مستغلين حالة الجفاف الحريرية، يتكاثر أنصار الوزير السابق أشرف ريفي على أنقاض تيّار المستقبل، الذي يجهد قياديوه لبث الروح فيه. لا يختلف اثنان على أنَّ “المستقبل” خسر خطاب شدّ العصب الُسني الذي آل إلى غيره من المستجدين، الذين بدأوا يطرقون أبواب الانتخابات النيابية، ويتدافعون مع “المستقبل” من أجل الوصول الى عتبة الندوة البرلمانيّة.
“شباب اللّواء” هي التسمية التي يبدو أنّها بدأت تُطلق على الجسم التنظيمي الخاصّ بأنصار اللّواء أشرف ريفي، على الرغم من أنَّ مصادر الأخير تنفي أن تكون قد فعّل أو نظّم أو أسّس حراكاً حزبياً أو تيّاراً سياسيّاً، بل إنَّ ما يحصل “هو ردّة فعلٍ طبيعيّة من محبي زعيم السنة!”.
يعرف هؤلاء أيضاً بـ”لواء الشباب” كي لا تكون التسمية شخصانيّة. بدأوا ينتشرون ويشقون دربهم بسرعةٍ قياسيّة، متمدّدين في بعض المناطق اللّبنانيّة “السنيّة” حتى لبعد من حدود الشمال.
وفي هذا الإطار، لفتت مصادر خاصّة لموقع “ليبانون ديبايت”، أنَّ “نسبة مؤيّدي اللّواء ريفي ترتفع يوماً بعد يوم، وتعمل كخليّة نحلٍ، للانتشار في أكبر عددٍ ممكنٍ من المناطق، وخصوصاً في تلك التي كانت محسوبة على “تيّار المستقبل”، والتي بدأ يخرقها شباب ريفي، من خلال افتتاح مكاتب للمرّة الأولى في قرى بقاعيّة أهمّها مجدل عنجر التي لها مكانة خاصّة عند “المستقبل”، إلى جانب مناطق أخرى سواء في البقاع الغربي وحتّى الأوسط”.
ولاحظت المصادر أنَّ “الدعم الكبير الذي يلقاه اللّواء ريفي لا يقتصر فقط على افتتاح المكاتب، بل سلك أيضاً أهم الطرق المؤثّرة في الرأي العام والقادرة على إيصال رسائل إلى الملايين بمجرّد دقائق، أي وسائل التواصل الاجتماعي، إذ غزت الصفحات المؤيّدة لريفي موقع “فايسبوك”، وبات هناك حسابات دعمٍ له، تعمل على نشر الأخبار المتعلّقة به، والبيانات التي يصدرها، إضافة إلى نشر صور له والتعليق عليها بكلام يعطي اللّواء ريفي ثقةً أكبر بدخول المعركة الانتخابيّة وحتى ضمان الخروج منها منتصراً”.
اللافت أنَّ هذه الصفحات التي تنشط كـ”جسم منسق مدار”، تعمد أحياناً إلى نشر استطلاعاتٍ للرأي حول مزاج الناخب السنّي، مظهرةً تقدّما كبيراً للواء ريفي على “أهل البيت”، الأمر الذي يفترض به أنْ يكون بمثابة إنذارٍ للمستقبل بأنّه بدأ يفقد مكانته السّنية التي ظهرت أولى معالم هذه الخسارة في الانتخابات البلديّة ولا سيّما في طرابلس”.
لكن تحرّكات الشباب بهذا الزخم وافتتاحهم مكاتب، يفتح باب التساؤل عن التمويل الذي يحصلون عليه، خاصّةً وأنَّ حجة “المال الخاص” لم تعد تنطلي على أحد، خاصّة وأنَّ هذا النوع من المكاتب يحتاج إلى ميزانية، وليس باستطاعة أو مقدور فرد واحد أو مجموعة، افتتاح مكتبٍ سياسي – انتخابي على نفقتها الخاصّة، بظلّ الوضع الاقتصادي الراهن.
وما يفتل شهية سيل التساؤلات، أنَّ العمل منظّم بدقّة إلى حدٍّ يجعلك تظن أنَّ هناك عقلاً مُدبِّراً يقود كلّ تلك العقول. وتلفت مصادر، أنَّ رفع الصور وتصويرها وتصميمها وتعليقها إضافة إلى رفع اللّوحات الإعلانيّة واليافطات التي غطّت مداخل القرى والبلدات التي يتواجد فيها مؤيّدي ريفي، والإعلانات المدفعوعة والصفحات الفيسبوكيّة التي عند مراقبتها يمكن ملاحظة سرعة نشر الأخبار والمنشورات، تحتاج إلى تغطية مالية ليست بقليلة، وعلامات الاستفهام هذه تعود بنا إلى ما سُرِّب قبل فترة عن علاقات ماليّة تربط ريفي بعددٍ من الشخصيات ورجال الأعمال السنّة المناوئين للحريري، أو من أصحاب المصلحة باختراق بيئته.
وانطلاقاً مما تقدّم، يبدو أنَّ الوزير ريفي قد أدار محرّكات المعركة الانتخابيّة مبكراً والتي يبدو من خلال ما يرفع من صور ويافطات، أن شعارها “الزعامة السنيّة”.
(ليبانون ديبايت 15 ايار 2017)