زينة وجورج..واللائحة تطول!
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ربّما حادثة مقتل جورج الراسي وزينة المرعبي قد هزّت وجدان الرأي العام، فالشاب فنّان مشهور والشابّة أمّ لثلاثة فتيات أطفال.إلّا أنّها ليست الحادثة الأولى من نوعها (سبقتها قبل يوم واحد حادثة الضمّ والفرز، حيث سقط “عديلان” رحم الله الأوّل وشفى الثاني..)، ولن تكون الأخيرة. فلائحة الموت على الطرقات باتت مشهداً مؤلماً من يوميّات هذا الوطن المهمل من رأسه حتى أخمص قدميه..
البلد مباح ومسكون بالإهمال، وبالتالي بالموت.كلّ ما في هذا البلد بات يهيّء للموت المجّاني بأشكاله:هذا عامل يسقط عن سقالة بناء بلا حماية، وذاك شابّ يتدلّى عن عمود كهرباء قرّرت الشركة أن تأتي بها عن غفلة ولو لساعة واحدة من الوقت..وثالث ورابع وخامس أصيبوا بالرصاص الطائش أو في عتمة الطرقات وحفرها القاتلة.
لم نعد نعيش في بلد طبيعي.هذه حقيقة ساطعة لم تعد تخفى على أحد.بيننا وبين الإعلان العالمي عن “دولة فاشلة” مسألة وقت.كلّ مقوّمات الفشل جاهزة ومنجزة بفضل سلاح يربط البلد بمعادلات وحسابات خارجية، وسلاح داخلي متفلّت بكل الإتّجاهات، وسلطة لا تتورّع عن الإنحدار السريع نحو ما وُعدنا به من “جهنّم” رئيس الجمهورية و”عصفوريّة” رئيس الحكومة!
الموت العبثيّ يحصد أولادنا برّاً وبحراً وجوّاً، والغرق في زوارق الموت (كما في مركب طرابلس) ليس إلّا فصلاً من هذه العبثيّة التي تدور بنا، بلا نهاية ولا رحمة ولا أمل..
اليوم، جورج وزينة. بالأمس، ذاكرة متّشحة بالحزن والسواد..وغداً، “مجهول” عابق بمزيد من الخوف والقلق والجراح النازفة!