أكد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل ان “اللبنانيين مستعدون لاحداث تغيير في البلد وتطويره”، وقال: “إن شعبنا يملك طاقة كبيرة ويحلم بالتغيير، وهو قادر على بناء دولة ذات سيادة حضارية ومتطورة، يحكمها النظام والقانون والدستور”.
واعتبر ان “الانتخابات النيابية هي اساس الديموقراطية المتمثلة بقدرة الشعب على اختيار ممثليه، الذين بدورهم سيختارون رئيس الجمهورية ويسمون رئيس الحكومة ويسنون القوانين ويرسمون الحياة السياسية في البلاد”، مشددا على ان “البداية تنطلق من الناس، ومن هنا اهمية ما سيحدث في الانتخابات النيابية المقبلة”.
ووجه امام أكثر من 550 طبيب أسنان شاركوا في المؤتمر السنوي، الذي دعا اليه الحزب، ونظمته ندوة اطباء الأسنان تحت عنوان “الابتكارات والتقنيات الجديدة في طب الاسنان”، تحية الى “كل من ساهم في انجاح المؤتمر، والأطباء المتخصصين الذين سيقدمون خبرتهم في سبيل تطوير مهنتهم”، مؤكدا “حرص الحزب على الريادة في كل المهن في لبنان بهدف التطور والدفع باتجاه مواكبة كل جديد”.
حضر المؤتمر نقيب اطباء الاسنان في بيروت البروفسور كارلوس خير الله، عقيلة رئيس الكتائب الدكتورة كارين، نقيبة القابلات القانونيات في لبنان الدكتورة نايلة ابو ملهم دوغان، النقباء السابقون، عميد كلية طب الاسنان في جامعة القديس يوسف ممثلا بالدكتور بول بولس، عميد كلية طب الاسنان في الجامعة اللبنانية البروفسور طوني زينون، عميد كلية طب الاسنان في الجامعة العربية نائب رئيس الجامعة البروفسور عصام عثمان، رؤساء مكاتب أطباء الاسنان في مختلف الاحزاب الصديقة ورؤساء روابط اطباء الاسنان في مختلف المناطق.
البداية مع النشيد الوطني ثم نشيد “الكتائب”، ثم كلمة رئيسة الندوة الدكتورة اميلي حايك، التي رحبت بالحضور، لافتة الى “النجاحات التي يحققها الأطباء اللبنانيون خارج لبنان وتحديدا في فرنسا، فمنهم من لمعت أسماؤهم في العلم والمهنة في لبنان والخارج ومنهم من ابتكر تقنية حديثة في اختصاص العلاج اللبي”.
أضافت: “الابتكار هو التغيير الذي يفتح قيمة جديدة ومفتاح كل تطور وتقدم وازدهار. الخطورة تكمن في عدم مواكبة التطور والوقوف عند الأمور الروتينية التقليدية، وهذا لا ينطبق فقط في العلم والطب، بل في مختلف المجالات وفي السياسة ايضا، ونحن نحيي قيادتنا في حزب الكتائب التي كسرت الروتين التقليدي للسياسة في لبنان وذهبت الى تطوير العمل السياسي ومقاربة علمية قانونية بشفافية لكل الملفات”.
وختمت “ان ندوة الاطباء في حزب الكتائب تعد الاطباء الاستمرار بنشاطاتها المتعددة وطرح المشاريع، التي ترفع من شأن المهنة، وسوف نعلن عنها في الوقت المناسب وما مؤتمرنا اليوم الا أول الغيث”.
خير الله
بدوره، رفض نقيب اطباء الأسنان البروفسور كارلوس خير الله “الخوض في الملفات السياسية خصوصا، ان النقابة على ابواب استحقاق ديمقراطي انتخابي جديد في الايام المقبلة”.
وتوجه بالشكر الى “حزب الكتائب لانه من الاحزاب القليلة، التي تعنى بشؤون اطباء الاسنان العلمية بعيدا عن الاعتبارات الانتخابية والسياسية الضيقة”.
وفي المناسبة، قدم الجميل ورئيسة الندوة الدكتورة حايك هدايا تذكارية للمحاضرين عربون شكر وتقدير، وتخلل المؤتمر مشاركة أكثر من 35 شركة تعنى بالادوات الطبية والمواد الخاصة بطب الاسنان، وبعدها جال المشاركون في المؤتمر في صالة عرضت فيها آخر الابتكارات والتقنيات في مجال طب الأسنان، كما تم توزيع دروع تقديرية على الأطباء والمشاركين.
استقالة الحريري
وكان الجميل قد علق مساء أمس، على استقالة الرئيس سعد الحريري، في مداخلة ضمن برنامج “كلام الناس” عبر محطة (أم بي سي) مع الإعلامي مرسال غانم، اعتبر فيها اننا “دخلنا بعد استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة مرحلة جديدة”، متمنيا “على كل اللبنانيين وكل القادة التعاطي مع هذه المرحلة بمسؤولية كبيرة، لأن الوقت ليس وقت مزايدات، فلا بد من ان نستوعب فظاعة الكارثة، التي وقعنا بها منذ سنة، والتي حذرنا منها مرارا وتكرارا، ومفادها انه لا يجوز لأحد أن يحكم لبنان بمفرده، انطلاقا من تجارب تاريخية، فلبنان لا يحكم الا بالشراكة والتوازن، الذي فقد، وأدى الى ان يستلم فريق واحد من اللبنانيين زمام الأمور في البلد، وهذا كان نتيجة الصفقة السياسية التي أبرمت منذ سنة. لقد حذرنا من أن التفرد قد يأخذ البلد إلى أماكن خطيرة، ولبنان ولا يحتمل أن يقوده البعض الى محاور وحروب، والى أن يكون طرفا في الصراع، كما كان حاول البعض أن يجرنا اليه طيلة الفترة الماضية”.
وقال: “إن الاستقالة التي حصلت أنهت الصفقة السياسية، التي كانت خارجة عن المنطق والطبيعة، لذلك هناك ضرورة لوعي المسؤوليات، ولا بد أن ننظر الى المستقبل ونحول ما حصل الى فرصة ايجابية لبناء دولة على أسس متينة وأسس الشراكة الحقيقية بين اللبنانيين، والعودة الى الدستور والمنطق السيادي ورفع أي وصاية عن لبنان”.
أضاف: “لنعد بناء البلد على الأسس المتينة انطلاقا من تاريخنا العريق بالالتزام الديمقراطي والدستوري، ولنعد الى القيم الأخلاقية والى الشراكة الحقيقية. ولا بد من أن يفهم الجميع اننا مررنا بهذه التجربة، وهي ان لا أحد يمكنه ان يحكم لبنان بمفرده ولا يمكن لأحد ان يختصر القرار اللبناني ويخالف الدستور والقوانين ويعتبر أنه فوق كل شيء”، متمنيا ان “نتعاطى مع هذه المرحلة بكثير من التروي ونرى كيف نستفيد مما حصل لنعطي الأمل للبنانيين بشيء جديد ومنطقي وبنيوي”.
وعن إعادة لملمة (14 آذار) قال: “بمعزل عن كل شيء نحن ملتزمون بالثوابت والمبادئ بمعزل عن رأي أي كان، فموضوع السيادة والاستقلال ليس أمرا ظرفيا ولم يبدأ مع 14 اذار ولن ينتهي معها، فالأهم بالنسبة الينا أن يتعظ الكل مما حصل ويفهم ان لبنان لا يحكم بالأحادية، فلو سمعوا النداءات التي وجهناها وسمعوا أن لبنان لا يحكم بالفرض والقوة وبكسر اللبنانيين بهذا الشكل، لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه”.
أضاف: “لهذا السبب فلنستفد من هذه الفرصة ولننظر بايجابية وبترو وبهدوء، لنرى كيف نبني البلد على أسس الشراكة ونخرج لبنان من الصراعات، التي يحاول البعض ومن ضمنهم حزب الله أن يجرنا اليها في المنطقة، لأننا كنا نعرف انها ستولّد ردة فعل وكنا متخوفين من ردة فعل أمنية واقتصادية على لبنان، وكنا متخوفين من حصول حالة إحباط لدى جزء كبير من اللبنانيين وحذرنا من الأمر، لكن للأسف وصلنا الى ما وصلنا اليه، والمطلوب من الجميع ان يعي مسؤولياته ونتعاطى بحس عال من المسؤولية في هذه المرحلة، لنطمئن اللبنانيين، فهم لا يريدون العودة الى حال اللااستقرار وهناك مسؤولية كبيرة تتطلب من الجميع الوعي والحكمة”.
وعما اذا كان ما حصل اليوم قد اطاح بالانتخابات النيابية، قال: “الاستهتار بالدستور وبتطبيقه أوصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، ولا بد لإعادة الأمور الى نصابها من الالتزام بالدستور وبالمواعيد الدستورية وبالاستحقاقات الدستورية وتحييد لبنان عن الصراعات وعن كل الأماكن، التي أرادوا أخذنا اليها في السنوات الأخيرة. لنرد الأمور الى نصابها، لكن كل ذلك يبدأ بالدستور وبالتزام المواعيد الدستورية والنص الذي دمروا لبنان عندما خرجوا عنه”.
وختم “فليستوعبوا الخطأ الكبير الذي ارتكبوه عندما حاولوا اعتبار الدستور option في الحياة السياسية وليس الزاميا، فما يحمينا هو الالتزام بالدستور الذي يكرس سيادة لبنان والالتزام بالديمقراطية وكل وسائل التغيير في لبنان، وما نطلبه هو العودة الى النص، الذي بالامكان أن نطوره إذا احتاج الأمر، لكن من خلال الدستور والمؤسسات نمارس السياسة في لبنان”.
وفي مداخلة عبر محطة (أم تي في) مع الإعلامي وليد عبود، قال الجميل: “قيمنا في المكتب السياسي الكتائبي المصغر الاستثنائي، الذي عقدناه ما حصل اليوم”، مشيرا الى انه “بالنسبة الينا فإن ما حصل هو نتيجة ما كنا نحذر منه منذ فترة طويلة، أي من الصفقة التي أبرمت منذ سنة وأخلت بالتوازن وسلمت القرار في البلد لجهة سياسية معروفة”، مذكرا باننا “حذرنا من أن لبنان لا يحكم بهذه الطريقة، ولا يمكن ان يحكم بقوة السلاح وبحرمان الشعب اللبناني من تقرير مصيره”.
أضاف: “لقد حذرنا من ان اخذ الدولة بكاملها الى محور محدد قد يخلق تشنجا داخل لبنان ومع أصدقاء لبنان اكان المجتمع العربي او الدولي، وللأسف فقد وصلنا الى ما حذرنا منه مرارا، فلبنان لا يحتمل فقدان التوازن، وكنا سنصل الى هذا المكان بسبب شعور جزء كبير من اللبنانيين، بانهم مغبونون وخارج إطار القرار في البلد وهناك من يقرر عنهم مستقبلهم ومصيرهم في البلد ويجرهم الى صراعات المنطقة، وكان لا بد من تصحيح لهذا المسار”.
ورأى أن “الاستقالة أسقطت الصفقة السياسية، التي أبرمت منذ عام وبنتيجتها أوصلوا لبنان الى ما وصل اليه على كل المستويات، حيث لم يعد هناك سيادة وديمقراطية واحترام للدستور والقيم”، متمنيا “بعد سقوط الصفقة أن يتعاطي الجميع بهدوء وروية، وأن نستوعب خطورة المرحلة، التي يمر بها البلد، ونعود الى الثوابت التي تتمثل بالعودة الى الدستور والمؤسسات واحترام سيادة لبنان وعودة الشراكة المفقودة الى السلطة، وعودة المؤسسات ورفع الوصاية عن لبنان وإرجاعه، ليكون دولة سيدة حرة مستقلة، لأن هذه هي أسس بناء الدولة”، لافتا الى أن “أي تطوير للمؤسسات واي تغيير بطريقة العمل المؤسساتي يحصل من خلال الآليات المحددة في الدستور”.
وقال: “اننا منذ فترة كنا ننبه من ان الدستور اللبناني ليس ممسحة، ومخالفته بدءا بضرب السيادة وصولا الى ضرب الديمقراطية من خلال اعتبار البعض انه هو من يقرر، ودور المؤسسات يقتصر على التطبيق غير مقبول، وكنا نعلم انه لا يمكن أن يدوم، لذلك حذرنا مما يحصل في البلد وقد رأينا الآداء طيلة الفترة السابقة”.
وعن التخوف من خضة أمنية، قال: “الأهم ان يعرف الجميع كيف يستفيد من تجارب الماضي، فلبنان وطن تعددي لا يحكم بالأحادية، من هنا لا بد من العودة الى الدستور والمؤسسات التي تحمي لبنان ونلتزم بالمواعيد والآليات الدستورية والمؤسساتية”، مؤكدا أن “الاولوية اليوم هي لاستقرار البلد التي تمر عبر احترام الآليات الدستورية والمواعيد الدستورية، ومنها الانتخابات النيابية المقبلة وغيرها من استحقاقات، تداول السلطة المنصوص عنها في الدستور من تكليف وتشكيل الحكومة”، مؤكدا أن “السلاح لا يمكن ان يحكم البلد مهما كان حجمه، ومهما كان فائض القوة لدى البعض، وأكبر مثل هو النظام السوري مع 40 الف جندي ودباباته، لم يستطع أن يستمر في لبنان لأن بلدنا لا يحكم الا من قبل اللبنانيين ومن خلال الشراكة”.
وعن توقعه بالتكليف والتشكيل واجراء الانتخابات، قال: “ان هذا هو الامتحان الذي سيخضع له كل المسؤولين، فهل لديهم الوعي الكافي لأن يحافظوا على النظام الديمقراطي وهل لديهم الحكمة بان يحافظوا على استقرار البلد ويكونوا على قدر المسؤولية أم سيتصرفون بطريقة أخرى؟”، معتبرا ان “المسؤولية في ملعبهم فبالنسبة الينا كمعارضة نادينا دائما بأسس بناء الدولة، التي لا بد من احترامها”.
وفي مداخلة عبر محطة “الجديد” مع الاعلامي “جورج صليبي” علق الجميل على استقالة الحريري بالقول: “كنت اتوقع أن ما يبنى على باطل لا يمكن ان يدوم والصفقة، التي أبرمت لم تكن طبيعية ولا منطقية ولم يكن أحد يقدر كيف ستسقط، لكننا نعرف أن لبنان لا يحكم بالأحادية”.
وعن مشهد اعلان الحريري استقالته من خارج لبنان وعبر وسيلة اعلامية عربية، قال: “الوضع أخطر من أن نتوقف عند امور شكلية، وأترك للرأي العام تقييم الأمر”.
واذ أشار الى ان “الوضع خطير والشعب اللبناني قلق على المرحلة المقبلة”، شدد على “وجوب انقاذ البلد وان نحافظ على نظامنا الديمقراطي والدستور واحترام موعد الانتخابات المقبلة وكل آليات تشكيل الحكومة الجديدة، لأن هذا ما يحمي لبنان”، داعيا الى “العودة الى الدستور الذي حوله البعض الى ممسحة. لنعد الى النص وروح النص والجمهورية ومفاهيمها، فاذا أردنا الاستمرار بمنطق تصفية الحسابات والفرض والقوة والاستقواء فهذا لن يبني بلدا”.
وعن الاستشارات وتسمية الحريري رئيسا للحكومة، قال: “عندما نصل اليها نصلي عليها، فنحن حزب ديمقراطي ولا يمكنني أن أستبق قرارات المكتب السياسي الكتائبي”.
وعن خشيته من تطيير الانتخابات النيابية، قال: “الأمر يتوقف على أداء المسؤولين الذين عليهم أن يتحلوا بروح الوعي، فهل سيشعرون بالمسؤولية أم سيتابعون بالمغامرات؟ فقد غامروا بالصفقة والمحاصصة، فهل سيتابعون بمنطق الخروج عن الدستور والاليات أم سيعودون اليها؟. موقفنا واضح ومعروف وعليهم ان يعلنوا عن مواقفهم والشعب اللبناني يحكم على الآداء”.
وعن خشيته من تحول البلد الى ساحة صراع سعودي ايراني، قال: “أنا أؤمن ان الشعب اللبناني تعلم من تجارب الصراعات العسكرية”، متمنيا أن “يعي الجميع عدم العودة الى هذه الأماكن”.
وختم: “من جهتنا سنقول ما يجب ان نقوله لنحافظ على استقرار البلد ومنطق المؤسسات وعلى الباقين أن يعوا ان الصراعات لا توصل إلا الى دمار البلد. اننا مؤمنون بقدرة الشعب بانه تعلم من هذه الصراعات ولن يسمح لأحد بجره الى مثل هذه الأماكن”.