رعى اللواء اشرف ريفي عصر يوم امس مصالحة بين عدّة عائلات في محلّة السويقة بحضور حشد كبير من سكّان المنطقة و بحضور فضيلة الشيخ خالد المنجّد الذي هنّأ العائلات و اهالي الضحايا بالمصالحة شاكراً للواء اشرف ريفي جهده لاتمام هذا الانجاز التوفيقي، كما كانت لريفي كلمة قال فيها :
“الحمد لله ثم الحمد لله، كما تكرم صاحب الفضيلة و قال : مِن أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان أن يجمع الإخوة بعد سوء تفاهم أو خلاف معين و هنا أتوجه للعائلات الثلاث بشكر خاص كَون كل عائلة منهم قد ترفّعت عن جراحها، عن ألمها و مُصابها، و نقول الحمد لله الذي أوصلنا إلى هنا بفضل سُعاة الخير الذين بذلوا جهوداً مُضنية في الليل و النهار لتفكيك العُقد، و قد واكب هذا الجهد موقف كبير من العائلات الثلاث .
أقول نعم نحن و إياكم في هذا المسعى للتوفيق بين الإخوة و سنعود اخوة كما كنا سابقاً، هم عائلات ثلاث متجاورة، متحابة، شاء القدر أن تقع الحوادث، حادثاً تلو الآخر، و اليوم وضعنا حدّاً نهائياً لهذا الخلاف، كما كان هناك موقفاً كبيراً من إحدى هذه العائلات ثم تلتها العائلة الثانية فالثالثة، و عندما يختلف الكرام لن يكون من الصعب التوفيق بينهم .
بين يديّ أوراق إسقاط الحق من العائلات الثلاث تجاه كافة القضايا، نحن اليوم أمام مسار قضائي قد يكون طويلاً إلى حدٍ ما و ها نحن نتعهّد أمامكم أننا سنتابع القضية حلقة حلقة إلى أن نعود اخوة كما كنا، سأضع هذه الأوراق بين أيدي صاحب الفضيلة ليتابعها و نحن إلى جانبه في كافة المسار حتى النهاية.
يسعدني اليوم أن أكون بينكم و أن نجتمع على لقاء خير، ننهي اليوم خلافاً دام لسنوات و أودى بحياة أبرياء و ترك جروحاً عميقة، ترفّعت هذه العائلات ووضعت حداً لهذا النزف المتمادي، نحن إلى جانبكم لحل كافة القضايا التي ستعترضنا قضائياً أو أمنياً، لذا أتوجه بشكر كبير إلى كافة العناصر الأمنية التي واكبت هذا الجهد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و شكر خاص إلى الجيش اللبناني و إلى مدير المخابرات في الشمال.
هناك جهد غير منظور واكب هذا العمل ، هذا ما يقتضيه ديننا و رسولنا صلى الله عليه و سلم”.
و تابع ريفي : “أما وقد أنهينا هذه المصالحة بفضل أهل الخير و المحبة و الكرم نقول لكم بأننا سنبقى بجانب أهلنا، الأمن الإجتماعي هو جزء من الأمن بمفهومه الشامل، أن نوفّق و نحبب بين الناس و أن نزيل الخلافات و نقوم بالمصالحات، إنه أمن مجتمعنا و من يتفرّق تضعف قوته و من يجتمع يكون ذا بأسٍ و ذا قوة .
من يتنطح للشأن العام عليه أن يعي أنه يجب أن يشكل غطاء و حماية لأهله و أن يرفع الظلم عنهم و أن يطالب بحقوقهم و يتابع شؤونهم و يؤمّن فرص عمل لشبابهم.
نحن على أبواب ما يسمى بانتخابات فرعية ، تليها انتخابات عامة المُفترض حصولها بعد ١١ شهر، لا ندري إذا كانت السلطة تخشى الإنتخابات الفرعية أم لا، و لكن حسب القانون و الدستور نقول بأنها مُلزمة قانونياً بإجراء الإنتخابات الفرعية أولاً و من ثم العامة.
أكرر ، نحن مستعدون للإنتخابات الفرعية و العامة و نقول للجميع : أنتم من يقرر من هم نوابنا، لن تكون المراكز النيابية هدايا مجانية لأحد و سيكون مرشحونا من طرابلس، المنية و الضنية .
أنهينا منذ قليل الإطلاع على كيفية الإقتراع و كيفية احتساب الأصوات، قد يظن البعض أن الإقتراع سهل و أن كيفية احتساب الأصوات صعبة أو معقدة، و كما نعلم ان الإنسان عدو ما يجهل ، لذا علينا أن نتعلم كيف يكون الإقتراع – و هو من أسهل ما يكون – و كيف يكون الإحتساب و حصة كل لائحة و سنُعد كُتيّبات و نقيم محاضرات في فترة أقصاها أسبوعين لشرح هذه التفاصيل .
لقد أصبح برنامجنا جاهزاً و نحن نضع اللمسات الأخيرة عليه ، سنعرضه عليكم بشكل مكتوب أو استعراضي.
بفضلكم فزنا بالبلدية و إياكم سنفوز بالفرعية إن شاء الله و بالحد الأقصى في النيابية العامة”.
و توجّه ريفي للسلطة قائلاً : “اعلموا أننا أهل عزة و كرامة ، لا نبيع عزّتنا و كرامتنا بأي خدمات، حقنا الطبيعي أن نكون مواطنون كما الآخرين و ان لا نسمح لأحد بأن يتقدم علينا، فلتعلموا أننا نعلم كيف نطالب بحقوقنا و كيف نحصل عليها و كيف نحافظ على كرامتنا و وجودنا.
لا شك بأن السلاح غير الشرعي قد يجعل من البلاد و كأنها مستباحة ، نحن نسمع يومياً بقتيل هنا و جريمة هناك نتيجة التفلت الأمني و السلاح غير الشرعي و على اثر هذه الحوادث اقتَرَح البعض تطبيق قانون الإعدام، و لكن أقول بأن الحل ليس بالإعدام ، كافة النظريات الجنائية تقول أن حتمية العقوبة هي أفعل في ردع الجريمة من شدة العقوبة، بمعنى آخر، عندما يعلم الإنسان ان المحاسبة اتية لا محال يرتدع”.
من ناحية اخرى اعتبر ريفي أن سلاح حزب الله هو سلاح غير شرعي مهما كلف الأمر و من يخشى هذا السلاح عليه أن يؤمن بربه أولاً وأن يثق بنفسه كما قال :
“قتلوا منا الشهداء إنما لا يستطيعون أن يقتلوا منا كافة الناس و سيبقى منا أحياء يطالبون بحقهم و كما سبق وقلت قوة حزب الله أكذوبة و وهم صنعه ضعفنا لذا سنقف وقفة رجال أمام مطالبنا وأمام حقنا في إقامة الدولة الواحدة فقط لا غير.
لا يوجد دولة في العالم تأوي دويلة، وفي بعض الحالات الدويلة فيها أقوى من الدولة إلا إذا كان سياسييها ضعفاء ومنهزمين ومنبطحين.
نقول للجميع حتى لو لدى حزب الله سلاح أكثر منا، نحن بالموقف نستطيع أن نوازن وبالموقف نقول للحزب البيضا بيضا والسودا سودا و نضع النقاط على الحروف.
امّا عن مواقف وزير الدّاخليّة نهاد المشنوق الاخيرة قال ريفي : “سمعنا آخر نغمة لوزير الداخلية يدعوا فيها للثورة وللتمرد، ثورة على من؟ نحن سندعوا للثورة و نحمّلكم مسؤوليّة دماء الضحايا البريئة التي تسقط وعلى فشلكم بإقامة الخطط الأمنية في البقاع، حيث أهلنا هناك دون غطاء شرعي ودون غطاء قانوني، و كأن دماؤهم مستباحة ورخيصة.
نقول لوزير الداخلية، و بحسب الاعراف في الدول التي تحترم نفسها يجب أن تستقيل منذ زمن طويل وليس اليوم فمن في عهده يتفلت الأمن وفي عهده يُعتدى على السجناء في السجون و يُستقوى عليهم و خاصةً السجناء الإسلاميين، يجب عليه أن يكون في منزله ويُحاسب.
الجميع يعلم، نحن واجهنا وقاتلنا فتح الإسلام الى جانب الجيش اللبناني و عندما أوقَفنا من كان متآمراً على أمن الوطن لم نسمح لأنفسنا بمد يد أي عسكري على سجين نهائياً، و ليست مراجل أن تمد يدك على سجين، فهذا ضعف وهذا صغر منكم.
هذه الحكومة أصبحت حكومة فساد و الفاسد لا يبني وطن و نحن لم و لن نُراهن على الفاسدين المنبطحين أو على الضعفاء فأمّا أن تكون معتدلاً قوياً أو تلغي نفسك بنفسك والإعتدال الضعيف ليس إعتدالاً إنما هو الضعف بعينه.
سنخوض الإنتخابات سواء كانت فرعية أو عامة مع المجتمع المدني خارج إطار الشخصيات السياسية التقليدية فمجتمعنا يطالب بالتغيير وسنكون رواد للتغيير لذا سنتحالف مع من يشبهنا، بالنزاهة والمبادئ و الثوابت و مع من يقدّر قيمة شهدائنا كما سنكون خارج إطار اللعبة التقليدية.
و توجّه ريفي لحزب القوات اللبنانيّة قائلاً : “أخرجوا من هذه الحكومة، لم تعد تشبهكم فهذه حكومة فساد و نحن نعترف أن وزراءكم لا غبار على مصداقيتهم ونزاهتهم، إنما هم يقاتلون كقتال الطواحين، لم يعد مكانهم الطبيعي مع هذه الحكومة، فليخرجوا منها وننضم نحن وإياهم في المعارضة. إنه نهج فساد ونهج إنبطاح لحزب الله و لن نقبل أن تستمر هيمنته على هذه الدولة فلا تكونوا شهود زور على هذه الدولة، من طرابلس الأبية، مدينة الرجال أقول، أخرجوا من هذه الحكومة، عرّوها، اكشفوها و ارفعوا الغطاء عنها، أصبحتم كشهود زور وسيأكلكم هذا الدور”.
و انهى ريفي كلمته بالتصويب على من اقترح التواصل مع الحكومة السوريّة قائلاً : “يطالبون اليوم تحت عنوان تسوية أوضاع النازحين التواصل مع الحكومة السورية المجرمة و هذا ما لا نرضى به مهما كلّف الامر.
فقد وافق من كان محسوباً علينا و كنّا محسوبين عليه، على التواصل مع الحكومة السورية، إنما طلب التأخير إلى ما بعد الإنتخابات لأنه يعلم مدى تأثيره على الإنتخابات.
لن تستطيعوا أن تخبؤوا ما تضمرون و لن تستطيعوا أن تخفوا علينا شيئاً، الأمور أصبحت واضحة ومعروفة وسنتصدى لأي تواصل مباشر مع النظام السوري و موضوع النازحين يُحل عبر الأمم المتحدة وحدها فقط لا غير.
إنهم أخوة لنا، حميناهم ونأمل أن يعودوا كراماً إلى بلادهم بأسرع ما يمكن و لكن لا يمكن أن نتحمل مسؤولية دم أي منهم. الحماية يجب أن تكون أممية، مع الدول التي تحترم نفسها و نحذّر من أي تواصل سواء الآن أو مستقبلاً مع النظام السوري ونحن نذكر كم ظَلم هذا النظام لبنان و كم ظلم أهله و دمّر مدنه لذا سنبقى فعلاً على هذا الموقف إلى يوم الدين إن شاء الله”.
nachitoun.org