استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من “الجماعة الإسلامية” برئاسة الأمين العام الشيخ عزام الأيوبي الذي قال بعد اللقاء: “زيارة المفتي اليوم تأتي في إطار التهنئة بأكثر من مناسبة، عيد الأضحى المبارك، وعودته سالما من أداء فريضة الحج، ورأس السنة الهجرية التي تأتي بعد أيام قليلة، فضلا عن أن هذه الزيارات لا تحتاج الى مناسبة لأن زيارة سماحته دائما فيها فائدة للاستماع إلى شؤون الوطن والطائفة”.
أضاف: “كان هناك نقاش في عدة أمور، لا سيما الساخنة منها في هذه الأيام، وتحديدا المحاولات المتعددة لفرض أعراف جديدة في ما يتعلق بمواضيع دستورية، وبصلاحيات رئيس الحكومة المكلف بعملية التشكيل.
تابع أن “هناك ارتياح لتقييم المواقف القائمة سواء من الرئيس المكلف أو من صاحب هذه الدار، وسائر القوى التي تمثل الساحة الإسلامية السنية في هذا البلد.ونحن كنا على نفس الموجة والتوافق والتفاهم بأنه لا يمكن السماح بالمس بهذه الصلاحيات، وأن فرض أعراف جديدة في ما يتعلق بالدستور أو باتفاق الطائف أمر لا يمكن القبول به تحت أي حجة من الحجج، ونحن وجميع القوى صف واحد في هذا الإطار ليس فيه أي اعتبار أو توافق سياسي، وإنما هذا الموضوع وطني بامتياز ويتعلق بحقوق لا يمكن السماح بالمس بها، وبالتالي التوافق جرى على أن يتم الاستمرار بعملية التشاور ومواكبة الأحداث لما فيه خير الوطن والمحافظة على الثوابت التي يقوم عليها هذا البلد”.
واستقبل دريان رئيس جمعية المقاصد فيصل سنو يرافقه مديرة مدرسة صديقين في الجنوب هبه بلحص والهيئة التعليمية الذين تجاوبوا مع إدارة الجمعية لمتابعة رسالتها التعليمية والتربوية في الجنوب، انطلاقا من إحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم والاستمرار في تعليم أبناء الجنوب إيمانا بمبادىء المقاصد.
كما استقبل وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة رئيس الاتحاد محمد عفيف يموت الذي قال بعد اللقاء: “تشرفنا بزيارة سماحة المفتي لتهنئته بأداء فريضة الحج، وشكره على جهوده المستمرة في تعزيز مؤسسات دار الفتوى، والإشادة بحرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، ودعمه لمساعي الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة وفاق وطني”.
أضاف: “من جهتنا، أكدنا على صلاحيات الرئيس المكلف الواردة في اتفاق الطائف، والمثبتة في الدستور، والتي تنوط به وحده تشكيل الحكومة، ومن ثم عرضها على فخامة الرئيس للحصول على موافقته عليها والتوقيع معه على مراسيم تشكيلها، دون سقف زمني يقيد مدة التكليف. أما بالنسبة لعدم التوصل الى تشكيل حكومة لغاية تاريخه، على الرغم من تقديم الرئيس الحريري اكثر من صيغة لتشكيلها، فيعود الى ارتفاع سقف مطالب رؤساء الكتل النيابية وعدم مراعاتهم المصلحة الوطنية العليا، التي تستوجب الإسراع بتشكيل حكومة تعالج الأوضاع الاقتصادية المتعثرة والمطالب الاجتماعية والحياتية الملحة”.
وتابع: “ان اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الذي يؤكد على دعمه للرئيس سعد الحريري وصلاحياته، يستهجن محاولات البعض تحميله وزر التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة، كما يدين محاولات البعض ابتداع نظريات واهية تحدد مدة التكليف، فصلاحيات رئيس الحكومة وصلاحيات الرئيس المكلف خط احمر عريض. ويجدد الاتحاد ثقته بقدرة الرئيس المكلف سعد الحريري على تشكيل الحكومة، طال الزمان ام قصر”.
الجبهة الديمقراطية
واستقبل مفتي الجمهورية وفدا من “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برئاسة علي فيصل الذي قال على الاثر: “التقينا بالمفتي دريان ووضعناه في صورة استمرار العدوان الأميركي الإسرائيلي على الحقوق الفلسطينية بشكل عام وعلى مدينة القدس بشكل خاص التي تتعرض لعدوان يستهدف حاضرها وتاريخها، ويستهدف أهلها ومعالمها، ما يضاعف من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق العالمين العربي والإسلامي بمختلف مؤسساته وهيئاته لجهة مواجهة هذا المشروع، وتوفير مقومات الصمود الوطني لأبناء القدس ولجميع التجمعات الفلسطينية خاصة الخان الأحمر وغيره من المناطق المهددة بالمصادرة والهدم, واعتبرنا أن سياق العدوان يؤكد بشكل يومي انه لا يستهدف القضية الفلسطينية، فقط بل كل الشعوب العربية التي تتعرض لحروب شتى بهدف فصلها عن تاريخها وعروبتها وزجها في صراعات طائفية ومذهبية وعشائرية ما يجعل من القضية الفلسطينية قضية هامشية، الأمر الذي يسهل الاستفراد بالشعب الفلسطيني وفرض الحلول التصفوية”.
أضاف: “دعونا الى وضع قرارات المجلس الوطني وقبله المجلسين المركزيين، موضع التنفيذ خاصة ما يتعلق منها بسحب الاعتراف بإسرائيل وفك الارتباط باتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي وتعزيز النضال على المستوى الدبلوماسي الدولي من اجل عزل إسرائيل، كتمهيد لتقديم مجرميها الى المحاكمة الدولية، وذلك في اطار سياسة وطنية جديدة تنهي الانقسام وتستعيد الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الكاملة في عملية صنع القرار الوطني، وتعيد الاعتبار للبرنامج الوطني ولحركتنا الوطنية باعتبارها حركة تحرر وطني أولويتها النضال من اجل طرد الاحتلال”.
وتابع: “كما عرضنا أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان واكدنا حرص الجميع على تنظيم العمل الفلسطيني المشترك بما يحصن الاستقرار داخل المخيمات ويصون أوضاعها، لذلك ندعو الى البناء على ما تحقق من توافق وطني فلسطيني لجهة تعزيز العلاقات الداخلية وتنظيمها وأيضا تعزيز التعاون مع مؤسسات الدولة اللبنانية المختلفة المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وإقرار الحقوق الإنسانية”.
وأشار الوفد الى الأزمة المالية التي تعيشها وكالة الغوث “بفعل سياسة الابتزاز الأميركية الهادفة الى شطب حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية”، لافتا الى أن “استهداف الأونروا وخدماتها الهدف منه العبث بحق العودة وبمكانة اللاجىء القانونية وحصر أعداد اللاجئين بمن هجروا عام 1948 فقط وشطب نحو ستة ملايين لاجىء”، داعيا “منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية الى مواجهة هذه المحاولات بعملية سياسية ودبلوماسية بالتعاون مع الدول العربية خاصة المضيفة، لتوفير الحماية لوكالة الغوث وخدماتها وأيضا حماية حق العودة”.