وجدي العريضي
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية، بدأ البعض يستعمل كل الأسلحة المتوسطة والثقيلة سياسياً ومن خلال التصويب على محطات سابقة ونبش ملفات طواها الزمن واستذكار حقبة أليمة من تاريخ لبنان. عاد فريق الممانعة ليشنّ حملات سياسية على خلفيات انتخابية، وضمن لعبة “أنا المنتصر وسأحظى بالأكثرية”، لا بل إن بعض قادة حزب الله دعوا الى الصلاة للاحتفاء بالنصر الميمون، أي أنهم حسموا خيارهم ووضعوا الأكثرية في جيوبهم قبل أن تنطلق العملية الانتخابية، وفي ظل فبركة أخبار واختراع سيناريوات.
في هذا السياق، كان لافتا في آخر الابتكارات على خط التصعيد السياسي ربطاً بالانتخابات، ما يجري في طرابلس، اذ تشير مصادر سياسية مواكبة لهذا المسار، الى أنّ فريق الممانعة دخل بقيادة حزب الله على خط الاستحقاق الانتخابي في الفيحاء، زارعاً مقولة: كيف يقبل اللواء أشرف ريفي أن يتحالف مع “القوات اللبنانية” التي قتل زعيمها الرئيس رشيد كرامي، الى كمّ من التدخلات واللعب على الوتر الحساس واثارة الغرائز.
أمام هذه الوقائع، وما يحصل على الأرض، يقول اللواء ريفي لـ”النهار” إن “حلفاء حزب الله أطلقوا ماكينتهم الحاقدة والتي تشتهر بالتخوين وفبركة الأخبار وزرع الفتن، اذ بدأوا التصويب على اللائحة التي أترأسها والتي تضم النائب عثمان علم الدين ومرشحا للقوات اللبنانية، الى شخصيات مستقلة، وبعضهم من رحم الثورة”، مشيراً الى أن “هؤلاء الذين دمروا البلد، وعطّلوا الحياة السياسية، وضربوا الاقتصاد، وأساؤوا الى علاقاتنا مع السعودية والخليج، ينطلقون من الحقبة التي استُشهد خلالها الرئيس رشيد كرامي، متهمين القوات اللبنانية، ما يعني ان هذا الاتهام هو سوري بامتياز ولا ينطبق على الواقع، فالجميع يعلم أن كل القيادات السياسية والإعلامية والثقافية، تمّ اغتيالها قبل الطائف وبعده من قِبل المحور السوري – الإيراني”، مذكراً بالشهداء الشيخين صبحي الصالح ومحمد عساف والمفتي الشيخ حسن خالد، الى الشهيد الرئيس رفيق الحريري، “وقد ثبت بالملموس وبالأدلة وبالمحكمة الدولية والتحقيقات الداخلية، أن القاتل هو حزب الله”.
ويضيف ريفي أنه سبق أن توافرت لديه معلومات أمنية من جهاز أمني عربي، تفيد بأن “المخابرات السورية هي التي اغتالت الرئيس الشهيد رشيد كرامي، اذ وبالأدلة والتفاصيل وفور وصول الرئيس الشهيد كرامي حينذاك الى ساحة معرض طرابلس الدولي، حاول الصعود الى احدى الطوافتين اللتين كانتا جاهزتين، لكن تدخّل العقيد السوري محمد اسطمبولي المسؤول عن منطقة المعرض في تلك الحقبة، حال دون صعود الرئيس كرامي الى الطوافة الأقرب له، متذرعاً بأن وضعها الميكانيكي ليس صالحاً تقنياً، ليقود كرامي الى الطوافة الثانية المفخخة”.
ويؤكد ريفي، “لا أحد يزايد عليّ بمحبتي وتقديري للرئيس الشهيد رشيد كرامي، والأمر عينه لشقيقه الراحل الرئيس عمر كرامي الذي لو كان لديه أدنى شك بمسؤولية الدكتور جعجع عن اغتيال شقيقه لما عيّنه وزير دولة في حكومته في 24/12/1990، وكلنا يذكر أن جعجع رفض المشاركة آنذاك في الحكومة وعيّن مكانه الوزير السابق روجيه ديب. لذا فليسمحوا لنا بهذه الألاعيب والفبركات التي يديرها حزب الله وحلفاؤه، ولا ننسى أيضاً أن محاكمة رئيس حزب القوات اللبنانية، كانت تجري بناء على رغبات النظام السوري الذي كان يعد التقارير الأمنية ويضعها بين أيدي القضاء في ظل مرحلة كان السوري يحكم البلد، وكل مؤسساته السياسية والقضائية”.
ويخلص اللواء ريفي واضعاً ما يجري “في خانة المزايدات الانتخابية والشعبوية وذرّ الرماد في العيون، عبر توفير الحد الأقصى للفوز في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وهذا ما يريده حزب الله عبر الاتهامات وحملات التضليل التي يسوقها، وقد سمعنا السيد حسن نصرالله عندما قال: “أنا أخوض معركة حلفائي”، مسخّراً كل إمكاناته ليفوز بالأكثرية النيابية، ويحكم البلد، ويعيدنا الى الجاهلية بعدما دمّر كل خصائصه الثقافية والتربوية والصحية وكل ما هو جميل في لبنان، ليضعنا في الحضن الإيراني، لكننا سنواجه هذا الحزب في الاستحقاق الانتخابي وفي كل المفاصل، ولن نسمح له بأن يسلخنا عن محيطنا العربي، ويأخذنا الى بلاد فارس، ولن نقبل على الاطلاق أن ينسف علاقاتنا مع الخليج، ويتحكم بالبلاد والعباد، فما يطلقه من اتهامات هي تفليسة، وليدع الناس وشأنها ويكفّ يده عن التدخل في طرابلس وكل لبنان، والأمر عينه لما يقوم به في الخارج من تماهٍ وتناغم مع الحوثيين والحشد الشعبي في العراق، فكلّهم واحد، أو أن يستحضر القاعدة وداعش غبّ الطلب”.
المصدر: النهار