وجدي العريضي كتب في النهار –
استأثرت المواقف السياسية التي شنّها حزب الله على بعض القوى السياسية والإعلامية على خلفية مقتل الشيخ أحمد الرفاعي، باهتمام لافت، ولا سيما أن نواب وقادة الحزب أغدقوا على هذه القيادات والإعلاميين بعبارات لاذعة ووصفوهم “بالفتنويين”.
في السياق، طاولت هذه الحملات النائب أشرف ريفي، الذي يقول لــ”النهار”، إن الحملة المسعورة التي يقودها حزب الله وإعلامه، دليل إضافي على إرباكه وتأثير جريمة عكار على جمهور سرايا “المقاومة” الذين أصبحوا مكشوفين ومنبوذين ضمن الطائفة السنية، مشيراً إلى “عدم استغرابه لحملة الحزب التي طاولتنا، ونحن قمنا بواجباتنا تجاه أهلنا من خلال مطالبة الدولة بالإعلان عما إن كان الشيخ أحمد موقوفاً لدى أحد الأجهزة الأمنية، بمعنى وضعنا الأمور في نصابها القانوني، وما يمليه علينا دورنا تجاه أهلنا ومنطقة عكار والشمال والبلد، أي اللجوء إلى الدولة، وعليه، لم تخرج هذه المواقف عن إطارها الطبيعي لمن يفقد عزيزاً أو يختفي، فذلك لم يرق حزب الله فنعتونا “بأبواق الفتنة”، ما يعكس توترهم وارتباكهم على المستوى الوطني والسني بشكل خاص، ولكن المرتزقة الذين يتعاملون مع حزب الله قد أصبحوا في مأزق كبير، فيما الفتنة الكبرى تكمن في أولئك الذين استعملوا السلاح ضد صدورنا وطعنونا في ظهورنا، هم المجرمون والقتلة والإرهابيون”.
ويضيف النائب ريفي “أن من اتهمنا بالفتنة، هم من قدّموا لنا أسوأ مشروع في تاريخ لبنان والمنطقة والعالم، أي مشروع حزب الله وإيران، أو “النازيون” الجدد، فعاثوا في هذا البلد قتلاً وإجراماً، وحاولوا وما زالوا تغيير وجهه التعدّدي والثقافي، وما يزعجهم أننا لن نستسلم لمشروعهم، ولم نخشَهم ونخَفْهم”، سائلاً: “هل يصبح قاتل رفيق الحريري قدّيساً، وتقام له التكبيرات والإشادات؟ ذاك هو مشروع الفتنة بعينه أن تسلّم مجموعات من قبل “سرايا المقاومة” خارجة عن القانون يحميها ويدعمها “حزب الله” لاختراق كل الطوائف والمناطق تفعل ما تشاء وتقتل وتخرِّب، أيضاً هي الفتنة بعينها”.
وأردف ريفي مستغرباً، كيف وجّه حسن نصرالله تعزية لأهل الشهيد الرئيس رفيق الحريري في ذكرى استشهاده في 14 شباط المنصرم، وهو يدرك، ونحن أيضاً متأكدون، أنه هو وحزبه من قتلوا رفيق الحريري، لذا، إنها قمة الوقاحة والفتنة، وكما يقول المثل الشعبي “يللي استحوا ماتوا”، أو “قتلوا القتيل ومشوا في جنازته”.
ويضيف “لسنا من الخائفين، ولسنا مجموعة من السُذج لنتقبّل هذا الكلام، فنحن على دراية تامة بكل ما قام ويقوم به “حزب الله”، الذي لا يقيم للشراكة الوطنية اعتباراً، وإن كان صادقاً في برقية التعزية لعائلة الشهيد الحريري، فليُسلِّم القتلة إلى العدالة، فهذا التذاكي لا ينفع، لأننا لا نقبل إلا بالعدالة ثم العدالة، باعتبار أن لغة التهديد والوعيد لم تعد تجدي، فقد انكشف هذا الحزب أمام اللبنانيين، وحتى في بيئته الحاضنة، وعلى المستويين العربي والدولي، وما حصل في بعض الدول العربية والغربية من اعتقال شبكات تابعة له على خلفية تبييض الأموال والمخدرات والإرهاب لدليل على مشروعه التدميري المنبثق من رحم المشروع الإيراني”.
ويخلص النائب ريفي، داعياً إلى “الركون للدولة والقوى الأمنية والجيش اللبناني، وأن تكون العدالة هي الأساس لمحاسبة حزب الله على كل ما ارتكبه من جرائم واغتيالات وفساد وتدخل بالقتل والإرهاب من سوريا إلى العراق فاليمن، فإن لم تتحقّق العدالة، فذلك سيدفع الناس إلى الثأر والانتقام، ولذا ننصح السيّد حسن بأن يعيد النظر في كل مشاريعه ويعود إلى الوطن، إذ لا يستطيع، مهما علا شأنه، ومهما كان فائض القوة لديه، أن يطوّعنا ويخيفنا، وقد آن الأوان للخروج من هذه الدويلة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، نحن لسنا أصحاب مشاريع فتنة، بل أبناء الدولة ومؤسّساتها، ولنا تضحيات كبيرة في هذا المجال، ولا أحد في استطاعته أن يغيّر وجه لبنان الحضاري، وبناءً على تهديداتهم وما أطلقوه علينا من نعوت، وما كُتب وقيل في إعلامهم الأصفر، فلكافة أبواق حزب الله، أقولها بالفم الملآن، كفانا بهورات وعنتريات، فنحن حاضرون أمام القضاء وعلى رأس السطح لإثبات من هم أهل الفتنة، ولدينا ما يكفي من أدلّة لإثبات ما قاموا به بالملموس، وكفى تضليل الناس الذين يعرفونهم خير معرفة، ويدركون من أوصل البلد إلى هذه الحالة من طغيان الدويلة على الدولة، من السابع من أيار، إلى القمصان السود، إلى الاغتيالات”، مؤكداً أن “المشروع الوطني والدولة الجامعة وحدهما من يحمي أهلنا وأبناءنا، والسؤال للسيّد، هل هو جاهز لمثل هذا المشروع؟”.
المصدر:النهار