا ولكن لم يستمعوا لنا، فلبنان تغير وعليهم ان يستوعبوا ذلك والا فلن يواكبوا المرحلة المقبلة”.
وعن قانون الانتخابات، قال: “نتمنى تغيير القانون لكن بغض النظر سيغير الشعب اللبناني المجلس النيابي وهذا الامر يجب الا يكون عائقا امام اجراء الانتخابات والتغيير”.
وأكد ان “لا وجود لما يسمى بالفراغ وتكليف رئيس حكومة جديد يجب ان يحصل اليوم قبل الغد على ان يتم تشكيل حكومة خلال اسبوعين وان تبدأ بالعمل سريعا”.